أخر الاخبار

التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني إيذاء نفسي من نوع آخر

التنمر الإلكتروني


إنسان طبيعي كغيره من البشر على هذه الأرض، يسابق الزمن في انشاء حسابات على جميع منصات التواصل الاجتماعي، يقظي اربعاً و عشرين ساعة بليلها و نهارها على جميع حساباته لا يوفر جهد ولا وقت عليها، منطقه يقول كلما كانت آرائي سخيفه و أكثر استهزاء و سخرية كلما نلت شهرةً واسعةً و ترتبط الشهره هنا بعدد الاعجابات بآرائه و كأنه بطل زمانه، و يستمر الحال مراراً و تكرارًا، لم يُفك احد من شره لا كبير ولا صغير، لا صاحب علم و حكمة و ذو مكانة اجتماعية ولا احد.

و عند سؤاله هل انت سعيد بكمية الاستهزاء المنفره منك، يجيب انا حر بآرائي!

جميعنا مر عليه مثل هذه النوعية من البشر و نستغرب أحياناً من ردات فعل عنيفه جدًا او خارج المألوف لم نعتدها من قبل، هل اصبح عالمنا يقدس السخرية و الاستهزاء بخلق الله؟ ظاهره لا دين لها لا تفرق بين احد الجميع نال او سينال حصته من التنمر الإلكتروني عاجلاً ام آجلاً لذلك وجب علينا طرق باب التوعية في هذا الجانب. 

التنمر الإلكتروني 

ظاهرة سلوكية تقوم على مبدأ مضايقات و تحرشات عن بعد بإستخدام وسائل الاتصال الإلكتروني من طرف متنمر يقصد بها إيجاد جو نفسي لدى الضحية يتسم بالتهديد و القلق. 

يعتبر التنمر الإلكتروني اكثر خطورة من أشكال التنمر التقليدي الأخرى، و ذلك لانه يتميز بحاله من الغموض و التخفي و عدم كشف هوية المتنمر الإلكتروني و التي تؤدي إلى تنمره بقوة اكثر من حالات التنمر التقليدي، كما يستطيع أن يستهدف الضحية في كل مكان و الوصول إليها أينما كانت. 

أشكال التنمر الإلكتروني 

يتضمن التنمر الإلكتروني العديد من الأشكال التي يقوم المتنمر من خلالها بإلحاق الاذى و الضرر المتعمد، من هذه الأشكال : 

١- المضايقة 

يتم ذلك من خلال إرسال رسائل مسيئة و مهينة للشخص عبر البريد الإلكتروني. 

٢- تشوية السمعة 

يتم ذلك من خلال نشر الشائعات حول شخص معين بهدف تشوية سمعته. 

٣- انتحال الشخصية 

يتم ذلك من خلال تظاهر المتنمر بأنه شخص آخر و يقوم بإرسال او نشر المواد الالكترونية لجعل شخص ما في خطر يهدد سمعته. 

٤- إفشاء الأسرار 

يتم ذلك من خلال تقاسم أسرار شخص ما او معلومات محرجه او الصور على الانترنت. 

٥- المخادع 

يتم ذلك من خلال تحدث المتنمر مع شخص ما في الكشف عن أسرار او معلومات محرجه، ثم يقوم بإعادة توجيه الرسائل إلى العديد من الأصدقاء و من ثم تقاسمها على الانترنت. 

٦- الاستبعاد 

يتم ذلك من خلال قيام شخص ما بإستثناء شخص آخر من جماعة على الانترنت و ذلك عن عمد و بقصد. 

٧- المضايقة الالكترونية 

يتم ذلك من خلال المضايقة المتكرره و التشويه الذي يتضمن تهديدات، او يخلق خوف كبير مثل اختراق الحساب الشخصي لشخص ما و يقوم بإرسال الشائعات السيئة إلى أصدقاء ذلك الشخص. 

اسباب التنمر الإلكتروني 

نعيش في عصر العولمة و الانفجار المعرفي و خاصةً ثورة الاتصالات و المعلومات التي ادت إلى انتشار التنمر على حساب القيم الاجتماعية الراقية من احترام الكبير و العطف على الصغير، انتقلت لنا هذه الظاهرة عبر وسائل الاتصال و الأفلام و التكنولوجيا الحديثة بوجه عام، هذه المشاهدات عملت على تقمص ابنائنا للشخصيات المتنمرة التي تعرضها قنوات الاعلام المختلفة، إضافة إلى ضعف الرقابه الوالدية أسهم في وقوع الابناء ضحية لما يشاهدونه من مشاهد عنف تحولت إلى سلوك التنمر. 

و أبرز اسباب التنمر الإلكتروني تكمن في :

١- العوامل الأسرية 

هناك بعض من العوامل الأسرية التي تلعب دور في السلوك التنمري منها التنشئة الأسرية حيث تكمن في طريقة تربية الاهل لأبنائهم، مثل التذبذب في اتخاذ القرارات، وعدم الاتفاق على اسلوب معين في الثواب و العقاب بين الوالدين مما يؤدي إلى الاختلاف بقوانين المنزل، بالاضافه إلى ميل الأسر إلى تلبية الاحتياجات المادية للأبناء مقابل إهمال الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة لأبنائهم الا وهو المتابعة التربوية و تقويم السلوك و تعديل الصفات السيئة و التربية الحسنه، وايضاً العنف الاسري الذي ينشاء داخل الاسره. 

