التوتر
ليس بالأمر السهل على الانسان بان يقاوم مشاعره او ان
يتحكم فيها , هذه المشاعر ماهي الا تراكم لتلك الصدمات المتتالية , والتي اوقعت
بالنفس البشرية في مصيدتها , ومن بين هذه المشاكل النفسية نذكر التوتر الذي يعتبر
شعور بالإجهاد والضغط وتكون اعراضه القلق , انعدام الطمأنينة , العصبية , الانزواء
الاجتماعي , الاكتئاب , الارهاق , ارتفاع وانخفاض ضغط الدم , طفح جلدي , الارق ,
فقدان الرغبة الجنسية , صعبا في الجهاز الهضمي , واعراض الدورة الشهرية بالنسبة
لنساء .
ولكن هذا لا يعني ان يعيش الانسان بدون توتر ففي بعض
الاحيان يكون له فائدة في حدوده المعقولة فمثلا لو وقعت في مشكلة في العمل او
عندما يسألك استاذك سؤالا صعب يحرجك به فستتوتر وتسرع في البحث عن حل لهذا السؤال
وستحصل عليه فعلا , لكن ماذا لو تعدي المشكل حدود قواك العقلية وادخلك رغما عنك في
حلقة التفكير المفرط , الذي يبعد عن جفونك النوم ويأخذ بيدك الى هستيريا الجنون
وتبدأ اعراضه السلبية في الظهور فتسيطر
على عقله وتطوقه فيصبح الانسان في ذلك الوقت , مثل معاطي المخدرات وشارب الخمر وبائع
المهلوسات حيث تبدأ يداه بالارتجاف تلقائيا عند الحاجة لاستهلاك مهدئاته القاتلة و
نفس المشكل بالنسبة للإنسان المتوتر لكنه سيستهلك قليلا من الطمأنينة ليعود الى
وعيه.
يتعامل الشخص مع التهديدات الملموسة التي قد تسبب التوتر
بطرق مختلفة.
ثمة تصنيفات
مختلفة للتأقلم والتعامل مع المسببات، أو قد نسميها آليات الدفاع، لكنها متغيرات
تدور في فلك فكرة عامة واحدة وهي أن هناك طرقاً جيدة ومنتجة وطرقاً أخرى سيئة
للتعامل مع التوتر. ونظراً لكون التوتر محسوس فإن الآليات التالية لا تتعامل مع
الظروف الفعلية التي تسبب التوتر بالضرورة. لكن يمكن اعتبارها طرقاً للتأقلم إذا
كانت تتيح للشخص تأقلماً أفضل مع المشاعر السلبية والحصر النفسي الذي يعاني منه
نتيجة التواجد في وضع مسبب للتوتر، بدلاً من تصحيح المصدر المسبب للتوتر.
1-آليات قابلة للتكيّف، فعالة، وتركز على المشكلة:
هذه المهارات هي ما يمكن أن نسميه بـ "مواجهة
المشكلة قبل وقوعها"، أو التعامل مع المشاعر السلبية التي تتسبب عن التوتر
بطريقة بنّاءة (غالباً ما تكون التكيف) محاولة إقامة علاقات صداقة (الانتساب) -
وتتضمن التعامل مع التوتر الناجم عن اللجوء لشبكة اجتماعية بهدف الحصول على دعم،
لكن الفرد لا يتشارك مع الآخرين حتى يتجنب تحمل أي مسؤولية الفكاهة - يخطو الفرد خارج ظرف معين لكسب
منظور أكبر ولتسليط
الضوء على أي جوانب فكاهية قد تكون موجودة في الظروف
العصيبة التي يواجهها تعلية نفسية
تتيح المجال لـ "حل غير مباشر لصراع أو نزاع دون أن ينتج عنه أي عواقب وخيمة أو
فقدان الرغبة]. تتيح هذه الآلية في الأساس توجيه العواطف المزعجة إلى مخرجات
مقبولة اجتماعياً.
