أخر الاخبار

الشره العصبي عندما نأكل بسبب حاجاتنا النفسية

 الشره العصبي عندما نأكل بسبب حاجاتنا النفسية 




في العادة يلجأ العديد من الأشخاص إلى الوصول لوزن مناسب و مثالي بطرق عديدة و مختلفة، كإتباع حمية غذائية او ممارسة تمارين رياضية، لكن ما بال أولئك الذين يأكلون بكميات تزيد عمّا يتطلبه النمو الطبيعي للفرد و خاصةً عند تعرضهم لموقف ما؟ 

الشره العصبي "البوليميا" 

هو حالة من نوبات النهم و فقدان السيطرة على النفس في تناول الطعام، و الإفراط في إلتهام كميات كبيرة من الطعام  في فترة زمنية قصيرة و قد تتسبب هذه الحالة في إحداث الآم شديدة بالبطن و قد تصل بالفرد إلى حد السمنة الزائدة، و يعقبها  استخدام  الملينات او مدرات البول او حدث القيء بشكل صناعي او ارادي كسلوك تعويضي معاكس، ويصاحبه شعور بالخجل و الذنب و الأكتئاب و النفور من الذات. 

تبدأ معظم حالات الشره العصبي في فتره المراهقة المتأخرة اي في بدايات سن العشرينات لكن من الممكن أن لا تكتشف في تلك الفتره و إنما في عمر متقدم كالثلاثينيات او الأربعينيات، و تنتشر بين الاناث اكثر من الذكور و قد يصاحبها اضطرابات أخرى كالقلق و الاكتئاب و الوسواس القهري. 

انواع الشره العصبي 

يقسم الشره العصبي إلى قسمين :

١- النوع الشره او التفريغي : 

في هذا النوع يرغم الشخص المضطرب نفسه في حالات الشره على التقيؤ او الإفراط في اساءة استخدام الملينات. 

٢- النوع غير الشره او غير التفريغي :

في هذا النوع يبالغ الشخص المضطرب في السلوك التعويضي مثل الامتناع عن تناول الطعام لفترات "كالصيام " او يجبر نفسه على ممارسة الرياضة العنيفة. 

عوامل مساعدة لحدوث الشره العصبي 

من العوامل  التي تؤدي إلى حدوث الشره العصبي 

١-عوامل نفسية 

كالشعور بعدم الأمان و الخوف (من شيء محدد او غير محدد) و اليأس و الأكتئاب و الشعور بالذنب نتيجة الشعور بالعدوانية(اتجاه فرد ما من الأسرة او خارجها) زيادة وقت الفراغ، و الانشغال الزائد بصورة الجسم  خاصة في فترة المراهقة و يرى بعض المحللين النفسيين ان الاكل بشراهة يحدث حين لا تستطيع الحفزات الجنسية المكبوته ان تعبر عن نفسها، بالإضافة إلى الرغبة في إرضاء الوالدين بإلتهام كميات كبيرة من الطعام خاصة بفترة المراهقة، و الشعور بالوحدة  فالفرد غير المرغوب فيه يعاق عن تكوين مصادر خلاقة للإشباع فيجد في الطعام المنفذ الوحيد لمشاعر القلق و العجز، وقد يكون الشقاء هو أحد اسباب الشراهة خاصةً عند تجاوز سن الرابعة عندما ينفصل الطفل وجدانياً عن والديه و عدم القدرة على عمل صداقات مع أطفال آخرين فأنه يشعر بالوحدة و يعوض هذا الشعور جزئياً بأكل كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة و الحلويات و غيرها، بالاضافه لذلك فقد ترجع الشراهة إلى القلق على مشاكل عديده اما دراسياً او عاطفياً او غيرها فيكون الغذاء بديلاً للحب و الحنان اذا افتقدهما لسبب ما فيفرط في الطعام لاشباع النفس. 

٢-أساليب المعاملة الوالدية 

قد يحدث الشره العصبي نتيجة التدليل الزائد من الوالدين او خوفهم البالغ على أبنائهم و صحتهم، و أحيانا أخرى يربط الوالدين بين الصحة و زيادة الوزن فيستمرون في إطعام أبنائهم بغض النظر عن احتياجاتهم الفعلية، بالاضافه إلى عدم وجود ضوابط و قواعد سلوكية والدية محددة داخل الأسرة خاصة قواعد و نظم الاكل و عدم تعويد الابناء على العادات السليمة لتناول الاكل و كذلك حرمان الابناء من أكل الكميات الكافية من الطعام من قبل الوالدين، و لوجود مشاكل داخل الأسرة و تعرض الابناء إلى إساءة جسمية او نفسية او جنسية دور في الشره العصبي. 

و هناك عوامل تتعلق بالمستوى الاجتماعي و الظروف البيئية و الاقتصادية حيث أن وفرة الأموال لها دور في شراء الاطعمة و بكميات قد تفوق ما يحتاجه الفرد،و لا نغفل عن الجانب الفسيولوجي إذ ان الاضطراب في الغدد الصماء عامل مساعد لحدوث الشره العصبي. 

معايير تشخيص الشره العصبي 

١- الاكل في فترات متقاربة من الزمن (كل ساعتين تقريباً) و تكون كمية الطعام كبيرة اكثر من معظم الأشخاص خلال نفس الفترة الزمنية و نفس الظروف المحيطة. 

٢- الشعور بعدم القدرة على التحكم في الكميات الزائدة من الطعام. 

٣- تكرار بعض الاساليب التعويضية غير المناسبة لعدم زيادة الوزن مثل الملينات او مدرات البول او التقيؤ، و كذلك محاولة زيادة التمرينات الرياضية لتقليل الوزن و هذا يحدث مرتين أسبوعياً لمدة ثلاثة أشهر. 

٤- تقييم الذات يخضع لشكل الجسم و الوزن بمعنى ان شعوره بالقيمة مرتبط بكيفية ادراكه بصورة جسمه و شكل هذا الجسم. 

٥- هذا الاضطراب لا يحدث خلال فترات فقدان الشهية. 

توجد العديد من الاجتهادات بخصوص علاج اضطراب الشره العصبي منها ما هو دوائي و الذي يسهم بدور بسيط في العلاج، و لكن الاسهام الأكبر يكمن في العلاجات النفسية و منها العلاج بالتحليل النفسي، عن طريق فهم الدوافع اللاشعورية، و تفسير للحيل الدفاعية، و الرغبة العدوانية الكامنة داخل الفرد و التي تؤدي إلى العدوان تجاه الجسم عن طريق تناول كميات كبيرة من الطعام و كأنه ينتحر بمزيد من الاكل، و العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الأعراض التي تكمن خلف سلوك الاضطراب. 

هنا وضحنا آلية اضطراب الشره العصبي "البوليميا" اذا كنت تعاني من هذا الاضطراب بادر بطلب المساعدة من اقرب أخصائي نفسي. 



إعداد :ايمان هاني 

المراجع : 

مدخل إلى الاضطرابات السلوكية و الانفعالية / د. أسامة فاروق مصطفى 

الاضطرابات النفسية و العقلية و السلوكية /د. محمد حسن غانم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-