الانطفاء النفسي
كثيرا منا من يتعرض لصدمات متكررة يتلقاها جهازنا النفسي بكل قوة متصديا لتلك الضربات المتتالية التي تحدث في وقت ما صدعا في جدارنا النفسي ... تفشل كامل دفاعاتنا بعدها تدفعنا للتحلل لكن ببطء .
فما هو الانطفاء النفسي ؟ و كيف يمكن الرجوع منه بقوة ؟
•الانطفاء النفسي :
هو ذاك الشعور السيء الذي يجعلك تشعر بالبرود تجاه كل شيء ،حتى تلك الأشياء التي كنت تحبها وترجوها بشدة تصبح غير آبه بها ،لا يهمك شيء سوى أن تبقى وحيدا حيث لا أحد غيرك ، ترجو فيه ان يمضي يومك بسلام من غير وجع آخر ...تكتفي فيه بالصمت مع ابتسامة كاذبة .
يقول : دوستويفسكي:”لو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة “انطفأت” لقلتها، أنا لم أشعر من قبل بإنطفاء روحي مثلما أشعر بها الآن“.
ويشير هذا المفهوم إلى أن علاقة المرء بأي شيء إذا شهدت "الانطفاء" فمن الصعب إعادة إشعالها.
يضرب الباحث في علم النفس، ريموند ميلتونبيرقر مثلا في آلة بيع ذاتي للقهوة اعتاد أن يستخدمها يوميا، لكن فجأة مر عليها ووجدها لا تعمل، فجرب حظه وحاول استخدامها في اليوم التالي وكانت النتيجة كالأمس خارج الخدمة، في اليوم الثالث لم يمر عليها واختار آلة أخرى على الرغم من أنها تبعد مسافة أطول عن مكتبه.
لماذا هجر الباحث ريموند آلة القهوة التي يفضلها؟
ببساطة، لأن علاقته بها مرت بانطفاء.
خيبة وراء خيبة خلفت شعورا بأنها لن تعمل من جديد على الرغم من أنها ربما عادت إلى العمل في اليوم الثالث.
الحال نفسه ينطبق على علاقاتنا الاجتماعية، فإذا حاولنا الوصول والتواصل مع زملائنا وأصدقائنا أكثر من مرة ولم نجد تجاوبا قد لا نكرر المحاولة كثيرا فتشهد علاقتنا معهم انطفاء قد يودي بها.
بعد ذلك من الصعب جدا إشعال العلاقة من جديد ، فانطفاء هذه العلاقة قد يعني في حالات كثيرة مؤشرا إلى نهاية هذه العلاقة التي كانت يوما ما متقدة ومشتعلة.
إن تكدس الآلام وعدم البوح بها هو الشرارة الأولية التي تساهم في إنطفاء روحك، بل إن بعض الدراسات تثبت أن الشكائين هم الأطول عمراً من بين جميع الأشخاص؛ لأنهم يقومون بتفريغ جميع طاقاتهم السلبية وبذلك لا يبقى ما “يحز كما نقولوها بالعامية” في خواطرهم.
•ما الحل؟
يتجسد الحل في أننا في حالة انشغالنا وارتباطنا وعدم قدرتنا على التفاعل مع نداءات ورسائل واتصالات أحبتنا لأي سبب من الأسباب علينا أن نكتب ونعتذر لهم قبل أن يتمكن الانطفاء منا و يحيل علاقاتنا معهم إلى ظلام دامس.
فنفرغ من مشاغلنا ونتوجه إليهم ولا نجدهم في انتظارنا فقد ابتلعتهم العتمة.
_إعداد المختصة النفسانية : جويرية بريطل .
_مصدر مساعد :
√ سر الانطفاء ل_ عبد الله الملغوث .