إعادة التقييم الإيجابي - إعادة توجيه الأفكار (الطاقة
المعرفية) إلى أشياء جيدة قابلة للحدوث أو التنفيذ. وهذا يمكن أن يؤدّي إلى نمو
ونضج الشخصية والتأمل الذاتي وإدارك قدرات الشخص وإمكانياته
ومن آليات التكيّف الأخرى: الترقّب والإيثار والمراقبة
الذاتية.
2-التثبيط العقلي\وآليات التنصل:
تؤدي هذه الآليات إلى ضعف الوعي حيال حالات القلق
والأفكار المهددة والمخاوف وغيرها، ويتأتّى هذا من إدراك التهديدات المتصوَّرة
الإزاحة (علم النفس) - ويكون هذا عندما يعيد الفرد توجيه
مشاعرهم العاطفية عن وضع معين إلى وضع آخر أقل تهديداً
الكبت – يحدث القمع عندما يحاول الفرد إزالة أفكاره ومشاعره أو أي
شيء مزعج أو مجهد يهدد إدراكه وذلك للانفصال عن الوضع برمته. عند حدوث هذا العزل لفترة
طويلة بطريقة ناجحة، يكون الأمر أكثر من مجرد نكران للذات
التكوين العكسي – يبدل الأفراد مشاعرهم أو أفكارهم أو
سلوكهم بالضد. هي محاولة إزالة أي "أفكار غير مقبولة" من وعي الشخص عن طريق
إبدالها بالأفكار العكسية تماماً
3-من آليات التثبيط الأخرى: التراجع والتفكك والحركان والإسقاط
النفسي والتبرير. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يدّعون أن آليات تثبيط قد تزيد من
مستوى التوتر لديهم لأن المشكلة لم تُحل، لكن فصلها عن الضغوطات يمكن أن يساعد
الشخض على التحرر مرقتاُ من التوتر والتجهّز للتعامل مع المشكلات لاحقاً.
الآليات النشط
تتعامل هذه الأساليب مع التوتر من خلال قيام الفرد نفسه
باتخاذ إجراء أو الانسحاب
التصرف - ينظر لهذا الأمر غالباً على أنه سلوك ينضوي على
مشاكل أو عكس ما هو طبيعي. بدلاً من حل المشكلة يحاول الفرد التأقلم
مع قلقه وأفكاره ومشاعره السلبية الناجمة عن التوتر
والإجهاد من خلال التصرف بعدوانية أو إبداء الاستياء تجاه الآخرين
تبعاً للحالة، كل آليات التأقلم مع المشكلة قابلة
للتطبيق والعمل بها
العدوان السلبي
- يكون هذا عندما يتعامل الشخص بشكل غير مباشر
-على الرغم من تطوير العديد من التقنيات للتعامل مع
العواقب المترتبة على الإجهاد، أجريت أبحاث على قدر كبير من الأهمية عن الوقاية من
الإجهاد، وهو موضوع وثيق الصلة ببناء المرونة النفسية. وقد تم تطوير عدد من أساليب
المساعدة الذاتية للوقاية من الإجهاد وبناء القدرة على التكيف، بالاعتماد أساساً
على نظرية العلاج المعرفي السلوكي .
قد يلعب الارتجاع البيولوجي دوراً في إدارة التوتر.
قيّمت دراسة قام بها سوتارتو وآخرون تأثير ارتجاع رتابة التنفس البيولوجي،
(الإقرار بوجود تقلب غير طوعي في معدل ضربات القلب والسيطرة عليه) وقد أجريت
الدراسة على عينة من العاملين في مجال التصنيع؛ بيّنت الدراسة انخفاض معدلات القلق
والإجهاد والإكتئاب بشكل ملحوظ .
المراجع
أُخذت الآليات من المصدر
"DSM-IV Adaptive Functioning Scale, APA, 1994"
إعداد:توفيق سحنون