أخر الاخبار

جــــودة الحيــــاة

جــــودة الحيــــاة

جــــودة الحيــــاة



جــــودة الحيــــاة
Family quality of life
مقدمـــة :
      اختلف الباحثون على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم البحثية حول مفهوم جودة الحياة ولذلك ظهرت وجهات نظر متعددة كل حسب تخصصه كما اختلفت الترجمات الخاصة بمصطلح Quality of life مابين جودة الحياة ونوعية الحياة وطيب الحياة وسوف تتبنى الباحثة مصطلح جودة الحياة  مع الإشارة للترجمات الأخرى.
اولاً :مفهوم جودة الحياة (Qol):
      يشير ذونا وترنبل وسمرز ( PP25-31: Zuna,trunbull,summers 2009 ) إلى أنه من الناحية التاريخية فإن جودة الحياة مجالا للدراسة استحوذ على اهتمام العديد من الفلاسفة و الباحثين  وفى الحقيقة أن التفكير فى مجال جودة الحياة يرجع الى زمن الفلاسفة الإغريق القدام مثل أفلاطون وأرسطو. والفحص المعاصر لقضايا جودة الحياة يغطى مجالات عديدة تشمل الصحة ، التوظيف، التخطيط المدنى، المشروعات (الأشغال-الأعمال) والاقتصاد ويخاطب كل الفئات العمرية من الطفولة إلى الشيخوخة.
        ولقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا فى مجال علم النفس بدراسة مفهوم جودة الحياة َQuality of life  والمتغيرات المرتبطة به مثل الرضا عن الحياة،والسعادة،ومعنى الحياة، وفعالية الذات،واشباع الحاجات وذلك فى إطار علم النفس الإيجابى، الذى يبحث فى الجوانب الإيجابية فى حياة الفرد والمجتمع ليصل بهما إلى الرفاهية، بعد أن تجاهل علماء النفس لفترات طويلة الجوانب الايجابية لدى الانسان وكان كل اهتمامهم بالجوانب السلبية،كما عددت استخدامات مفهوم جودة الحياة فى كثير من المجالات منها جودة الحياة وجودة التعليم وجوة الإنتاج وجودة المستقبل..وغيرها من المجالات، وأصبحت الجودة هدفا لأى برنامج من برامج الخدمات المقدمة للفرد. (هشام ابراهيم عبدالله:2008: 139)
       ويشير "شالوك" (Schalock,2004: 203 ) إلى أن تعريف جودة الحياة أصبح خلال العقدين الماضيين محل اهتمام للبحث والتطبيق فى مجالات التربية والتربية الخاصة والرعاية الصحية(البدنية والسلوكية)والخدمات الاجتماعية(ذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين) وكذلك الأسر.
و تعريف جودة الحياة من المهام الصعبة لعدة اعتبارات منها :
1-حداثة المفهوم على مستوى التناول العلمى الدقيق.
(عادل الأشول،2005 :3)، (صلاح توفيق، 2009 :156 )
2-أن المتخصصين فى كل مجال من المجالات العلمية المختلفة اعتبروا دراسة هذا المفهوم  خاص بهم ، وعرفوه من وجهة نظرهم المتخصصة ،ولذا ظهرت وجهات نظر متعددة وغير متفقة على تعريف محدد له،فاستخدام المفهوم لا يرتبط بمجال محدد من مجالات الحياة، او بفرع محدد من فروع العلم بل إن المفهوم موزع بين الباحثين والعلماء على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم البحثية،فقد استخدمه البعض لمعرفة جدوى برامج الخدمات الطبية والاجتماعية أو للتعبير عن الرقى والتقدم،واستخدمه آخرون لتحديد إدراك الفرد لمدى قدرة الخدمات المقدمة إليه على تلبية حاجاته الأساسية .
(العارف بالله الغندور،1999 : 16)، (صلاح توفيق، 2009 :156)
3-إن مفهوم جودة الحياة من المفاهيم المحيرة،نظرا لاستخدامه فى كثير من المواقف المختلفة وفروع العلم المتعددة ،فيمكن أن يشير إلى الصحة أو السعادة أو السعادة أو الرضا عن الحياة أو فعالية الذات،ولذاتتعدد وجهات النظر حول الطريقة التى يمكن أن يقاس بها.
