أخر الاخبار

الصلابة النفسية

 

الصلابة النفسية

 


 

يتعرض الأفراد في حياتهم اليومية لأنواع متعددة من الضغوط النفسية، سواء كانت أسرية، اجتماعية أو مهنية. وللحفاظ على التوازن النفسي، يحتاج الفرد إلى امتلاك سمات نفسية تساعده على التكيف والتعامل مع هذه التحديات. وتُعد الصلابة النفسية من بين أهم هذه السمات، كونها تشكل عاملاً وقائيًا قويًا ضد الآثار السلبية للضغوط النفسية

 

الصلابة النفسية :

يعد مفهوم الصلابة النفسية من المفاهيم الجديدة نسبيا . ومن أوائل من وضع هذا الأساس أو هذا المصطلح الجديد هو وقد تأثر في نشأته بالفكر الفلسفي الوجودي. الذي ينظر إلى الانسان ككائن في حالة تطور دائم. ويركز على مستقبل أكثر من الماضي. ويرى أن سلوك الإنسان يفسر من خلال سعيه الدائم عن المعنى والهدف في الحياة.   تعرف الصلابة النفسية بأنها إعتقاد الفرد في قدرته على إستخدام جميع المصادر النفسية والبيئية المتاحة لمواجهة أحداث الحياة الصعبة بشكل فعال. ويشمل هذا القدرة على تفسير المواقف بواقعية وموضوعية، والتعايش معها بشكل إيجابي مع التركيز على ثلاثة أبعاد رئيسية هي الالتزام التحدي والتحكم.(يونس,2021,ص23)       تعد الصلابة النفسية من الموارد الذاتية الشخصية التي تساعد الفرد على مقاومة التأثيرات السلبية للضغوط الحياتية على صحته النفسية والجسدية فهي تساهم في تعزيز القدرة على الإدراك والتقييم والتعامل الفعال مع المواقف الضاغطة مما يمكن الفرد من التوصل إلى حلول ناجحة لتلك المواقف.(عبد اللطيف و حمادة,2002,ص233)

نشأة الصلابة النفسية:

في بداية السبعينات حيث بدأت الباحثة الأمريكية "كوبازا" في البحث وذلك عند إعداد رسالة دكتوراه الخاصة بها في شيكاغو عام 1977. وفي 1983 قام إريكسون بالتحدث عليها فقام بتوسيع أبحاثه لتشمل تأثير هذه العوامل في تكيف الأفراد مع تحديات الحياتية اليومية مع الإهتمام بتلبية إحتياجات الأفراد الأساسية لتحقيق التوازن النفسي.

 

-       كما أشارت "زاكيا" و" تشمبرلين" إلى التركيز على دراسة المتغيرات النفسية المنخفضة للضغوط . والتي تشير إلى وجود المتغيرات نفسية مثل الصلابة النفسية والتي تؤثر في كيفية فهم الفرد للأحداث الضاغطة وكيفية تفسيرها ومواجهتها .

 

-       أشارت کوبازاKobasa إلى مجموعة من الخصائص التي تميز الأشخاص الذين يقاومون الضغوط stress- Resisent-people مصطلح الصلابة النفسية Psychological

 

Hardiness      إلى أهمية دراسة القدرات النفسية في مواجهة الضغوط والتوتر.حيث وجد أن هذه القدرات النفسية في مواجهة الضغوط والتوتر حيث أن هذه القدرات تلعب دورا كبيرا في تحسين جودة الحياة والصحة النفسية وقد أثبتت الدراسات أن العوامل النفسية مثل المرونة النفسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الأفراد في التعامل مع التحديات النفسية ومواجهة الصعوبات والأزمات النفسية ركز "كوبازا" أيضا على أهمية دراسة العوامل النفسية التي تساعد في مقاومة الضغوط مثل الشعور بالقوة الداخلية القدرة على التكيف مع التغيرات والتحكم في المشاعر في مواجهة الأزمات.(ﷴ,2016,ص112)

 

3.نظريات الصلابة النفسية :

 

1.3 نظرية (Venk) وتفسير كوبازا (kopasa) :

 

-       في السنوات الأخيرة برزت نظرية كوبازا كأحد النماذج الحديثةالتي تفسر الصلابة النفسية، حيث قام كوبازا عام 1979 بوضع أسس جديدة لفهم هذه الظاهرة وفي عام 1992 ، قدم فيها دراسة متعمقة حول مدى تأثير الصلابة على العلاقة بين الظغوطالنفسية والبدنية والصحة العقلية للأفراد . وقد أظهرت نتائج الدراسة ، أن الإلتزام والتكيف يعتبران عاملين أساسيين في تعزيز الصحة العقلية الجيدة ، حيث يساعد الإلتزام والتكيف على تقليل الشعور بالظغط مما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية.

