الميول
الميول
تحدد الميول اختلافنا ، حيث أن كل منا يميل الى ما يحب وما يريد ، وقد تجمع بعض الأشخاص ميول متقاربة ، وهكذا تنشأ علاقاتنا وتنشأ كذلك التنوع بيننا ، ويا سعادة الأسر والمجتمعات التي عرفت كيف تحترم وتقدر ميول أفرادها
- الميول هي سمة من سمات الشخصية ، ويطلق مصطلح الميل على رأي الشخص ازاء أمر معين ومدى الرغبة والانغماس في أنواع معينة من النشاط ، كما تشكل الميول جوانبنا الحسية والمعرفية والعاطفية ، بالاضافة الى أن الميول في داخلنا تحدد طريقنا وطريقتنا في الحياة .
- يجتهد علم النفس المعاصر في دراسة أهمية الميول ، حيث يرى عالم النفس "ريبو " أن الميل هو حالة تأهب للحركة قبل حصولها بالفعل أي من يحدد كيف نتصرف .
- تختلف الميول عن الاتجاهات كما يذكر الدكتور " محمد عويضة " أن :
- • الميل دائما ايجابي ، أما الاتجاه فقد يكون ايجابيا أو سلبيا أو محايدا
- • الميل دائما نشط ، أما الاتجاه فقد يكون نشطا أو غير نشط
- • الميل ذو طبيعة خاصة ويؤدي وظيفة" هنا والآن" ، أما الاتجاه فهو أكثر عمومية قد لا تؤدي وظيفة على الاطلاق
- كما تختلف الميول عن الحاجات والاستعدادات ، فالحاجات هي رغبات ملحة للوصول الى ظرف معين ، أما الاستعدادات فتحددها قدرات معينة .
- تصنيف الميول :
هناك صعوبة في تصنيف الميول لأنها هي بالذات غير واضحة تماما لدى الشخص ، وقد يجد الشخص صعوبة في التعبير عنها ، ويمكن محاولة تصنيفها حسب بعض الاجتهادات الى :+ ميول حشوية أو عضوية : والتي تتعلق بالحاجات الجسمية للشخص ، وتشمل الجوع والحاجة الى الراحة والنوم وكيفية التفاعل معها وتنظيمها
+ميول اجتماعية : وتشمل ميل الشخص الى جماعة معينة ، أو ميله الى الانعزال ، كذلك ميل الشخص الى الأمومة أو انشاء أسرة ، وميله كذلك الى مهن وحرف معينة
+ ميول روحية : وتشمل ميل الشخص الى طائفة دينية أو سياسية ، أو قيم انسانية ، أو نمط معين للحياة
- اذن نلاحظ أن قراراتنا تتبع ميولنا في أحيان كثيرة ، وكذلك قرارات الآخرين ، فلاداعي للاستغراب في اختيارات الآخرين ، وعدم تقبل الاختلاف عنهم و أحيانا تفسيره وأيضا محاولة تبريره ، والأهم عدم اشغال أنفسنا بالتفكير والبحث في علاقات زالت لاختلاف ميول أطرافها ، وكسب عبئ التنقيب في أعماق عقولنا عن سبب عدم ارتياحنا في عمل شيئ لا يتوافق مع ميولنا .
- كما أن العلاقات تكون صالحة أكثر عندما تشابه الميول ، وتكون منتجة أكثر ، رائعة أكثر ..، ورهافة النفس يجعلها تميل لمن يشبهها ، وصحيح أن الاختلاف جميل لكن عند الأشخاص المقربين يفضل التشابه أو التقارب في الميول أكثر لتجنب الصراعات المحبطة ، كما أن الطاقة التي تضيعها لحل الصراعات قد تستعمها بشكل أحسن لدعم بعضكم البعض عندما يكون تقارب في الميول .
- راقب نفسك طورها .. اعرف ميولك لتعرف أكثر ما تريد .. ابحث عن من يشبهك وحافظ عليه بقربك
- المراجع :
- علم النفس بين الشخصية والفكر " محمد محمود عويضة
- دراسات في علم النفس الاجتماعي
اعداد : إكرام يوسري