سيكولوجية المجرم
سيكولوجية المجرم
|
المجرم هو الشخص الذي ينتهك القواعد والقوانين الاجتماعية في مجتمع ما
ومن الناحية السيكولوجية البحتة ، فإن المجرمين أناس يتورطون في أنواع السلوك الخارجي غير القانوني ، نظرا لوجود بعض الضغوط الداخلية وبعض الإضطرابات المرضية ولوجودهم وسط ظروف معينة وذلك لاشباع حاجاتهم ودوافعهم.
- يسعى علم النفس بمختلف فروعه الى هدف موحد وهو فهم السلوك الانساني ، القدرة على ضبطه والتحكم فيه ، بما في ذلك سلوك المجرم ، حيث أن للمجرم كغيره من البشر سيكولوجية خاصة ، قد تكون تشكيلتها هي من دفعت به نحو الجريمة ، ولذلك خصص علم النفس فرع خاص بالمجرمين بالاشتراك مع العلوم الاخرى لدراسة الجريمة ، من هم أصحابها ؟ من الأكثر عرضة لأن يكونوا مجرمين ؟ وكيف يمكن التحكم في الجريمة ! حيث يلاحظ الواحد منا بأن دراسة الجريمة لم تعد حكرا على المختصين في القانون بل شملت مختلف العلوم وأهمها ما يمس النفس باعتبارها من الأسباب الرئيسية التي وراء ارتكاب الجرائم .
- أول ما اهتم به علماء النفس في دراستهم للجريمة هي "الدافعية" حيث اعتبروها مهمة جدا لمعرفة خلفية السلوك الاجرامي ، كما سعوا الى معرفة أهمية الذكاء - بارتفاعه أو انخافضه - على دفع الشخص لاختيار الاجرام ، بحيث أن هناك من وصف المجرم بأنه منخفض الذكاء ، وبالمقابل أثبتت دراسات أخرى أن المجرم يتحلى بنسبة ذكاء عالية ساعدته على ارتكاب الجرائم بنجاح كبير ، واختلف كثيرا في قبول اي من الرأيين ، لكن من اتفق عليه في النهاية أن الذكاء يختلف حسب نوع الجريمة ، اي أن هناك جرائم خاصة بمنخفضي الذكاء كالسرقة والقتل والضرب ... الخ ، وكذلك من يحترف فيها مرتفعي الذكاء كالجرائم الالكترونية والتزوير .. الخ
- ربما اختلف المختصون في البحث عن أسباب الجربمة ودوافعها ان كانت وراثية أو فسيولوجية ، الا أن علماء النفس وجدوا بأن للجريمة اسباب نفسية بحتة أو اسباب نفسية رفقة عوامل أخرى ونذكر منها عدم الشعور بالأمن الشعور بالنقص والدونية بمفهوم آدلر Adler، أو عقدة الذنب بمفهوم فرويد Freud ، كما اهمتوا بدراسة سمات الشخصية المجرم ، ونذكر هنا بالمناسبة الثلاث أنواع التي تحدث عنها فردمان Freedman والتي تقسم السلوك الاجرامي الى ثلاث أنواع :
- 1- الانحراف الجنسي والمتعلق بالشهوة والمثيرات
- 2- الانحراف العدواني ويتعلق باستخدام القوة والعنف والسلوك المؤذي
- 3-انحراف حب التملك ويتعلق بالاستلاء غير الشرعي على أملاك الفرد
-بالاضافة الى ذلك بحث علماء النفس في هذا المجال عن العلاقة التي تربط العوامل الاسرية بالاتجاه نحو الجربمة ، مثل المعاملة الولادية السيئة للأبناء والتي تتأرجح بين التدليل الزائد الذي يصنع الأنانية والجشع ، والاهمال المفرط والذي يخلق الشخصية السكوباتية بكل معنى الكلمة ، كما يركزون على وجود القدوة من عدمه ، حيث قد يكون لدى المجرم أب يتحلى بنفس الصفة ، أو تنعدم القدوة فيتجه الشخص نحو الشارع ليجد جو مناسب جدا لتعزيز ميوله الانتقامية والحاقدة.
- وبدون أن ننسى العامل المهم الذي يفهمه علماء النفس جيدا وقد يكون الدافع للجريمة وهو "السادية" كسمة ربما أو كشخصية ، حيث تكون الجرائم التي يتورط فيها السادي بدافع الاثارة والمتعة والتسلية .
- من كل هذا نرى دور علماء النفس وجهدهم المبذول في دراسة الجانب السيكولوجي للمجرم ومحاول التقليل من الجرائم ، من خلال نضرياتهم المختلفة وكذلك الاختبارات النفسية المساعدة في كشف المجرمين ودوافعهم والمساهمة في الحد منها .. ولهذا اسس هذا الفرع الخاص بسيمولوجية المجرم ، ويبقى الهدف لجميع العلوم في مجال الجربمة .. السيطرة على الجريمة وتحقيق الأمن في كل مكان .
المراجع : - أصول علم الإجرام "محمد شلال حبيب"
-شخصية المجرم ودوافع الجريمة "د. عبد الرحمان العيسوي "
من إعداد : إكرام يوسري