 

-       كما إعتبر أن إستراجيات ضبط السلوك والتحكم في ردود الأفعال من العوامل الأساسية الى تدعم التكيف الصحيحيث تمكن الأفراد من مواجهة المشكلات الفعالية.

 

-       وفي دراسة لاحقة عام (1995) أجرى فينك بحثاأًخر إستهدف مجموعة من الجنود الإسرائليين ، حيثإعتمد على أساليب تدريبية مكثفة على مدار أربعةأشهر وأظهر نتائج أن الأفراد الذين تعرضوا لمواقفصعبة ومتكررة خلال التدريب إكتسبوا مستوى أعلىمن الصلابة النفسية. مما ساعدهم على التعامل مع الضغوطبمرونة أكبر.(عودة,2010,ص81,80)

 

3.2.نظرية مادي madi "1985" :

 

-       يشير مادي إلى أن الإنسان في مختلف المواقف الحياةيواجه الخيارين : إما التمسك بالماضى المعروف أومواجهة مستقبل المجهول ، وعند اختياره للمستقبلفإنه يغامر بما هو غير مؤكد مما قد يثير القلق لعدم وجود ضمانات تؤكد النتائج، هذا القلق يعتبر طبيعي لأنه يدل على التحدي الجديد للإنسان لم يسبق له تجربته. ومن ثم فإن التكيف يتطلب المغامرة ، لأن إحتمالية الفشل قائمة ، واذا قرر الإنسانالتراجع إلى الماضي المألوف ، فإن هذا السلوك قد يؤديإلى الشعور بالذنب الوجودي وإضعاف الرغبة في النمووالتطور، ولهذا فإن الأشخاص الذين يتمتعون بدرجةعالية من المرونة النفسية يستطيعون مواجهة الضغوطالنفسية دون أن يصابوا بإظطرابات في السمة الشخصية وهذا يختلف عن الأشخاص الذين يعانون من ضغط نفسي بسبب الأمراض التي قد تؤدي إلى إضطرابات نفسية بينما يتمتع الأخرون بسماتى شخصية تحميهم من هذه الأعراض ، . وتعرف هذه السمات بمصطلح أو مفهوم "الصلابة النفسية " وقد تأسس هذا المفهوم بناءاً على مجموعة من الأسس النظرية التى طورها وحدثها العلماء مثل ماسلووفرانكل ، والذين أكدو على وجود هدف في الحياة يمنح الفرد معنى ، ويجعله قادراً على مواجهة التحديات بفعالية ، كما سير العديد من الدراسات على أن الأفرادالذين يتمتعون بصلابة نفسية عالية قادرون على التكيف بشكل أفضل مع المواقف الصعبة معتمدين في ذلك على إدراكهم الذاتي ومكانتهم الاجتماعية.(الشماري,2014,ص49)

 

3.3. نظرية كوبازا (KOBAZA) لصلابة النفسية 1983:

-       قدمت الباحثة كوبازا مصطلح الصلابة النفسية لأول مرة سنة( 1979) في مقالتها أحداث الحياةالضاغطة ، الشخصية و الصحة.1 حيث تناولت من خلال نظريتها العلاقة بين الصلابة النفسيةوإحتمالات الإصابة بالمرض ، وإعتمدت على أسس نظرية وتجريبية، تمثلت في أراء بعض العلماء مثل فرانكلوروجزوماسلو.

 

-       كما إعتمدت نموذج لازاروس في بناء نظريتها ، حيث أشارت إلى أن خبرة حدوث الضغوط يحددها :

 

1.    طريقة إدراك الفرد للمواقف.

2.    تقييم الفرد لقدراته العامة.

3.    تحديد مدى كفاءتها في مواجهة المواقف الصعبة.

 

 

       الصلابة النفسية مكتسبة وليست فطرية ، يتم صقلها من خلال مختلف الممارسات الحياتية.

