أخر الاخبار

الانفعالات الايجابية

 الانفعالات الايجابية 




 الانفعالات الايجابية 

غالباً و كطبيعة انسانية جل اهتمامنا ما ينصب على المشاعر و الانفعالات السلبية و الجوانب المظلمة في سلوك الإنسان، و نسينا الجوانب المشرقة فنركز على الإكتئاب و نهمل السعادة، و على اليأس و نهمل الامل، وعلى التشاؤم و نهمل التفاؤل، وعلى الانتحار و نهمل حب الحياة، وعلى العجز و نهمل القوة، اذاً هناك عدم اتزان في المشاعر و الانفعالات الإنسانية و يتطلب الأمر إعادة النظر و تغيير الاتجاه و الاهتمام بالجوانب المشرقة في حياة الإنسان. 

الانفعالات الإيجابية 

هي الانفعالات التي تشبع في الإنسان الرضا و الارتياح و السرور. هناك موضوعات نفسية قوية في حياة الإنسان كالحب و المودة و الرحمة في الماضي و الحاضر و المستقبل،فمثلا تدور  الانفعالات الإيجابية لأحداث حياتنا الماضية حول القناعة و الإخلاص الديني و الصفاء النفسي،اما في الحاضر تدور حول الثقة بالنفس، و الخلق الرفيع، و الانجاز المثمر، و احترام القيم الأخلاقية، و اللذه و المتع الجسمية، و في المستقبل تدور حول التفاؤل و الامل. 

 وتتميّز الشخصية ذات الانفعالات الإيجابية بإرتفاع تقدير الذات، و التميز بالميل إلى التركيز على المفاهيم الموجبة للأفراد و الذات و العالم، و ايضاً الميل إلى مستويات عالية من المرح و الثقة بالنفس و الصفاء و الهدوء و الانتباه، و تالياً توضيح للبعض منها : 

الثقة بالنفس 

من خلال اعتداد المرء بنفسه و اعتباره لذاته و قدراته حسب الظروف الموجود فيها (المكان، الزمان) دون إفراط (عجب او كبر او عناد) و دون تفريط ( لذاته او خضوع غير محمود). 

المرح 

المرح مرتبه من مراتب السرور وهو شدة الفرح، و يخلق المرح مناخاً نفسياً مشحوناً مليء بالغبطة و الارتياح، و مثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة و يسر، فالإنشراح يهيىء الطاقات العقلية للإمتلاء و التمدد بخلاف مناخ الكآبة و الحزن و التشاؤم الذي يُعلم دروساً متشنجة عن الحياة، فالإنسان المرح ودوداً و ذكياً و منفتح على العالم و الحياة، و هو يرغب بأداء دور افضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين و وسيلته في كل ذلك الإقلاع عن الكآبة في سلوكه النفسي، و التخلي عن فلسفة البعد الواحد في سلوكه العقلي، كمان ان المرح بعد كل هذا لا يعني - كما اوضحنا - الابتسامة فقط أو الضحك. 

الانتباه 

من خلال استخدام الطاقة العقلية في عملية معرفية او توجيه الشعور و تركيزه في شيىء معين استعداداً لملاحظته و أدائه او التفكير فيه. 

افكار خاطئة عن الانفعالات الإيجابية

هناك بعض من الأفكار الخاطئة نحو الانفعالات الإيجابية - الانفعالات التي تزيد النشاط و الطاقة - التي يتبناها البعض، و من الضروري هجرها او تعديلها ومن هذه الأفكار  :

١- الانفعالات الإيجابية تعوق التفكير

من الخطأ القول بأن الانفعالات الإيجابية - على اختلاف انواعها - تعوق التفكير، بل تيسّر المرونة المعرفية من خلال تنمية القدرات اللازمة للإبداع و التجديد، و توجه الشخص لحل المشكلات- بصفه عامه - دون القناعة بوضعه تجاه المشكلة او الاستسلام لها او الانسحاب منها و اتخاذ بدائل عديده لها ، وتساعد على التفكير البناء و اتخاذ رؤى مختلفة، كما توجه و تسهل تنظيم الذاكرة لرفع مستوى الكفاءه المعرفية التي تنتج من هذا التنظيم، و ينشغل الشخص في عمليات اكثر عقلانية و لها نتائج افضل في مواقف المساومه و الصفقات و أكثر تجاوباً تجاه شركائهم في التفاوض.

٢- الأهداف التي تولدها الانفعالات الإيجابية هي دائماً الأكثر تأثير. 

بالرغم من ان هناك شواهد تفيد بأن الإنفعالات الإيجابية تولد دافعاً للإستمرار بالحالة الإيجابية، إلا أن هذا الدافع قد لا يتصدر الدوافع او الخطط و الأهداف الأخرى فهي مجرد اعتبارات تحدد السلوك تجاه اي موقف، فالاشخاص في الانفعالات الإيجابية لا يتجاهلون او يشوهون  المشاعر او المواقف السلبية المهدده لهم او الغير مؤيده لهم، و إنما يحاولون للإبقاء على استمرارية المزاج الجيد مع الاخذ بعين الاعتبار الخسارة التي تنجم على الرد عليها - المواقف و المشاعر السلبية - بالمثل. 

٣- الانفعالات الإيجابية و السلبية متماثلة 

الانفعالات الإيجابية و السلبية لهما تأثيرات متوازية هذه الفكره خاطئة، فالانفعالات الإيجابية اذا ما تم استحداثها بطرق مختلفه على سبيل المثال استلام عينة مجانية من سلعة ما او هدية او استلام تقرير عن النجاح في شيء ما، فإنها تزيد من الميل إلى مساعدة الآخرين، اما بالنسبة للإنفعالات السلبية ليس لها تأثير كما الإيجابية فهي اكثر فاعليه فأحياناً تزيد المساعدة و أحياناً تقلل منها و أحياناً اخرى لا يكون لها تأثير. 


الإنسان في حياته يتقلب بين الانفعالات الموجبة و السالبة فلا يستمر تحت تأثير نوع واحد من الانفعالات، ولا بد من حدوث تفاوت بين الأشخاص من حيث الاستعداد لممارسة نوع او آخر منها. 


إعداد : ابمان هاني

المراجع : 

سيكولوجيا القوى الإنسانية /ليزاج اسبينوول

الانفعالات (الموجبة و السالبة) مجلة دراسات الطفولة 

علم النفس الايجابي (دراسات نفسية)

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-