4- أن مفهوم جودة الحياة يتغير بتغير الزمن وبتغير حالة الفرد النفسية،والمرحلة العمرية التى يمر بها،فالسعادة مثلا تحمل معانى متعددة للفرد نفسه فى المواقف المختلفة، فالمريض يرى السعادة فى الصحة،والفقير يرى السعادة فى المال،وهكذا تتغير المفاهيم مع تغير الظروف المحيطة بالفرد.
5-إن معظم الدراسات التى تناولت جودة الحياة افتقدت المنهج الواضح فى قياس هذا المفهوم،مما جعل العديد من الدراسات تتناول التعريف دون تحديد إجرائى محدد له،واكتفت بتحديد المؤشرات الدالة عليه.  (صلاح توفيق،2009 :156)
6- أنه لاتوجد نظرية محددة لجودة الحياة ينطلق منها هذا التعريف،مما جعل العديد من الدراسات تتناول جودة الحياة دون تحديد إجرائى محدد لها واكتفت بتحديد المؤشرات الدالة عليها،كما اكتفت دراسات أخرى باعتبار المفهوم مؤشرا لمفاهيم أخرى مثل الصحة النفسية.
(سامى هاشم،2001 :126)
7- يتفق كل من (صلاح توفيق،2009 : 156) و Lwasaki:2007,235)) و Schmidt,power,2006:98),)فى أن مفهوم جودة الحياة تحدده بعض المتغيرات الثقافية لكل مجتمع،حيث يتأثر بها،ممايجعل هناك فروقا فى التعريف بين الثقافات المختلفة،ومن ثم تبدو أهمية البعد الثقافى والقيمى فى تحديد  مؤشرات جودة الحياة فى كل مجتمع.
   ويشير مرجان ويليم وراشيل جلجوريا  (Morgan Williams ,Rachel Gligorea:2010:3 )
أن جودة الحياة مفهوم متعدد الأبعاد لايمكن توضيحه ببساطة كغيره من مصطلحات الحالة الصحية،أسلوب الحياة، الرضا عن الحياة،الحالة العقلية والسعادة.
      وعموما فإن محاولات التعريف بمفهوم جودة الحياة قد تباينت بتباين الأطر النظرية التى خرجت منها هذه التعريفات ،وهو ما يستوجب أن نتعرض لهذه التعاريف فى ظل تلك الاتجاهات النظرية التى خرجت منها 
ظل تلك الاتجاهات النظرية التى خرجت منها والتى سيتم عرضها  كالآتى:
الاتجاهات النظرية المستخدمة فى وصف وتفسير جودة الحياة:-
هناك عدة اتجاهات رئيسية فى تعريف جودة الحياة هى:
الاتجاه الفلسفى
    يشير عبد القادر بو عرفة (2009) إلى أنه تمتاز الفلسفة الأنجلوسكسونية في مطلع الألفية الثالثة بانتهاج نوع من التفكير الفلسفي الخاص ، والمتمثل في التنظير لجودة الحياة . ووصف آرن نايس (1989) ذلك على أنه  "حق متكافئ في الحياة والازدهار". ومرجعية هذا الاتجاه المتنامي في التبلور والانتشار، إن جوهر الطبيعة يخفق في إدراك أن الأخلاق قيمة بشرية مرتبطة بتحسين الحسن وتقبيح القبيح من منظور العقل والوحي . وأن المدنية المعاصرة لا بد أن تجعل الإنسان هو الموضوع والغاية. والمسألة قبل أن تلج إلى خضم الفلسفة التحليلية أثيرت ضمن موضوعات البيئة والتنمية المستدامة. وإذا كان علماء البيئة ينظرون لجودة الحياة من خلال بيئة نظيفة وغير ملوثة ، وغابات ومحيطات مراقبة من كل ما من شأنه أن يقوض مقومات الوجود .. فإن الفلاسفة عالجوا مشكلة جودة الحياة من خلال :
1-   الحق في جودة العيش .