 

       التعرض للأحداث الضاغطة والمواقف الصادمة أمر ضروري و حتمي يساعد على تقويةالجهاز النفسي ونضجه .

 

       الأفراد القادرين على تحمل المشاق والقابلية على التأقلم والتوافق مع الضغوط هم ذوي صلابة نفسية عالية.(علاء دين,2017)

 

-       بشكل عام تقدم نظرية كوبازا ، إطاراً مفاهيمياً ، يشرح كيفية مساهمة الصلابة النفسية في وقاية الفرد من الأثار السلبية للضغوط الحياتية ، وتعزيز قدرته على التكيف الإيجابي معها.

 

4أبعاد الصلابة النفسية :

 

-       تمثل الخصائص رئيسية والأساسية في حماية فرد من مشاكل والأحداث الضاغطة التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية وتشمل الصلابة النفسية ثلاث أبعاد : الالتزام، التحدي والتحكم .

 

-       الإلتزام : يشير مفهوم الإلتزام إلى كونه شكلاً من أشكال الوفاء الإيجابي والتعاقد النفسي الذي يبرمه الفرد مع نفسه ملتزماً بمجموعة من القيم والمبادئ ، كما يتضمن إلتزاماً تجاه الآخرين من خلال السعي لتحقيق أهداف تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه . محافظاً في ذلك على التمسك بالمبادئ التي تؤمن بها الجماعة.

 

 

 

-       وعندما يتحلى الإنسان بالإلتزام. فإنه يميل إلى التفاعل الإيجابي مع الآخرين والإنخراط في الأحداث الجارية من حوله، حيث يرى في ذلك وسيلة لإكتساب معنى لحياته وخوض تجربة إنسانية ممتعة ، على عكس من يعيشون في عزلة أو يشعرون بالاغتراب. وغالباً ما يلاحظ أن الأشخاص ذوي الالتزام العالي يؤدون أعمالهم بشغف ورضا . دون أن يشعروا بكثير من الجهد أو العناء .(محمود,2012,ص548)

 

-       أوضحت عودة (2010) أن  كوبازا تناولت مفهوم الإلتزام الشخصي من خلال عنصرين رئيسيين:

 

       الإلتزام نحو الذات: والذي عرفته بأنه توجه الفرد نحو فهم ذاته بعمق وتحديد أهدافه وقيمه الشخصية في الحياة إلى جانب تبني مواقف إيجابية تميزه عن غيره.

 

       الإلتزام نحو العمل: حيث رأت أنه يتمثل في إيمان الفرد بقيمة العمل وأهميته سواء على مستوى الشخصي أو المجتمعي إضافة إلى قناعته بضرورة الإندماج الفعال في مسؤولياته المهنية بجدية. (عودة-2010)

 

-       التحكم: يشير مفهوم التحكم الى سعي الفرد للدفاع عن آرائه وتولي دور القيادة، بالإضافةإلى قدرته على إقناع الآخرين والتأثير فيهم كما يتضمن هذا المفهوم وعي الفرد بالعلاقة بين سلوكياته والنتائج الي تترتب عليها في مختلف المواقف أثناء الأداء ومدى شعوره بالمسؤولية عن النجاحات أو الإخفاقات التي يمربها. فهل تعود تلك النتائج إلى جهوده وقدراته الشخصية أم أنها ناتجة عن عوامل خارجية مثل الحظ أو الصدفة. أو تأثير الآخرين

 

يتضمن التحكم أربع صور رئيسية :

-       القدرة على اتخاذ القرارات والإختيار بين البدائل المتعددة ، يتمحور هذا النوع من التحكم فيإتخاذ القرارات التي تحدد طريقة التعامل مع المواقف عبر إختيار أحد البدائل الممكنة مثل تجنبالموقف إنهاء الموقف أو محاولة التكيف معه) يرتبط هذا النوع من التحكم بطبيعة الموقف وكيفية حدوثه.

 

-       التحكم المعرفي: يشمل القدرة على إستخدام العمليات الفكرية بشكل فعال عن مواجهة المواقف مثل التفكير في المواقف والتعامل معه بصورة منطقية و واقعية وإستغلال كافة المعلومات المتاحة عن المواقف .

-       التحكم السلوكي : هو قدرة الفرد الفعالة على مواجهة المواقف مع بذل جهد كبير ودافعية عالية نحو الإنجاز والتحدي والقدرة على التعامل مع المواقف بشكل مباشر وملموس .

