أخر الاخبار

التربية الإيجابية

 التربية الإيجابية

 التربية الإيجابية




يوّد الكثير من الآباء تربية أبنائهم تربية حسنة الا ان البعض اصبح يتخوف من الأخبار التي تنقلها لنا وسائل الإعلام عن الانحراف و العنف و الجريمة في المجتمع ، و يتمنون ان يتربوا الابناء بطريقة سليمة و اخف ضرراً تجعل منهم عناصر فعالة في المجتمع. 

التربية الإيجابية 

تعد الأسرة الحضن التربوي للطفل لما لها من التأثير الأكبر في توجيهه و بلورة بنائه النفسي و المعرفي و الاجتماعي إيجاباً و سلباً، حيث لا يقتصر دور الأسرة على مجرد تعليم الطفل السلوكيات الشخصية و إنما هناك العديد من القيم و الأفكار التي لا بد و ان تغرس في وجدان الطفل لذلك اجتهد العلماء لإيجاد افضل السبل فعالية في التربية و ظهر ما يسمى بالتربية الحديثة او  الإيجابية، و هي مجمل الأساليب المنمية لمهارات الأطفال و التحكم بسلوكياتهم بطريقة بناءه و غير مؤذية، فالإيجابية هنا لا تعني التساهل و لكن يجب أن تكون هناك حدود لا ينبغي للطفل ان يتجاوزها. 

تعزز التربية الإيجابية ثقة الطفل بنفسه و تعلمه الاعتماد على ذاته، كما انها تنمي رابطة مبنية على الثقة و الاحترام مع الوالدين. 

أساليب التربية الإيجابية 

تساعد أساليب التربية الإيجابية على زيادة السلوكيات الحسنة بالثناء عليها و تشجيعها، و تقليل السلوكيات المزعجة و غير المحتملة بالتجاهل او العقاب لتعديلها، و من الأهمية وضع نظام ثابت او روتيني يلتزم به كل من في البيت  عند استخدام هذه الأساليب الإيجابية، لان الطفل يكتسب المعلومات اعتماداً على التكرار و توقع الاحداث، لذلك ممارسة المهام بشكل روتيني تمنح الطفل احساساً بالراحة و في نفس الوقت ترسخ لدية عادات صحية تستمر مدى حياته. 

تصنف أساليب التربية الإيجابية الى صنفين : 

١- أساليب الانتباه الايجابي  

٢- أساليب وضع الحدود 

تالياً توضيح لكل منها 

أساليب الانتباه الايجابي 

في العادة لا نفكر في الثناء على اطفالنا وهم يلعبون بهدوء مع بعضهم البعض ،أو وهم يجمعون العابهم بأنفسهم، لكن عند حدوث الضرب او الصراخ فإننا نسرع لمعاقبتهم و تلقينهم درساً. 

عندما ننتبه للسلوكيات غير المرغوبة اكثر من انتباهنا للسلوكيات المرغوبة فإننا ندرّب أطفالنا على السعي لنيل العقاب بدلاً من نيل الثواب كشكل من أشكال لفت الانتباه، و بالتالي كلما نال أطفالنا انتباهاً ايجابياً قل سعيهم نحو نيل العقاب. 

انواع أساليب الانتباه الايجابي 

١- اسلوب المدح او الثناء 

اي الانتباه لسلوك الطفل المرغوب فيه و الثناء عليه و تشجيع الأعمال الجيدة  كمثال " مساعدة الطفل لوالدته في جمع الصحون من على المائدة" عند الثناء علية يميل هذا السلوك الى الزيادة. 

يتضمن الثناء التشيجع و الوصف و الربت و الابتسامة و المكافأة البسيطة كالملصقات. 

٢- اسلوب حل المشكلات بالاجتماعات الأسرية 

يستخدم هذا الأسلوب لإيجاد حلول لمشكلات تتكرر يومياً و تخص طفلاً معيناً او عدة أطفال و تسبب توتر بين أعضاء الأسرة مثل الشجار بين الأخوة، و الاستعداد للذهاب للمدرسة، و اعداد الواجبات المدرسية و غيرها يتم التوصل إلى قواعد و حلول من خلال التفاوض و الحل الوسط بمشاركة الوالدين و الابناء او الوالدين و طفل معين. 

هنا يتعلم الأطفال مهارات حل الصراعات بطرق سلمية و مهارات الاستماع إلى الأخرين. 

٣- اسلوب تقديم الخيارات 

يقوم على مبدأ تقديم خيارين او ثلاثة للطفل ليختار إحداها،و يكون مناسب لكلا الطرفين و غير منافي للقواعد المتفق عليها  فالإختيار اسلوب يدل على المرونة في التعامل مع الأطفال من أجل تواصل افضل  كما يراعي مشاعرهم، كمثال على ذلك " إن تقول للطفل:  يمكنك وضع الألعاب في الصندوق او على الطاولة، تشرب الحليب ام العصير؟" 

٤- اسلوب الاتفاق المشروط  

منح الطفل امتياز مقابل ان يقوم بسلوك حسن، و الامتياز عبارة عن شيء يحبه الطفل و يتمنى الحصول عليه و يجب تقديمه في أسرع وقت ممكن، مثال على ذلك " ان تقول الام لطفلها : ان التزمت الأدب في المتجر سأشتري لك لعبة من اختيارك. 