2-الحق في جودة الدخل.
3-الحق في جودة الصحة.
4- الحق في جودة المشاركة السياسية.
5- الحق في جودة الثقافة.
6- الحق في جودة المحيط.
7- الحق في جودة البيئة
      ويؤكد الاتجاه الفلسفي على أن جودة الحياة " حق متكافئ في الحياة والازدهار"، وهناك كثير من المواطن التي تتطلب الجودة حتى يحصل الإنسان على "جودة حياة". فمفهوم جودة الحياة حسب المنظور الفلسفي جاء من أجل  وضع مفاهيم السعادة ضمن الثلاثية البراجماتية المشهورة، والمتمثلة في أن الفكرة لا يمكن أن تتحول إلى اعتقاد إلا إذا أثبتت نجاحها على المستوى العملي أو القيمة الفورية وليست المرجأة Cash Value  (النفعية) والمستوى العملي أقرب إلى مفهوم السعادة والرفاهية الشخصية منه إلى أي مفهوم آخر. وينظر إلى جودة الحياة من منظور فلسفي آخر على أن هذه السعادة المأمولة لا يمكن للإنسان الحصول عليها إلا إذ حرر نفسه من أسر الواقع وحلق في فضاء مثالية تدفع بالإنسان إلى التسامي على ذلك الواقع الخانق وترك العنان للحظات من خيال إبداعي ثرٍ، وبالتالي فجودة الحياة من هذا المنظور "مفارقة للواقع تلمسًا لسعادة متخيلة حالمة يعيش فيها الإنسان حالة من التجاهل التام لآلام ومصاعب الحياة والذوبان في صفاء روحي مفارق لكل قيمة مادية".  وعلى الرغم من وجاهة مضامين الاتجاه الفلسفي في توصيفه لمفهوم جودة الحياة، إلا أن أي قراءة منصفة لواقع الإنسان في عالمنا المعاصر ينبئ بأن الاندفاع في مسار الحصول على السعادة وفقًا لهذا المنظور ببعديه المشار إليهما لم يستطع أن يحقق للإنسان سوى تباشير أمل واه في رحم اليوطوبيا الحالمة، وبالتالي ظل الإنسان ينشد السعادة لكنه في المقابل لم يحصل سوى على البؤس والتعاسة.  (محمد السيد حلاوة، 2010 : 17).
2- الاتجاه الاجتماعى:
يعرف  أصحاب الاتجاه الاجتماعى“ جودة الحياة “ من منظور يركز على الأسرة والمجتمع، وعلاقات الأفراد والمتطلبات الحضارية والسكان والدخل والعمل، وضغوط الوظيفة والمتغيرات الاجتماعية الأخرى. (محمد السيد حلاوة، 2010 : 17).
          كما تتبدى جودة الحياة أيضا بالعديد من المؤشرات الذاتية للأفراد فى المجتمع مثل:
1- السعادة.
2- الرضا عن الذات وعن الآخرين.
3- العلاقات الاجتماعية الإيجابية.
4- الوعى بمشاعر الآخرين.
5- ضبط الانفعالات.
6- الضبط الداخلى للسلوك
7- المسئولية الشخصية والمسئولية الاجتماعية.
8- المشاركة فى الأعمال التعاونية.
9- والولاء والانتماء للأسرة والمدينة والوطن.
10-التوافق الشخصى والاجتماعى والصحى والأسرى والمهنى.
11-التفاؤل.
      وتعد وزارة التنمية الاجتماعية من أهم الوزارات فى السلطنة العمانية التى تعنى بالفرد وتقدم الخدمات ،و تتحقق من مدى إسهام هذه الخدمات فى جودة حياة الأسرة العمانية،وذلك من خلال توفير البيئة النفسية والاقتصادية الملائمة لخلق مجتمع صحيح ومتوازن، وبالتالى خلق أجيال قادرة على البناء والعطاء.واقتناعا من السياسة الحكيمة للحكومة الرشيدة بضرورة مراجعة وتطوير جهود التنمية وتصويب مساراتها لخدمة الإنسان فقد تم بموجب المرسوم السلطانى رقم 108/2001 تخصيص وزارة قائمة بذاتها للاهتمام بالفرد والمجتمع العمانى وهى وزارة التنمية الاجتماعية.وتقدم الوزارة العديد من الخدمات المتنوعة للأسر العمانية فى مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية،ومن هذه الخدمات ما يأتى:
-خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة.