 

 

 

-       التحكم الإسترجاعي: يرتبط بمعتقدات الفرد وإتجاهاته السابقة تجاه الموقف وطبيعته. حيث يؤدي استرجاع هذه المعتقدات إلى تكوين إنطباع محدد عن الموقف. مما يجعله ينظر اليه على أنه موقف أو مضى ويمكن التفاعل معه والسيطرة عليه.

-       التحدي: يعد جانبا محفزاً ومهما في حياة الفرد. إذ تعد التغيرات التي تطرأ على حياته جزءاً أساسياً من نسق الحياة تدفعه للإستمرار وتمنحه القدرة على التكيف مع الأزمات والضغوط ويتميز الفرد الذي يمتك الشعور بالأمن النفسي بالقدرة على المبادأة وإستكشاف وإمكانيات بيئته وإمكاناته التفسيةوالإجتماعية . مما يعزز قدرته على مواجهة الأحداث السلبية والضاغطة بروح التحدي . مع الإيمان بإمكانية تحقيق مستقبل أفضل.(اباظة.2011)

-       إن إيمان الشخص بقدرة التغيير في الأحداث بالنسبة للفرد أمراً طبيعيا حيث يعتقد أن التغييرات التي تطرأ على جوانب حياته هي أمر مثير وضروري أكثر من أن تكون تهديدا له. ويساعد هذا الإعتقاد الفرد على المبادرة وإستكشاف بيئته وإكتشاف المصادر النفسية والإجتماعية التي تعينه على مواجهة الضغوط بفعالية يعتمد الفرد في محاولاته للتكيف على المصادر الداخلية مثل الصلابة النفسية الي تمنحه القوة والمقاومة بالإضافة إلى العوامل أو مصادر الخارجية.(مخيمر,2015,ص22)

 

خصائص الصلابة النفسية:

 

 

 

-       توصلت دراسات حول الصلابة النفسية عام 1979م و التي إستند فيها إلى تعريف ومقياسالصلابة الذي طورته كوبازا. فقد تبين أن هناك نوعيتين من الخصائص التي تميز الأفراد منحيث صلابتهم النفسية. فقد صنف الأفراد إلى فئتين الأولى تضم أصحاب الصلابة النفسية المرتفعة. والثانية تضم أصحاب الصلابة النفسية المنخفضة.

 

-       خصائص أصحاب الصلابة النفسية المرتفعة :

-       هؤلاء الأفراد ملتزمون بما يجب عليهم تنفيذه لا يشعرون بالغربة. يشعرون أنهم قادرون على التحكم في الأحداث. ويعتبرون التحديات فرصة بدل من تهديدات. كما يقدرون على اتخاذ القرارات في مواجهة ضغوط الحياة.

 

-       القدرة على التحمل والمقاومة .

-       تحقيق مستويات أعلى من الإنجاز.

-       يمتلكون توجهاً داخلياً للضبط.

-      كثر قدرة على التحكم ويميلون إلى القيادة والسيطرة

-       يتمتعون بمستوى عالٍ من الدافعية والنشاط .(حمادة,ص237)

-       خصائص أصحاب الصلابة النفسية المنخفضة

-       الأفراد ذوي الصلابة النفسية المنخفضة يعانون من غياب الهدف في حياتهم حيث يشعرون أن حياتهم بلا معنى لا يتفاعلون مع بيئتهم عند مواجهة الأحداث الضاغطة والمواقف المتغيرة. يفضلون العيش بنفس النمط المعتاد ولا يستطيعون تحمل التأثيرات أو الإنتقادات السلبية الموجهة لهم من مواقف الحياة الضاغطة.

-       التجنب والبحث عن المساندة الاجتماعية.

-       عدم القدرة على الصبر والتحمل

-       قلة المرونة في إتخاذ القرارات

-       الهروب من مواجهة الأحداث الضاغطة .

