أخر الاخبار

كيف نخبر الأطفال بحقيقة وفاة أحد والديهم؟


كيف نخبر الأطفال بحقيقة وفاة أحد والديهم؟



وفاة أحد الوالدين صدمة قوية على الطفل، وحدث يؤثر على مساره النفسي.
يكبر الطفل وتبدأ أسئلته: " أين والدي؟"، " لماذا ليس لدي أم كباقي الأطفال؟"،  " هل سألتقي به؟"، "متى سيعود؟".
ويبقى إخبار الطفل بالحقيقة موضوع حساس محيّر والبعض يختار تفاديه أو الكذب تجنباً للألم النفسي، سنقدم لكم نقاط أساسية يجب اتباعها مع الطفل ليتقبل الفكرة بأقل الأضرار النفسية الممكنة.

أولاً يجب إخبار الحقيقة دائماً، والإبتعاد عن الأفكار الخيالية مثل "والدك سافر أو رحل لمكان بعيد ".. أو قول "لا أعلم "والصمت ..
الحقيقة دائماً هي الأفضل، وقد قد تظنون أن الحقيقة قاسية و أصعب من أن يتقبلها الطفل ولكن اختيار الأسلوب المناسب والأوقات المناسبة سيخفف من حدة الصدمة.

ثانياً إخبار الحقيقة كاملة وغير منقوصة لتجنب تحليلات الطفل للحادث ولتفادي لومه لنفسه وشعوره بالذنب.
فلو توفي الوالد بسبب مرض، يجب قول  السبب الحقيقي..
بعض الأطفال يلومون أنفسهم ويشعرون بالذنب، قد يتهيأ لطفل أن والده رحل عقاباً له .. وذلك بسبب الإدراك البسيط لدى الأطفال إضافة لخيالهم الواسع، وإن إخبار جزء من الحقيقة دون آخر قد يجعل الطفل يلوم نفسه على رحيل والده دون أن يعبر عن ذلك.

متى يكون الإخفاء جيداً؟؟

في حالات إستثنانئية يكون الإخفاء جيداً، فيجب تجنب أي معلومة قد تشعر الطفل بشعور الذنب أو لوم ذاته.
فلو كانت الحقيقة مثلاً أن الوالد توفي وهو ذاهب لشراء شي معين لطفله .. أو أثناء أخذ الأم للولادة أو غيره  ..فلا يجب إخبار الطفل بهذا الجزء.
الحقيقة مهمة إلا في الحالات الإستثنائية حين يرتبط الحادث بالطفل لكي لا يصبح ضحية مشاعر ذنب لا تنتهي وآثارها كبيرة ..

ثالثاً الوقت المناسب: يكون يكون عندما يبدأ الطفل بالسؤال
فلو بدأ الطفل مبكراً بالأسئلة وهو ابن سنتين أو أقل فعليك إجابته إجابة حقيقية ولكن بسيطة تناسب مستوى استيعابه، ولو كانت ابنتك ابنة ٤ سنوات فأيضاً تجيبيها على قدر استيعابها بشكل صادق ..
ولكن توقعوا أن يبدأ الطفل بالأسئلة بعمر بين ٣و٤ سنوات .. التحضير مسبقاً يساعدك على الإجابة بشكل جيد.

رابعاً الأسلوب: التحلي بالهدوء والتفهم والإنصات أمر مهم، فالطفل قد يكون عنده الكثير من التعليقات والأسئلة.
لا تغلق الموضوع بسرعة ولا تتكلم فيه لوقت طويل مرة واحدة .. التحدث عنه لمرات متعددة وفق مراحل العمر المتغيرة أفضل من قول الحقيقة دفعة واحدة.

خامساً أهمية معرفة الوالد/ة المتوفي/ة : الطفل بحاجة أن يُكوّن صورة عن والديه في عقله، فكما صورة والدته الحاضرة مُكَوّنة في عقله ، وكذلك على صورة والده الغائب أن تكون موجودة في عقله أو العكس.
لذلك من الجيد أن نُري الطفل صورة لوالده المتوفي ليعرف من هو  وكيف شكله .. ومن الجيد إخباره عن والده وعن قصص جميلة له ..
في حال عدم وجود ذكريات مشتركة بسبب الوفاة والطفل كان بعمر صغير لا يتذكر، فيجب إخبار الطفل عن مشاعر والده تجاهه وكيف أنه كان يحبه قبل أن يأتي وأنه كان سيكون فخور به اليوم ..

سادساً توقع الحزن: ليس من السهل ما حدث بل هو أمر بالغ الصعوبة
والطفل يحتاج لوقت للتقبل وقد يعبر عن حزن وهذا طبيعي فلا تمنعيه، وشاركيه مشاعرك أنك حزينة أيضاً ولكن أنتما معاً ستساعدان بعضكما وتكونان أقوى .. وأنك دائماً ستكونين بقربه.

إخفاء الحقيقة بهدف حمايته قد يحقق لك الهدوء على الصعيد القريب ولكن سيجلب له الحزن الشديد على المدى البعيد كما سيترك فراغاً معنوياً لمكانة الوالد المتوفي في داخله طوال حياته..
 اعلموا أنه عندما ينضج سيصبح أقوى اذا أدرك أن كان هناك والد يحبه .. فالصورة الإيجابية التي سيكونها عنه ستمده بمشاعر إيجابية وقوة ..

مروة ناجي صبيح

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-