-خدمة الطفولة ورعاية الأيتام، والمسنين ومكافحة التسول.
-تحسين الأوضاع المعيشية للأسر المحتاجة.
- تمكين المرأة وتعزيز كفاءتها ومشاركتها.
- التوعية والإرشاد الفردى والأسرى.
وهذه الخدمات تؤدى إلى إحساس الفرد (شعوره)بجودة المعيشة وإحساسه بالرضا عن شتى مجالات الحياة، ويترتب على ذلك إحساسه بالرضا عن حياته ومن ثم تحقيق سعادته.
                                          ( أمل الشنفرى، 2006: 119-121)
    ونظرا لأهمية جودة الحياة كهدف تسعى إلى تحقيقه كل المجتمعات أعدت منظمة الصحة العالمية (WHO) بعض مؤشرات جودة الحياة ووضعت لذلك معايير لهذه الجودة يجب أن تكون ضمن الجهود العالمية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية .
(  Murphy,Murphy,2006 ,292)                                            
      وتجدر الاشارة إلى أن تحسين جودة الحياة يعد هدفا من أهداف التنمية الاجتماعية لأى مجتمع، كما ان تحقيق الجودة فى كافة مجالات الحياة من الأهداف التى تسعى إليها الدول لتحقيق أعلى معدلات من الرقى والرفاهية.
3- الاتجاه الطبى:
          لقد استخدم مصطلح جودة الحياة لأول مرة فى وصف الحالات الصحية.
Alan  Clover,2008:502)                                                                                                   )
        وبدأ الاهتمام بفهوم جودة الحياة فى المجال الطبى حيث لاحظ الأطباء العلاقة بين الحالة الصحية للفرد وجودة الحياة من خلال معايير الجودة فى الرعاية الصحية،وضرورة الاهتمام بقضايا الحياة لدى المرضى حيث يدرك المرضى جودة الحياة بصورة تختلف عن الأسوياء، والعمل على تنمية شبكة العلاقات الاجتماعية لديهم من خلال تدخلات واستراتيجيات فعالة ( Murphy,Murphy,2006 ,290) .
       وقد تطور مفهوم جودة الحياة خلال الخمسين سنة الماضية فى المجالات الصحية وعرفه الأطباء بأنه المسافة الفاصلة بين توقعات المريض خلال العلاج والإنجازات التى يحققها له العلاج وكلما صغرت هذه المسافة كلما تحققت النوعية الجيدة لحياة المريض.(نشوة محمد،2007: 12-13)
وتعكس جودة الحياة المرتبطة بالصحة إدراك المرضى لتأثير المرض وعلاجه على حياتهم.   (95  Dionysia Nousia,Apostolos christou,2010:)
        ولقد أصبح مفهوم نوعية الحياة QOL موضوعا هاما فى مجال الصحة والخدمات الاجتماعية والجدل السياسى،فكثير من الطباء والمتخصصين فى الشئون الاجتماعيةوالسياسية، ومديرو المستشفيات والباحثون فى مجال العلوم الاجتماعية،يهتمون بتعزيز ودفع نوعية الحياة لتصبح هدفا واقعيا فى التعامل مع المرضى ،وتوفير الدعم النفسى والاجتماعى لهم.وسمة دليل متزايد على ان المرض يرتبط ارتباطا وثيقا بكيفية تصور الفرد الى اى حد يتمتع بحياة           جيدة ( عادل الاشول، 2005: 7 ).
وتعرف منظمة الصحة العالمية ( 1997,1:(WHO جودة الحياة بأنها إدراك الأفراد لمكانتهم فى الحياة ضمن السياق الثقافي والأنظمة القيمية التى يعيشون فيها،وفيما يتعلق بأهدافهم وتوقعاتهم ومعاييرهم ومخاوفهم.وهذا مفهوم تصنيفى واسع متأثر بالصحة الجسدية،الحالة النفسية،مستوى الاستقلال،العلاقات الاجتماعية،المعتقدات الشخصية وعلاقتهم بالملامح البارزة لبيئتهم.
