أخر الاخبار

خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم

خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم



خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم كثيرة و متنوعة و لكل طفل شخصية فريدة تظهر عليه الصعوبة في مجال دون غيره، لذا لا توجد مجموعة من الخصائص تتوفر في جميع الأطفال من هذه الفئة فبعضهم تظهر عليهم انماط من الصعوبة تتمحور حول المجال المعرفي او الاجتماعي و غيرها، من أبرز هذه الخصائص:

1-  مجال الوعي المعرفي      

يعرف الوعي المعرفي بأنه التفكير بالمنبهات التي ينبغي أن يوجه الأطفال انتباههم إليها و ما الذي تم تعلمه مسبقاً، و ما الذي يمكن تطبيقه في أوضاع او مواقف جديدة و اي استراتيجية للذاكرة قد تكون هي الأنسب لتنظيم و تخزين و استرجاع المعلومات الجديدة. 

و الصعوبة التي يواجهها ذوي صعوبات التعلم تكمن في استخدام الاستراتيجيات بفاعلية، الرقابة الذاتية، تنظيم الأفكار و الآراء، تقييم الأداء، تطبيق معلومات تم تعلمها مسبقاً على أوضاع جديدة، تطوير مهارات فاعلة في القراءة و الإصغاء، اخذ الملاحظات و تعرف الأفكار الرئيسية في النص القرائي. 

2-  مجال معالجة المعلومات 

يتضمن هذا المجال الانتباه و الإدراك و الذاكرة القصيرة و الطويلة والتغذية الراجعة و يتضمن كذلك مهارات و استراتيجيات توجهها عمليات الوعي المعرفي. 

و تتجلى المشكلات هنا لذوي صعوبات التعلم عندما يبدون غير مصغيّن، يكون لديهم فترة انتباه قصيرة، يبدون غارقين في أحلام اليقظة، يتشتت انتباههم بسهولة، يواجهون صعوبة في تفسير الخرائط و قراءة مجسمات الكرة الأرضية، صعوبة في تحديد الاتجاهات (يمين، يسار)، صعوبة في تفسير تعبيرات الوجه، لا يتذكرون مفاهيم او معلومات من يوم الى اخر، لا يستطيعون تذكر ما سمعوه بعد فترة وجيزة، صعوبة في استدعاء المعلومات التي حفظوها عن ظهر غيب . 

3- مجال التواصل 

تتضمن المدخلات من افكار و معلومات و طرق معالجتها،و المخرجات او تبادل الأفكار عبر الكلام او الكتابة او رموز الصور أو لغة الإشارة. 

تظهر المشكلات هنا عندما يجدون صعوبة في التمييز بين الأصوات مثل (ث و ف)، صعوبة في مزج الأصوات، صعوبة في فهم المصطلحات و اللغة المجازية، يحتاجون إلى إعادة صياغة الأسئلة او التعليمات بشكل متكرر، يجيبون إجابات غير مناسبة عن أسئلة توجه إليهم او لا صلة لها بالموضوع، مفردات تعبيرية محدوده لديهم، يحذفون أصوات من الكلمات او يستبدلون أصواتاً بأخرى او يضيفون أصواتاً، صعوبة في حفظ جميع الحروف التي تتألف منها الكلمة التي تملى عليهم، لديهم القليل من الفهم او لا فهم على الإطلاق للقواعد الاملائية، صعوبة في التمييز بين الأرقام و الرموز، صعوبة في نسخ الأرقام على نحو صحيح من الكتاب او عن السبورة. 

4-  المجال الاجتماعي 

ترتبط الكفاية الاجتماعية على نحو وثيق بالتطور الانفعالي حيث يسهم مفهوم الذات في إيجاد علاقات ناجحه مستمرة بين الأشخاص، والضبط الذي يشير إلى معتقدات الأفراد حول درجة سيطرتهم على أفعالهم. 

