الحجر
الصحي وسفينة التايتنيك .
لايمكننا
فهم ، المعايير المشكلة لمفهوم البطولة ، إلاَّ لحظة الموقف والأزمة المصاحبة لها
.
في
الفيلم الشهير ( تيتانيك) ظهرت من خلاله طبقتين الطبقة البرجوازية التي سكنت في
الطابق العلوي ، وطبقة العوام والفلاحين ، التي سكنت في الطبقة السفلية ،ويصور لنا
المخرج مشهد تطلع شاب من الطبقة السفلة لفتاة من الطبقة العليا في دراما جدلية بين
العبد والسيد ، الشاهد من الفيلم هو لحظة غرق التيتانيك ، وكيف تحولت مفاهيم
النخبة والبطولة ممن كان يبدوا أنه صاحب الشأن والنفوذ ، إلى أشخاص كان ظاهرهم
الهمجية والفوضى ، وتعزز مفهوم البطولة بمن ينقذ حياة الناس .
وهو
ما نعيشه اليوم من خلال هذه الأزمة ( فيروس كورونا ) ، الذي أبان عن مفهوم للبطولة
جديد لم يكن حاضراً على مستوى الوعي ، فبعدما كانت البطولة حكراً على لاعب كرة قدم
أو مغني أو ممثل ، أصبح البطل اليوم هو الطبيب والممرض ، أي من ينقذ أرواح الناس ،
ففي هذه الفترة الإستثنائية فرصة لنا أن نقف على تعديل المفاهيم السوسيولوجية
وغيرها حتى ننزل الناس منازلهم .
وكما
أن معايير البطولة تغيرت ، فكذلك معايير الإجرام تغيرت معها ، وأصبح ثمة لون جديد
من الإجرام ، فالذي لم يلتزم بالحجر الصحي وحاول مخالطة الناس ، فيدخل ضمن خانة
المجرم ، بمنطق أن البطل الذي ينقذ حياة الناس ، والعكس صحيح .
وبالتالي
أفرزت لنا هذه الأزمة عن متغيرات جديدة علينا إدراكها على مستوى الفهم ، وتطبيقها
على مستوى الواقع ، أي أن نكون ضمن فئة الأبطال أو فئة المجرمين !
خربشة مسائية بقلم طبيب نورالدين