أخر الاخبار

-الحلول المقترحة للتعامل مع المراهقة:


-الحلول المقترحة للتعامل مع المراهقة:
-الحلول المقترحة للتعامل مع المراهقة:




-الحلول المقترحة للتعامل مع المراهقة:
       ثمة مجموعة من الحلول والاقتراحات للتعامل مع المراهق نفسيا و اجتماعيا .وتربويا يمكن تفصيلها على النحو التالي:
بعض الحلـــول للمشاكل الذاتيـــة:
       لا يمكن معالجة المراهق نفسيا وذاتيا إلا بمساعدته على تفهم ذاته وحل مشاكله بنفسه. أي: لابد " من مساعدة المراهقين وتشجيعهم حتى يستطيع كل واحد أن يعرف نفسه ويفهم ذاته ويدرس شخصيته ويفهم خبراته ويحدد مشكلاته وحاجاته، ويعرف الفرص المتاحة، وأن يستخدم وينمي إمكاناته بذكاء إلى أقصى حد مستطاع، وأن يحدد اختياراته ويتخذ قراراته ويحل مشكلاته بنفسه، بالإضافة إلى التعليم والتدريب الخاص الذي يحصل عليه عن طريق الوالدين والمربين والمرشدين في الأسرة وفي المدرسة وفي مراكز التوجيه والإرشاد، لكي يصل إلى تحديد وتحقيق أهداف واضحة تكفل له تحقيق ذاته وتحقيق الصحة النفسية والسعادة مع نفسه ومع الآخرين."  علاوة على ذلك، فلابد من تكاثف الجهود وتضافرها لمساعدة المراهق على تجاوز مشاكله الذاتية، بتشجيعه ماديا ومعنويا، وتحفيزه دعما وتأهيلا وتكوينا وتقديرا، ودفعه إلى الأمام نحو الإبداع والابتكار والخلق والبحث. وعلى " الوالدين والمربين والمرشدين النفسيين أن يقدروا دورهم الهام في تنمية مفهوم الذات المرن السوي عند ،المراهقين وإرشادهم إلى الطرق المختلفة التي يستطيعون عن طريقها اكتشاف واستخدام قدراتهم وإمكانياتهم، وتعليمهم ما يمكنهم من أن يعيشوا في أسعد حال ممكن بالنسبة لأنفسهم وللمجتمع الذي يعيشون فيه، عن طريق تحقيق الذات وتوجيه الذات ببصيرة وذكاء وكفاية لتحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي في مجالات الحياة المختلفة" ولا يقتصر الأمر على الوالدين فقط، بل يتعدى ذلك إلى المدرسة والمجتمع على حد سواء .(إبراهيم وحيد محمود،420:1982)



- بعض الحلول للمشاكل الموضوعية:
       تتنوع هذه الحلول بتنوع المجالات الموضوعية. لذا، يمكن تفريع المجال الموضوعي إلى ما يلي:
- الأســـرة: يكون الحل ناجعا في هذا المجال بتحسين الوضعية الاقتصادية للأسرة التي يعيش فيها المراهق، ولاسيما الفقيرة منها، وتوعية أفرادها بالعلم والثقافة والإعلام والدين والتوجيه، مع التنمية الشاملة للأسرة في البادية والمدينة بغية توفير ، جو نفسي ملائم لتنشئة المراهق تنشئة سليمة متكاملة. ويعني هذا خلق جو أسري وعائلي حميم، قصد تربية المراهق تربية إيجابية أساسها التوافق مع الذات، والأسرة والمجتمع والمدرسة، مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق، والتشنج، والتمرد، والخوف، والصراع والوحدة والغربة، والعزلة، والتشاؤم، واليأس، والقنوط. ولابد أن توفر الأسرة فضاء إيجابيا للمناقشة والحوار والنقد والتفاوض حول مشاكل المراهق الحقيقية، بالإنصات والتفهم، واقتراح الحلول الناجعة لها، دون إقصاء أو تهميش أو ازدراء أو سخرية مهما كانت رغبات المراهق وطلباته واقعية أو خيالية أو وهمية، ولابد من التقرب من المراهق نفسيا واجتماعيا وتربويا، والإيمان بحريته الشخصية في اتخاذ القرارات التي تناسبه، ويراها صحيحة، والاعتراف بأحقيته في الاعتماد على نفسه، ومساعدته على الاستقلال بشخصيته، وتحفيزه على الإبداع والابتكار والتخيل، وتحمله المسؤولية في تدبير شؤون حياته، مع تنبيهه إلى أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة فوضى، بل هي التزام ومسؤولية، وأن حريته تتوقف عند حرية الآخرين.وينبغي للآباء أن يبتعدوا عن سلطة القمع والقهر والعقاب في تربية الأبناء، مع ضرورة استبدال هذه السلطة بالعناية والحنان والعطف والتوجيه البناء والهادف، وتمثل الحوار الديمقراطي في مناقشة جميع مشاكل الأسرة، ولاسيما مشاكل المراهق، ولابد للوالدين كذلك أن يقدموا توجيهات قيمة ومفيدة لأولادهم المراهقين في ما يخص التربية الجنسية.
- المجتمع: لا يمكن للمراهق أن يحقق ملائمته الصحيحة والمتوازنة مع المجتمع إلا إذا حاول المجتمع، بكل مؤسساته الصغرى( العائلة، والشارع، والمدرسة، والنوادي) والكبرى (الجامعة، والحزب، والنقابة، والإعلام، والدين)، أن يتفهم حاجيات المراهق ورغباته ومتطلباته الذاتية والموضوعية، بإصدار قوانين وتشريعات تحمي المراهق مؤسساتيا، وتخدمه ذهنيا، وتنفعه وجدانيا، وعضويا، وسيكولوجيا، وثقافيا،وإعلاميا، مع توليته الأهمية الكبرى على صعيد سياسة الدولة لكي يتبوأ مكانة متميزة في المجتمع؛ لأن المراهقين هم شباب المستقبل، وبناة الوطن، فلابد من الاهتمام بهم اهتماما حقيقيا، وتخصيصهم بالعناية الكاملة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لرعايتهم نفسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا.
       علينا أن نضع في الاعتبار أن المراهقين يحتاجون إلى فهم خاص، ولكي نفهمهم لابد أن يكون فهمنا من وجهة نظر المراهقين أنفسهم لواقع إطارهم المرجعي."
ويعني هذا كله أنه من واجب المجتمع أن يقدم الرعاية الكاملة لهذه الفئة كي تتوافق مع ذاتها ونفسها ومع مجتمعها، وعليه أن يضع ثقته الكاملة في هذه الفئة التي تشكل سواعد الوطن في الحاضر والمستقبل.
- المدرسة: لا ينبغي أن تكون المؤسسة التربوية ثكنة عسكرية قوامها الانضباط والصرامة وكثرة التأديب، أو تكون فضاء للخوف والعقاب والعنف والإرهاب، أو تتحول إلى فضاء للصراعات الاجتماعية والطبقية والإيديولوجية، بل ينبغي أن تكون المدرسة فضاء للتعايش والتسامح والمحبة والصداقة، فضلا عن فضاء للتعلم والتكوين وطلب العلم. لذا، ينبغي على المدرسة أن تعتد بالعلاقات التي يخلقها المراهق مع ذاته والآخرين والمجتمع؛ وتحترم رغباته الشعورية واللاشعورية.
(د.أحمد إوزي،411:2011)


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-