تظهر المشكلات هنا عندما لا يتقبلهم اقرانهم، غير قادرين على عمل صداقات مع اقرانهم او عاجزين عن المحافظة على استمرارها، لا يدركون المضامين الاجتماعية لأنماط سلوكية، يتحملون القليل من المسؤولية عن اعمالهم و مسالكهم، يتطلعون إلى مرافقة الكبار بدلاً من اقرانهم، صعوبة في ضبط دوافعهم و السيطرة على انفعالاتهم، لديهم مستوى منخفض من تقدير الذات و الثقة بالنفس، صعوبة في قراءة التلميحات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه. 

5-  المجال الأكاديمي 

الصعوبات التي يواجهها الطفل في مجالات الوعي المعرفي و معالجة المعلومات و التواصل تؤثر على تحصيله الدراسي و خاصة في القراءة و الكتابة و الرياضيات، كما ان النقص في الجوانب الأكاديمية يؤثر على المجال الاجتماعي و التكيفي للطفل. 

عندما ينظر الطفل الذي يعاني من صعوبات القراءة إلى نفسه على نحو سلبي يطور اتجاهاً من اليأس المتعلم نحو القراءة، اي يطور اعتقاد بأنه غير قادر على التأثير في النواتج التعلمية و سيعزف عن المحاولة و يتجنب المشاركة في نشاطات القراءة. 

الفترة العمرية لصعوبات التعلم 

توجد صعوبات التعلم في جميع الأعمار الزمنية و في مختلف المستويات الصفية و تتخذ اشكالاً مختلفة بإختلاف العمر منها :

- مستوى الطفولة المبكرة 

تبدأ صعوبات التعلم بالظهور في سنوات ما قبل المدرسة و ما يميز الصعوبات في هذه المرحلة انها تظهر على شكل قصور في التطور الحركي و التأخر في تطور اللغة و اضطرابات الكلام، وضعف القدرة على التفكير و تكوين المفاهيم و غيرها من انواع السلوك اللازمة للتحصيل المبكر للمعارف و المهارات و السلوك الاجتماعي. 

فمثلا ترى الطفل في عمر الثالثة لا يستطيع الإمساك بالكرة او القفز، ولا يستطيع ابن الرابعة التواصل مع الآخرين لضعف مفردات اللغوية و عدم وضوح نطقه، ولا يستطيع ابن الخامسة تسمية الألوان و العد إلى عشرة. 

- مستوى المرحلة الابتدائية 

تظهر صعوبات التعلم لأول مرة بالنسية للكثيرين عندما يدخلون المدرسة و يخفقون في إكتساب المهارات الأكاديمية و يظهر التباين بين القدرة و التحصيل، و أكثر ما يلاحظ هنا الإخفاق في القراءة، و يصاحب الإخفاق الدراسي عدم القدرة على الانتباه و التركيز و ضعف في المهارات الحركية، و تُطال الصعوبات في الصفوف المتأخرة مهمات دراسية متعددة بسبب ضعف الاستيعاب القرائي و يصبح الطفل واعياً بصعوباته و قصوره عن الأداء بمستوى زملائه. 

- مستوى المراهقة 

تتعاظم أثار صعوبات التعلم مع التقدم في صفوف المدرسة الإعدادية و الثانوية، فمتطلبات المناهج تزداد تعقيداً و يتكرر الإخفاق الأكاديمي و تبرز ضغوط مرحلة المراهقة و تلتقي مع ضغوط تنشأ بضرورة الحصول على شهادة المدرسة الثانوية و تكوين الحد الأدنى من الكفايات الدراسية، و تكوين القدرة على التعلم المستقل و تطوير مهارات اجتماعية و الاعداد لتسلم مهنة بعد المرحلة الثانوية إلى غيرها من العوامل التي يكون من شأنها تضخيم آثار صعوبات التعلم و خلق مشكلات انفعالية و اجتماعية متعددة. 

إن الاهتمام المبكر بالطلبة ذوي صعوبات التعلم يساعد في تقليل الصعوبات و المشكلات التي تنتج عن صعوبات التعلم في مراحل التعلم اللاحقة. 

إعداد : ايمان هاني 

المراجع : 

مقدمة في التربية الخاصة / د. تيسير كوافحة، أ. عمر عبدالعزيز 

صعوبات التعلم النمائية / د. محمد خصاونة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-