وقدم واكر وروسير(walker,Rosser:1987 ) تعريفا مهما لجودة الحياة فى الحقل الطبى،يفيد أن جودة الحياة:مفهوم يتضمن تشكيلة واسعة من الخصائص الجسمية والنفسية والتقييدات،والتى تصف قدرة الفرد على الأداء وإشباع رغبته فى العمل،بمعنى أن جودة الحياة تشير إلى المشاكل المتعلقة بالحالة الصحية بما فى ذلك تأثير المرض والمعالجة المتاحة على الاعتقادات الصحية والوجود الأفضل (عماد جبريل، 2007: 35).
     وأوضح مارجورى كاجاوا سنجر(Marjorie Kagawa-singer et al,2010,65) أن مفهوم جودة الحياة المرتبط بالصحة هو مفهوم ذاتى متعدد الأبعاد يتضمن تقييما لمجموعة من الخصائص الايجابية والسلبية مثل الظروف الصحية والمرض كما أنه يتضمن تلبية ثلاثة احتياجات عامة مثل:
1 - الأمان والسلامة
2- الشعور بالوحدة (الكمال)ومعنى وهدف الحياة
3- الشعور بالانتماء كعضو لا يتجزأ من الشبكة(الوحدة)الاجتماعية.
      كما أكد ايفا باركر ( (Eva Barker,2010:3  على أن هناك إجماع متزايد بين باحثى الرعاية الصحية على أن جودة الحياة  أصبحت نتيجة(مخرجا) هامة فى مجال مقدمى الرعاية الأسرية وضرورة تحديد أى البرامج  المقدمة أكثر نفعا وفعالية لأفراد الأسرة من أجل تحسين جودة الحياة.
4- الاتجاه النفسى:
     وعلى الرغم من الصعوبة فى الوصول إلى تعريف محدد لجودة الحياة يتفق عليه الجميع فى كافة مجالات العلم، إلا أنه توجد محاولات عديدة ،والتراث السيكولوجى يحمل لنا الكثير فى مجال تعريف هذا المفهوم وفقا لتخصص واهتمام كل باحث، فالبعض ينظر إلى المفهوم باعتباره الرضا عن الحياة أو السعادة أو الصحة النفسية أو الرفاهية
فتعرف موسوعة علم النفس  Encyclopedia of Psychologyجودة الحياة على أنها مفهوم ذو أبعاد عديدة وتم تلخيصها إلى سبعة محاور تمثل فى مجموعها جودة الحياة وهى:
1-التوازن الانفعالى حيث يتمثل فى ضبط الانفعالات الإيجابية والانفعالات السلبية مثل، الحزن والكآبة والقلق والضغوط النفسية........إلخ.
2-الحالة الصحية للجسم.
3-الاستقرار المهنى حيث يمثل الرضا عن العمل أو الدراسة بعدا هاما فى جودة الحياة.
4- الاستقرار الأسرى  وتواصل العلاقات داخل البناء العائلى.
5- استمرارية وتواصل العلاقات الاجتماعية خارج نطاق العائلة
6- الاستقرار الاقتصادى وهو ما يرتبط بد خل الفرد الذى يعينه على مواجهة الحياة.
