أخر الاخبار

النسيان

 النسيان

النسيان

كثيراً ما نقع بمواقف محرجة نجد أنفسنا بها ننسى اسماء اشخاص تعرفنا عليهم  للتو، أو معلومات استعددنا لها بالمذاكره الطويلة المرهقة و في اللحظة اللازمة لتذكرها نسيناها  ، أو لقاء او اجتماع مهم فاتنا ، و تحولت الكثير من العبارات العفوية مثل "نسيت ماذا تناولت البارحة " من قول إلى حدث حقيقي

البعض يظن ان الشخص المقصود يتعمد المبالاة بهم.. لكن هذا غير صحيح.... لنوضح ذلك كالتالي. 


النسيان ظاهرة انسانية لا تقتصر على فئة عمرية محددة، فهي تنتشر بين الأطفال و الكبار و الشباب، فهي عملية الفقدان الكلي او الجزئي، الدائم او المؤقت لبعض الخبرات، وإن عدم القدرة على استرجاع المعلومات لا يعني بالضرورة انها تلاشت من الذاكرة نهائياً، فغالباً ما يخطر على بالنا  ذكريات قديمة او حوادث سابقة على نحو لا شعوري دون وجود اية منبهات تعمل على إثارتها.

اسباب النسيان 

الخبرات التي يمر بها الفرد أثناء تفاعلاته المستمرة تبقى آثارها موجوده في الذاكرة، و لكن صعوية تذكرها ترجع إلى مجموعة اسباب منها :

١- اسباب نفسية قد نحصرها بالضغط و التوتر، تسارع وتيرة الحياة، تراكم المسؤوليات، التفكير، الكآبة و القلق. 

٢- اسباب طبية قد تكون نقص في بعض الفيتامينات مثل فيتامين (د) او (B12) و بعض الأملاح المعدنية. 

٣- اسباب تتعلق بنمط الحياة و اسلوبها لدى البعض كالسهر المتكرر، الطعام الدسم، تناول المنبهات بكثرة كالمشروبات الغازية و الكافيين كالقهوة، عدا عن الأدوية المنبهة و المهدئات. 

٤- عوامل الفشل في ترميز المعلومات او عدم الدقة في تخزين المعلومات و الاحداث خلال المعالجة المعرفية للمعلومات. 

٥- انخفاض درجة الانتباه و عدم التركيز. 


تفسير النسيان في علم النفس 

مع تعدد اسباب النسيان كان لا بد من وجود نظريات تفسر هذه الظاهره منها : 

١- نظرية التلف او الاضمحلال 

تعزى هذه النظرية النسيان إلى مرور زمن طويل على الخبرة المكتسبة بحيث لا يتم تنشيطها او ممارستها مما يؤدي إلى إزالة آثارها من الذاكرة و بالتالي ضمورها و اضمحلالها. 

٢- نظرية التداخل او التزاحم 

تشير إلى أن كثرة تداخل او تقاحم المعلومات في الذاكرة القصيرة أثناء المعالجة او في الذاكرة الطويلة خلال التخزين، و كثرة مهمات التعلم و النشاطات العديدة التي يؤديها الفرد خلال النهار تعمل على تشتت المعلومات المخزنة و تسهل عملية النسيان. 

٣- نظرية الكبت 

توضح ان النسيان هو طريقة لا شعورية في التعامل مع مشاعر الإحباط و القلق و الألم مما يجعل النسيان عبارة عن ميكانزم دفاعي داخلي يسعى لحماية الفرد و يمكن استثارتها و استرجاعها من خلال زلات اللسان و التنويم المغناطيسي. 

٤- نظرية الإمحاء 

تشير إلى أن وجود ظروف معينة إن توفرت بعد خبرة التعلم تؤدي إلى منع تثبيت خبرات التعلم و بالتالي النسيان و من هذه الظروف : منع تمثيل البروتين، الحوادث و الصدمات النفسية و الجسدية، إصابات الدماغ. 


النسيان ما بين السلبية و الايجابية 

يعتبر النسيان في بعض المواقف الصعبة نعمة نحمد الله عليها، قد تتجلى فوائدها في عدم تذكر الخبرات السيئة او المؤذية، التغاضي عن إساءات البعض تبعاً لمواقف سالبة عارضة من جهة ومن من جهة أخرى، تتجلى مضارها في عدم القدرة على استدعاء بعض الخبرات المهمة و اللازمة لتنفيذ استجابة ما لفظية كانت أم حركية.

و للوقاية من خطر النسيان لا بد من الاهتمام بالغذاء الصحي، و تغيير نمط الحياة، و تخصيص اوقات للراحة و الاسترخاء، التركيز و الاهتمام و التعود على التذكر و التدرّب على استرجاع المعلومات من الأمور التي تساعد على الوقاية من النسيان. 


إعداد : ايمان هاني 

المراجع : 

علم النفس المعرفي / د. رافع الزغول، د. عماد الزغول 

صحيفة الرأي / النسيان نعمة ام نقمة 

علم النفس المعرفي النظرية و التطبيق / د. عدنان العتوم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-