٢- جماعة الاقران 

ان الارتباط بالأقران أصحاب الممارسات اللإجتماعية يزيد من فرص السلوك المتنمر، وذلك من خلال تنمية الثقافة الجماعية التي تكافئ السلوك المتنمر. 

٣- الاعلام و الثورة التقنية 

من خلال الألعاب الالكترونية و انتشار افلام العنف  التي تعتمد على مفاهيم مثل، القوة الخارقة و سحق الخصوم و استخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط و الانتصار  دون أي هدف تربوي. 

تفسير التنمر الإلكتروني وفق النظريات النفسية 

١- التحليل النفسي 

تفترض ان عدوان الفرد على الآخرين هو تفريغ طبيعي لطاقة العدوان الداخلية لدى الفرد التي تلّح لإشباعها، و يفسر سلوك المتنمر وفق هذه النظرية بأنه يسقط ما يعانيه من احباطات و سلوكيات غير سوية داخل الأسرة او البيئة المحيطة على شخصية الضحية ناتجه عن أساليب التعامل غير السوية مع الفرد. 

٢- النظرية السلوكية 

سلوك التنمر شأنه شأن اي سلوك يكتسبه الفرد من البيئة المحيطة وفقاً لقوانين التعلم، و ترى هذه النظرية ان المتنمر يعزز سلوكه من قبل الأفراد المحيطين به و احرازه درجة النجومية بين زملائه، مما يجعله يشعر بأنه مختلف و متميز، كما ان حصول المتنمر على ما يريده يمثل تعزيزًا بحد ذاته، و هذا يدفعه لإنشاء و بناء مواقف تنمرية دون وجود عقاب لهكذا تصرف. 

٣- نظرية التعلم الاجتماعي 

تشير إلى ان معظم السلوك التنمري متعلم من خلال الملاحظة و التقليد، و هناك ثلاثة مصادر يتعلم منها الفرد وهي التأثير الاسري، و تأثير الاقران، و تأثير النماذج الرمزية مثل التلفزيون، 

و يتشكل بوجود التعزيز ايضاً الذي قد يكون خارجي مادي مثل إشباع السلوك التنمري لدافع محبط " يلجأ إليها الفرد في أغلب مواقف الاحباط" او مكافأه محسوسة، اضافه إلى أساليب التنشئه الاجتماعية الخاطئة التي تلعب دوراً في إكتساب سلوك التنمر. 

٤- نظرية الاحباط 

تشير هذه النظرية إلى أن البيئة المحبطة تدفع الفرد للقيام بسلوك التنمر و العنف، و ان كل سلوك تنمري يسبقه موقف احباطي، فالسلوك التنمري يحدث

لقد أرسلت اليوم، الساعة 8:26 م

تشير هذه النظرية إلى أن البيئة المحبطة تدفع الفرد للقيام بسلوك التنمر و العنف، و ان كل سلوك تنمري يسبقه موقف احباطي، فالسلوك التنمري يحدث عندما يشعر الفرد بعدم قدرته على نيل ما يريده، و عندما يؤخر إشباع تلك الرغبات. 

الأثر المترتبة على التنمر الإلكتروني  

للتنمر آثار مؤلمة  و مهينه قد تؤدي إلى مشاكل نفسية و عاطفية و سلوكية على المدى الطويل كالإكتئاب، و الشعور بالوحدة و الانطوائية، و القلق و الإدمان، و اضطرابات في النوم ، و إيذاء النفس حيث أن حالات الانتحار بسبب التنمر في ازدياد، بالاضافه إلى سوء العلاقات الاجتماعية و سوء الظن. 

طرق للوقاية من التنمر الإلكتروني 

من الطرق المقترحة للوقاية من التنمر الإلكتروني على سبيل المثال لا الحصر : 

1- لا تشارك معلوماتك و تفاصيل حياتك و عائلتك مع الآخرين. 

2- فعل الجوانب الأمنية في حساباتك. 

3- كون لنفسك علاقات جيده مع أشخاص جيدين. 

4- لا تضع على الانترنت ما لا تريد نشره. 

5- تعزيز الثقه بالنفس و تجاهل ما يقوله المتنمر. 

6- حجب المتنمر و منعه من الدخول إلى حساباتك الخاصة. 

7- الابلاغ عنه عند اداره الموقع المستخدم. 

8- نشر التوعية بموضوع التنمر الإلكتروني و كيفية التعامل مع هذه الظاهره.


في النهاية الجميع يمازح أصدقائه و لكن ان شعرت بالاذى او تعتقد أن الآخرين يتنمرون عليك و ليسوا يمازحونك هذا يعني أن المزاح قد تجاوز حدوده و انت لست مضطراً لتحمله. 

إعداد : ايمان هاني 

 للمزيد انصحك بمقال اليونسيف حول الامر:التنمر الإلكتروني: ما هو وكيف يمكن إيقافه | UNICEF الأردن

المراجع : 

- مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية و النفسية 

- مجلة الدراسات التربوية و النفسية 

- دليل التعامل مع التنمر الإلكتروني.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-