7- التواؤم الجنسى ويرتبط ذلك بما يتعلق بصورة الجسم وحالة الرضا عن المظهر والشكل العام.  (عبد الحميد سعيد وآخرون، 2006 : 290)
      كما تعد جودة الحياة النفسية  psychological well-beingمفهوما ديناميا يتضمن الكثير من المكونات النفسية الإيجابية، وترتبط بمحاولة رصد : كيف يدرك أو يقدر الأفراد مختلف جوانب حياتهم النفسية؟ على سبيل المثال، إلى أى مدى يشعر الأفراد بقدرتهم على السيطرة على جوانب حياتهم الشخصية؟ إلى أى مدى يشعر الأفراد بأن لحياتهم الشخصية معنى وقيمة؟ إلى أى مدى يشعر الأفراد بامتلاكهم لعلاقات اجتماعية إيجابية متبادلة مع الآخرين؟
et,1999:280,282)   Diener)
ومنظمة اليونسكو"UNESCO" تعتبر جودة الحياة مفهوما شاملا يضم كل جوانب الحياة كما يدركها الفرد،وهو مفهوم يتسع ليشمل الاشباع المادى للحاجات الأساسية، والإشباع المعنوى الذى يحقق التوافق النفسى للفرد عبر تحقيقه لذاته ،وعلى ذلك فإن جودة الحياة من هذه الرؤية لها ظروف موضوعية ومكونات ذاتية.   (حسام الدين محمود، 2004 : 581)
وتعد جودة الحياة النفسية من المفاهيم ذات الطابع الجدلى، إذ تختلف مضامينه ودلالته باختلاف الأفراد واختلاف الثقافات،وتسهم فيه مجموعة متنوعة من المكونات.
                                                      (عبد الحميد رجيعة،2009: 189)
وتتداخل جودة الحياة من المنظور النفسى مع أبعاد جودة الحياة من وجهات النظر الأخرى، فمن منظور الصحة البدنية تذهب بعض الدراسات إلى أن جودة الحياة تصبح مفهوما محوريا لتطوير وزيادة فعالية التدخلات العلاجية للحالات التى تعانى عجزا ،ولتحقيق هذا المفهوم لابد من توفير مقومات العناية الجيدة ومعالجة الآثار النفسية التى عادة ما تصاحب الإعاقة (أميرة بخش، 2007).
        و يرى (حسام الدين محمود، 2004 :581 ) أن جودة الحياة من الناحية النفسية تمثل مفهوما يتكرر بشكل ضمنى يحمل معنى خاص لكل فرد،وبالرغم من هذا التكرار فى تداول المفهوم إلا أنه لا يصل الى الحد الذى يمكن معه وضع حدود ثابتة دقيقة لإيضاحه وقياسه
5-الاتجاه الاقتصادى:
      يشير أورهان جوفنين Orhan Guvenen:2003 ,2)) إلى أن هناك العديد من السياسات تهدف الى تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوى الإعاقات وادماجهم فى المجتمع وذلك يتطلب استثمار مالى كبير ويوضح ان هناك ما يسمى بمجلس البنك الأوروبى للتنمية فى أوروباThe Council of Europe Development Bank      يكرس جهوده لتحقيق جودة الحياة للاشخاص المعاقين وإدماجهم فى المجتمع وذلك من خلال دعمهم بالأموال وبناء منازل تتناسب مع احتياجاتهم ومدارس وتمويل مشروعات خاصة بهم وتوفير الرعاية الصحية لهم. وتدريبهم على مهن تناسبهم.
    وترى إيمان رجب (2009:112) أن جودة الحياة من المنظور الاقتصادى  والسياسى مرادف لجودة المعيشة والرفاهية وهدف يتمسك به الزعماء السياسيون للحفاظ على موقعهم السياسى لتحسين جودة حياة مواطنيهم.
6- الاتجاه الفنى والإبداعى:
توجد علاقة طردية إيجابية بين جودة الحياة والقدرة الإبداعية، فكلما تحسنت جودة الحياة لدى الأفراد كلما تم خلق منافذ جيدة للقدرة الإبداعية، والعكس صحيح فإن تنمية المهارات والقدرات الإبداعية يزيد من نجاح الفرد وفاعليته وبالتالى يزداد رضاه عن حياته.
(هند سليم محمد، 2008 : 45)
7-الاتجاه الدينى:
     حيث يعبر الوجود الروحى عن المعنى والأهداف والأ حداث التى ترتبط بحياة الفرد وتفسيره لها بصورة موضوعية، وحل الصراعات، بما يحقق له الرضا عن الحياة والسعادة مع الله ومع الآخرين Ford, 1994: 21- 22))، وقد توصلت دراسة كل من richarson(2005)؛ ford(1994)؛ fulton(1992)  إلى أن الوجود الروحى يسهم فى تحقيق الوجود النفسى الأفضل والرضا عن الحياة.