 

-       سرعة القلق والغضب والحزن .(عرفات ,2018,ص218)

 

 

 

 

أهمية الصلابة النفسية :

 

-       تعد الصلابة النفسية عاملاً أساسياً في تعزيز قدرة الفرد على مواجهة الضغوط النفسية والتغلبعليها، حيث تعمل كوسيط بين التقييم المعرفي للأحداث الضاغطة وبين الإستعداد والتجهيزللإستجابات التكيفية ومن خلال هذه الآلية تسهم الصلابة النفسية في تقليل مستوع الضغوط التي يمر بها الفرد وتساعد في التعامل معها بشكل أكثر فاعلية.(احمد,2020,ص77)

 

-       تساهم الصلابة النفسية في تعديل كيفية إدراك الفرد للأحداث مما يجعلها تبدو أقل تأثير علي

 

-       تجعل الصلابة النفسية الفرد أكثر مرونة وتفاؤلا ً . مما يساعده على التغلب على مشاكل الضاغطة التي يواجهها . كما تعمل كعوامل حماية ضد الأمراض الجسدية والإضطرابات النفسية.

 

-       السلوك الوالدي الذي يدعم قدرات الطفل على إتخاذ القرارات واستكشاف البيئة يساهم في تعزيز كفاءته وتحديه.

 

-       شعور الأبناء بالحب واعتقادهم بأنهم مقبولون يعزز إلتزامهم تجاه ذواتهم وأهدافهم .

-       توفير حرية إتخاذ القرارات يجعل الأبناء أكثر ثقة وقوة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات.

-       الأبناء الذين يحصلون على دعم حرية إتخاذ القرارات يظهرون قدرة أكبر على مثابرة والتحدي.

 

 

المشكلات والضغوط تصبح لمدى صلابة الفرد النفسية وقدرته على التحدي بدلا من أن تكون تهديد

تعريف الصلابة النفسية

تُعرف الصلابة النفسية بأنها اعتقاد الفرد بقدرته على استخدام موارده النفسية والبيئية للتعامل مع المواقف الصعبة بطريقة فعالة. وهي تقوم على إدراك موضوعي للواقع، ومواجهة الحياة بإيجابية من خلال ثلاث ركائز: الالتزام، التحدي، والتحكم.

 

نشأة الصلابة النفسية

ظهر مصطلح الصلابة النفسية لأول مرة مع الباحثة الأمريكية كوبازا خلال إعدادها لأطروحة الدكتوراه سنة 1977. لاحقاً، ساهمت العديد من الدراسات في تطوير المفهوم، وخاصة أبحاث إريكسون وزاكيا وتشيمبرلين، الذين ركزوا على مقاومة الضغوط وتفسير كيفية إدراك الأفراد لها

 

نظرية الصلابة النفسية

من أبرز النظريات:

- تفسير كوبازا الذي ربط الصلابة النفسية بالصحة العقلية والقدرة على التكيف.

- نظرية مادي التي اعتبرت التحديات والاختيار بين الماضي والمستقبل أساسًا للنمو.

- نظرية كوبازا التي بُنيت على أبحاثها التجريبية واعتمدت على نموذج لازاروس في تفسير الضغوط وإدراكها

أبعاد الصلابة النفسي

تتمثل أبعاد الصلابة النفسية في ثلاثة عناصر:

1. الالتزام: التفاعل الإيجابي مع الذات والآخرين وتحقيق الأهداف بقيم واضحة.

2. التحكم: الإحساس بالقدرة على توجيه السلوك وتحمل المسؤولية عن النتائج.

3. التحدي: النظر للتغيرات كفرص للنمو والتعلم وليس كتهديدات.

 

خصائص الصلابة النفسية

يمتاز أصحاب الصلابة النفسية المرتفعة بالإيجابية، والقدرة على التحمل، والثقة في الذات، والقيادة، والمرونة، والقدرة على الإنجاز. أما الأفراد منخفضو الصلابة النفسية، فغالبًا ما يعانون من ضعف الهدف، والهروب من التحديات، وسرعة الانفعال.

 

أهمية الصلابة النفسية

تلعب الصلابة النفسية دورًا محوريًا في خفض مستوى التوتر وتحسين طرق التكيف. كما تساهم في تعزيز الثقة بالنفس، وحماية الأفراد من الاضطرابات النفسية، ودعم النمو الشخصي والاجتماعي، خاصة إذا دعمت من خلال التربية والبيئة الأسرية

خلاصة

 

الصلابة النفسية تمثل أحد أهم مقومات التوازن النفسي، إذ تساهم في حماية الفرد من الانهيارات النفسية الناتجة عن الضغوط، وتعزز من قدرة الفرد على التكيف والتجاوز والنمو رغم الأزمات والمحن.

 

 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-