أين وصل علم النفس !؟
في ظل الحروب المرئية وغير المعلنة والتي تسود العالم ، وتحت الظروف الاستهلاكية المثيرة للجدل وبين التكديس المفرط للسلع غير الضرورية ، والعادات الغازية التي تختلف عن أصولنا ومبادئنا ، وعلى ضوء وسائل التواصل الاجتماعي المغطية لكل نقطة من العالم ، وعلى أنغام المؤامرات والمخابرات وتطور العلوم واستغلالها كوسلية لتطوير كل هذا .... أين محل علم النفس!؟
- نتسائل أين وصلت تطبيقات علم النفس وكل الجهود الجبارة في معرفة السلوك الانساني والتنبؤ به والتحكم فيه ، وأين وصلت المخابر والتجارب في نتائجها ؟ ومامصير انبثاق هذا الكم الهائل من النظريات !
- لو وجه هذا السؤال الى طلبة علم النفس عندنا ، فسيكون جوابهم على الأغلب في المجال التربوي والتعليمي بين دراسة سلوك الأطفال والتوحد وسيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم ، كذلك في كيفية اكتساب المعارف دون الوضوح الكافي للطرق المتبعة في ذلك ، وكذلك دراسة الشخصية بطرق شبه سطحية
- في حين لو وجه هذا السؤال لعامتنا من الناس فسيكون محور اجابتهم حول بعض الخرافات التي توهم الأشخاص وكأن علم النفس مصطلح وضع مكان الخرافة في عالم أصبح فيه الولاء والاحترام للمصطلحات العلمية
- صحيح أن علم النفس كان بهذه الطريقة الشعبوية في البداية ، ولكن تمت تصفيته من الخرافات في مكان ما بالعالم ! وأيضا افيد من علم النفس بشكل كبير جدا في المجال التربوي والتعليمي المهمين جدا وهما بالطبع من الأساسيات ، ولكن في مكان ما بالعالم ! كذلك ، أصبح لا يخلو مجال من تطبيقات علم النفس ، واسقاط معارفهم بالنفس البشرية على أرض الواقع
• علم النفس في الحروب والمخابرات :
لو أمعنا النظر جيدا وانتبهنا الى هذا التزامن المذهل للحرب العالمية وبروز بعض النظريات والتي استغلت بطريقة فعالة في انجاح الحروب ، استعمل علم النفس حينئذ في دراسة نفسية العدو وتوقع ردة فعله ، واستعملت اختبارات الذكاء في اختيار الجنود وفي استغلال نقاط ضعف الاشخاص لجعلهم تحت السيطرة ، كما شكلت منظمات متخصصة تقوم بدراسة قابيلة التأثير في المجتمعات ، وكيفية تشتيت انتباه البسطاء الى ماهو غير مهم وترك المهم كما حدث في الحرب الباردة وكما يحدث حاليا في الشعوب التي تحت رحمة عباقرة النفس ، والمتطلع للأحداث يرى كيف استعملت السلوكية خططها وأبرز مثال حمامات سكنر التي استعملت لتجسس في الحرب العالمية ، وكيف تم اغراء الافراد وابتزازهم بمعرفة ما يحتاجونه وما يحبونه لكسبهم وأخذ المعلومات السرية منهم بدون وعي ، إنه علم النفس يا صديقي عندما يثبت فاعليته ، سأتوقف هنا عن التحدث عن الحروب والخابرات فالبعض لايبالي رغم ضرورة المبالاة أقول ..
• علم النفس بين الاقتصاد والاستهلاك ووسائل الاشهار والعادات السيئة :
تسعى كل الدول لزيادة اقتصادها وتخشى دائما من كساد سلعها ، ولكن علم النفس عنده الحل سيتم الترويج لتلك السلع بطريقة تشعر الفرد باللذة في اقتنائها ، سيضعون لك امرأة بجسد مغري وألوان براقة وخرافات وكلام يلمس الأوتار الحساسة ، حسنا وكل حسب ما يفضل ، نعم يعرفون ما تفضل لأنهم درسوا نفسيتك أكثر منك ، ونفس الشيئ بالنسبة لطريقة اللباس وقص الشعر والسلوكات الخارجة عن الأصول ..، وستجدهم يروجون لهذا في وسائل التواصل الاجتماعي ، ستمر عليك العديد من الصفحات على الفيس بوك بطريقة جذابة تراقص رغابتك المكبوتة ، وفي الانستغرام وحتى اعلانات بعض التطبيقات التي في هاتفك انظر ! ان لم تصدقني راقب ذاتك وكل هذه السلوكيات التي تخالف مبادئك ! ولاحظ الى كمية الأشياء غير المستعملة والتي اشتريتها بدون وعي منك ... كيف وصلت اليك .. هدية مثلا .. يجيب علم النفس : لا أعتقد !
- تنبيهي لكم لهذا أو ربما تذكير وأرى أنها الكلمة الأنسب ، نحن نريد من علم النفس في مجتمعنا أن يأخذ حقه كاملا وفي كل المجالات ، وحتى العامة من الناس يجب أن يفهموه بطريقة سليمة ، وكذلك يجب ان لا يكون محصورا فقط في الدراسة و المجال النظري ، بل في كل مكان في العمل في الاسرة والأهم أن يتم معرفة أن أشخاصا في مكان ما بالعالم قد يستخدمونه ضدك إن لم تكون عارفا بنفسك وبعلم النفس ، خاصة إن كنت نفسانيا ! كن حذرا فلو علمت بهذا سيقل التأثير عليك وعلى زوجك وعلى أبنائك ومجتمعك .. ولا مزيد من الكلام فقط انتبه !!
Préparé par : Ikram yousri