   وقد فسر كلٌ من ( (Hong & Giannakopoulos, 1993:555  تأثير التدين على رضا الفرد عن الحياة فى الآتى:
1- تمثل العقيدة إطاراً مرجعياً يجعل حياة الفرد ذات معنى، وتعبر عن نظرة تفاؤلية، مما يزيد رضا الفرد عن حياته. 
2- يساعد التدين على التخفيف من أثر الضغوط النفسية، وأحداث الحياة السالبة، مما يزيد ورضا الفرد عن حياته
3- يساعد التدين على التكامل الاجتماعى، مما يحقق الإحساس بالانتماء، ورضا الفرد عن حياته (نعيمة جمال، وعماد الدين، 2009 : 5).  
             مما سبق يتضح أن جودة الحياة مفهوم متعدد الابعاد يختلف من فرد لآخر وفقا لأسلوب إدراكه لجوانب الحياة، ويتضمن أبعادا دينية ونفسية وطبية واجتماعية.
        فعرفته زينب شقير (2009) بأن يعيش الفرد فى حالة جيدة متمتعا بصحة بدنية وعقلية وانفعالية  على درجة من القبول والرضا، وأن يكون قوى الإرادة، صامدا أمام الضغوط التى تواجهه ،ذو كفاءة ذاتية واجتماعية عالية، راضيا عن حياته الأسرية والمهنية والمجتمعية،محققا لحاجاته وطموحاته، واثقا من نفسه غير مغرور ومقدرا لذاته بما يجعله يعيش شعور السعادة ،وبما يشجعه ويدفعه لأن يكون متفائلا لحاضره ومستقبله،ومتمسكا بقيمه الدينية و الخلقية والاجتماعية،منتميا لوطنه ومستقبله،ومتمسكا بقيمه الدينية والخلقية والاجتماعية، منتميا لوطنه ومحبا للخير،ومدافعا عن حقوقه وحقوق الغير،ومتطلعا للمستقبل.
      وترى نهى عبدالرحمن(2008) أن مفهوم جودة الحياة يعنى "درجةاستمتاع الفرد بالإمكانات المهمة فى حياته فى ظل ظروفه الحالية ،أوبعبارة أخرى إلى أى حد يرى الفرد حياته جيدة "ويقصد بتحسين جودة الحياة أن تصبح الحياة أكثر ثراء وذات معنى بالنسبة لجميع الأفراد كبارا وصغارا أصحاء ومرضى أسوياء ومعاقين,فمن حق الجميع على السواء الاستمتاع بالحياة الجيدة Good life إلى أقصى درجة ممكنة .
وأشارت فوقية أحمد السيد ، محمد حسين سعيد (2006) إلى أن جودة الحياة تتضمن الاستمتاع بالظروف المادية في البيئة الخارجية والإحساس بحسن الحال ، وإشباع الحاجات ، والرضا عن الحياة ، وإدراك الفرد لقوى ومتضمنات حياته وشعوره بمعنى الحياة ، إلى جانب الصحة الجسمية الإيجابية ، وإحساسه بمعنى السعادة وصولا إلى العيش حياة متناغمة متوافقة مع جوهر الإنسان والقيم السائدة في المجتمع
      وتعرف حنان مجدى صالح(2009 ) جودة الحياة بأنها قدرة الفرد الداخلية التى تكمن فى كافة تفاصيل سلوكه،واتجاهاته التى ينتهجها،بحيث تعطى للفرد معنا إيجابيا للحياة يجعله سعيدا، وراضيا، ومحققا لذاته، فى ضوء الظروف التى يمر بها،وفى ضوء عادات وتقاليد المجتمع الذى يعيش بين طياته.

      وتعرفه فاطمة الزهراء محمد (2010: 257) على أنه مفهوم يشير الى مدى رضا آباء المعاقين عن جوانب الحياة المختلفة وما هو متاح منها فى ظل إعاقة أحد الأبناء وما تتحمله الأسرة من أعباء

-من أحد مذكرات التخرج
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-