التعلم بالاستبصار
- يطلق مصطلح الاستبصار على قدرة الشخص على فهم سلوكه ، دوافعه ، ميوله ، وكل جوانب شخصيته ..، كما يطلق على قدرة الفرد على الالمام بكل جوانب المشكلة ، عند الوقوع فيها ، ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها ، ويعتبر الاستبصار طريقة جيدة جدا للتعلم ، أثبتت نجاعتها لدى العديد من الفئات التي طبقتها .
- يعود مصطلح التعلم بالاستبصار في الغالب للمدرسة الجشطلتية (الشكلية ) والتي تأكد ان ادراك الفرد يكمن في الشكل العام وليس عناصر أو أجزاء ، ويعني الاستبصار عند المدرسة الجشطلتية ان الفرد يتعلم عندما يدرك العلاقات الأساسة بين اجزاء الموقف الكلي ، وذلك بعد محاولات عدة فاشلة ، أي ان الفرد يتعلم بالمحاولات والاستفادة من كل محاولة فاشلة .
- تعود بحوث التعلم بالاستبصار لتجارب العالم الجشطلتي "كهلر " والذي طبقها وأعطت فاعلية كبيرة ، ونتبثق هذه الطريقة في التعلم من مبادئ المدرسة الشكلية والتي تنص أن الانسان له جسم وعاطفة واحاسيس تعمل بشكل مترابط كما أنه جزء من البيئة ، وان الانسان واع وقادر على وعي احساسيه وعواطفه وادراكاته ، وهو بالتالي قادر على الاختيار وذلك من خلال وعيه بذاته ، و يستعمل العلاج بالاستبصار في حالة وجود خلل في ادراك ووعي الفرد بذاته ، فيكون هدف العلاج هنا اعادة قدرة الانسان على تنظيم خبراته وادراكها من أجل التوصل لحلول لمشكلاته .
- يتميز التعلم بالاستبصار بعنصر المفاجئة والسرعة ، حيث يتم التوصل للاجابة بسرعة ويأتي الحل بطريقة مفاجئة اي أثناء المحاولة ؛ كذلك يتصف بسهولة انتقال أثر التعلم ، واستخدام عملية التفكير والتأمل والملاحظة بخلاف المدرسة السلوكية التي تجعل الفرد كآلة ؛ وهذا يؤدي الى تنمية القدرات العقلية .
- للتعلم بالاستبصار قوانينه التي تشرح العملية ومنها :
- قانون الخبرة السابقة : ويعتمد على ادراك التجارب السابقة واستخدامها في تجارب جديدة
- قانون التنظيم : اي ترتيب الافكار وتنظيمها في قوائم
- قانون التكملة : حيث ان الفرد يشعر بالقلق والتوتر للاشياء الناقصة ويميل لتكملتها .
- قانون التشابه : وهو تجميع الاشياء المتشابهة معا بحيث تكون مرتبطة ببعضها ويسهل تذكرها
- قانون التقارب : اي ان تقارب الاشياء يجعل تذكرها اسهل .
- ان البحث المستمر على ايجاد طرق للتعلم فتح المجال امام العديد من النظريات ، ويبقى البقاء والأفضلية للجودة والنجاعة ، وفي هذا السياق ارى أن المدرسة الجشطلتية وطريقة التعلم بالاستبصار مفيدة جدا وسهلة التطبيق ، كما أنها واضحة ، ولن يكفي مقال لشرحها ولكن ينبه اليها ، ففي الوقت الذي يتعلم الفرد المهارة تجعله يخزن الخبرة ويسفيد منها لاحقا وبالفعل لا تهمل قدرات الشخص العقلية كما تفعل بعض المدارس التي تصلح جزء وتصيب جزء آخر بالعجز ، كما يمكن استعملها في مجالات عدة ، وفي المدرسة والنوادي وغيرها ، كما يمكن استعملها من طرف الوالدين كذلك وستحقق نتائج جيدة في التعلم وكذلك في تنمية الثقة بالنفس والاعتماد على النفس وايجاد حلول بطريقة بسيطة لمختلف المشاكل .
المراجع :
- محاضرات في العلاج النفسي
- نضريات الارتياد والعلاج النفسي " سعيد حسني الغرة " " جودة
غرة عبد الهادي "
- علم النفس الجشطلت " بول جييوم