٥- اسلوب التبليغ 

يقصد به كلام يقال للطفل بقصد تهيئته نفسياً للقيام بمهمة ما، و ليتوقف عمّا يقوم به الآن، كمثال على ذلك" خمس دقائق و تذهب للنوم " و إن لم يذهب للنوم نعيد تذكيره بقول "لقد حان وقت النوم". 

يساعد هذا الأسلوب الطفل لكي يكون متعاوناً و بالتالي لا نضطر لاستخدام أساليب وضع الحدود معه. 

٦- اسلوب جدول لأفضل السلوكيات 

جدول يتضمن عبارات دالة على سلوكيات جيدة و ترغب في ان تصبح عادة لدى الطفل يمارسها يومياً في فترة لا تتجاوز ٣ اسابيع، يساعد هذا الأسلوب الطفل ليمارس السلوكيات المرغوبة بشكل مرح و متعاون. 

٧- اسلوب الكلمة المكتوبة 

التعبير عمّا نريده من الأطفال كتابةً، يتم ذلك بكتابة عدة طلبات في ورقة و ترغب من الطفل القيام بها و يمكنك وضع صورة أمام كل عبارة لتوضيح المعنى و تعلق على باب الخزانة او الغرفة، طريقة مفيدة و تتضمن نوع من المرح و الحيوية خاصة مع الأطفال الذين لا زالوا في بداية عهدهم في تعلم القراءة.


٢- أساليب وضع الحدود 

أساليب تبين لنا كيف نتعامل مع أطفالنا في حال ممارسة سلوكيات مزعجة او غير محتملة بطريقة مناسبة لحجم الخطأ وقابلة للتنفيذ و تراعي مبدأ احترام شخصية الطفل، من أهم هذه الأساليب: 

١- اسلوب العزل او الاستبعاد المؤقت 

يتم ذلك بإبعاد الطفل عن المجموعة او أفراد أسرته  لفترة قصيرة من الوقت لمنحه مجالاً ليفكر بهدوء في الخطأ الذي ارتكبه، و ليعتذر عنه و ليفهم ان التصرف غير المقبول له عواقب. 

هذا الأسلوب يمنح الطرفين فرصة لتجنب المواجهة المباشرة و تخفيف التوتر الناجم عن سلوك الطفل السيء، و يشترط ان يكون استعماله محدود كي لا يفقد أثره. 

٢- اسلوب التجاهل 

يعني أن تبعد وجهك و جسدك عن طفلك أثناء قيامة بالسلوك الذي لا ترغب فيه انت، كما يتضمن إخفاء مشاعر غضبك و إحباطك عنه، و في نفس الوقت انت لست غائباً عمّا يقوم به، لكنك تنتظر ان يظهر سلوكاً جيداً لتثني عليه. 

قد يزداد السلوك المزعج عند التجاهل لفترة قصيرة قبل أن يقل، لأن الطفل يبحث عن انتباهك لكن استمر في التجاهل.

٣- اسلوب إعطاء الأوامر 

يتضمن هذا الأسلوب إظهار رغبتك في ان يفعل الطفل شيئاً ما، أو أن يتوقف عن فعل شيء ما، مثال " توقف عن الشجار مع أخيك" 

٤- اسلوب التحذير بالعقاب 

يستخدم هذا الأسلوب في حالة تجاهل طفلك لأمرك، و استمراره في ممارسة نفس السلوك بعد تحذيره يجب أن تعاقبه مباشرة مثال على ذلك " تشاجر قصي مع أخيه، بعد التحذير عاقبتهما الام بأن منعتهما من اللعب معاً لمدة ربع ساعة ". 

يجب أن يكون العقاب لفترة قصيرة من أجل إعطاء الطفل فرصة ليصلح سلوكه و يعود لنشاطه من جديد، و مرتبط بالخطأ الذي ارتكبه الطفل، و ان يحدث العقاب وقت حدوث السلوك السيء مباشرة، ويكون العقاب منطقي لسن الطفل و ليس قاسياً. 

٥- اسلوب التصعيد 

ان تحرم الطفل من البقاء معك عند حدوث نوبه غضب مثلاً و تقول له يمكنك البقاء معي في حال تصرفت بشكل جيد و تعتذر عن الخطأ الذي بدر منك. هذا الأسلوب مناسب للأطفال العنيدين. 

٦- اسلوب مصادرة الألعاب 

يصلح هذا الأسلوب عندما تكون الألعاب هي موضوع الشجار بين الأخوة، فعندما يتشاجر طفلاك من أجل لعبة معينه صادرها لمدة معينه يوم او يومين إلى أن يقبل كل منهما التفاوض للوصول إلى حل وسط من أجل تنظيم اللعب بها بالتساوي بينهما و تحت إشرافك. 


هناك العديد من أساليب التربية المختلفة، فما ينجح مع طفل او أسرة ما ليس بالضرورة ان ينجح مع طفل آخر اواسرة أخرى، لذلك يجب أن نفكر فيما يناسب الأسرة و طبع و شخصية الابناء. 


إعداد : ايمان هاني 

المراجع : 

- الأسرة و تربية الطفل / د. هدى الناشف 

- نمائية ابراهيم رشيد الأكاديمية 

- دراسات حول التربية الحديثة او الإيجابية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-