أخر الاخبار

اهمية الارشاد المهني في نمو الشخص و توافقه نفسياً



 اهمية الارشاد المهني في نمو الشخص و توافقه نفسياً

يعتبّر الارشاد المهني من اقدم مجالات الارشاد النفسي فقد بدأ حين ظهرت الحاجه الى ضرورة المزاوجه بين الفرد و المهنه التي يعمل بها ، و هو العملية التي تهتم في مساعدة الفرد على ان يختار التخصص او المهنه التي تتناسب مع قدراته و امكاناته و ميوله وفق حاجة سوق العمل ، فيؤهل لها و يدخلها و يرقى فيها و يكون محور الاهتمام في هذه العملية الفرد نفسه و مساعدته على ان يقرر بنفسه مهنته المستقبلية بالأختيار الموفق الذي يؤدي الى تكيفه مهنياً تكيفاً سليماً .
إن الحاجة الماسة الى الارشاد المهني تقوم على اساس تنوع الفروق الفردية في القدرات و الأستعدادات و الميول و التقدم العلمي و التقني الذي يشهده عصرنا الحاضر مما زاد عدد المهن و انواع التخصصات و فرص العمل بشكل كبير جداً و يعتبر ضروري لرفع  انتاجية الانسان و تحقيق الجودة .
إن المهنه لها علاقة وثيقة بالذات و الشخصية فأختيار مهنه بالذات يرتبط بمفهوم الذات  لدى كل شخص و المهنه هي العمل الذي سيقضي فيه الفرد حياته كلها ، وهو الذي يجعل للحياة معنى و يجعل للإنسان نفسه قيمة اجتماعية حيث يمثل اهم ادواره الاجتماعية في الحياة حيث يسعى الارشاد المهني الى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بما يحقق التوافق المهني و يعود على الفرد و المجتمع بالخير، و هكذا نجد ان للإرشاد المهني هدفاً مزدوجاً فهو يهدف الى فائدة الفرد و فائدة المجتمع في نفس الوقت حين يصبح افراده عاملين متقنين و راضيّن مهنياً و منتجين سعداء و كما نعرف ان قرار اختيار المهنه من اهم قرارات الحياة.
نظريات الارشاد المهني
لقد تعددت الاتجاهات التي تناولت مسألة الاختيار او التخطيط المهني المتعلقة بالفرد و المهنه  و من هذه الاتجاهات :
1ـ نظرية سوبر
يرى فيها ان النمو المهني يبدأ من مرحلة الطفولة التي اطلق عليها اسم " المرحلة الخيالية  " و في الاسرة تتشكل الصورة الأولية لمفهوم الذات و الذي يتطور بأرتباطه مع عالم العمل .
2ـ نظرية جينزبيرغ
اكد على ان الاختيار المهني عملية نمو مستمره تتميز بسلسلة من الممارسات التي يقوم بها الفرد للتوفيق بين صفاته الشخصية و إمكاناته و تبدأ عملية اختيار المهن في سن مبكرة و تنتهي بالتوافق بين الرغبات و القيم و القرارات و الفرص .
3ـ نظرية آن رو
حيث تؤكد على خبرات الطفولة المبكرة و انها ترتبط مع الاختيار المهني و ان الإشباع المبكر لحاجات الطفل يساعد في تطور ميول الأفراد و قد تبنت آن رو تصنيف ماسلو الهرمي الذي يعتمد على تحديد الحاجات .
4ـ نظرية هولاند
تبنى نظريته على خبراته مع الناس في اختيارهم لعالم المهن و لاحظ ان الناس يتجهون الى المهنه الشائعة (النموذجية ) و حدد في نظريته 6 بيئات مهنيه يقابلها 6 انماط من الشخصية .
المشكلات المهنيه
تتعدد المشكلات المهنيه التي تتعلق بالأختيار و الإعداد و التوزيع و الاستقرار و التوافق المهني و فيما يلي ابرز المشكلات المهنية
1ـ مشكلات الأختيار المهني
ـ اختيار المهنه او التخصص بطريقه الصدفه او عن جهل الشخص بإمكاناته و متطلبات المهنه و متطلبات سوق العمل .
ـ  الأختيار في ضوء بريق و مغريات المهنه او التخصص  و سمعتها و مكانتها الأجتماعية او عائدها الأقتصادي بصرف النظر عن الاستعداد لها .
ـ الأختيار المتسرع  او من باب مسايرة الأصدقاء و الرفاق . 
ـ الأختيار الإجباري ( تحديد الأسره لمهنه الولد و اجباره على الدخول في مهنه الأسره او مهنه الأمل التي كان الوالد يأمل ان تكون مهنته لكنه فشل في ذلك فيدفع ولده إليها كمهن الطب و الهندسه في مجتمعنا العربي حيث تعتبر هذه المهن مقدسه )
ـ ضيق الأفق المهني و نقص المعلومات المهنيه المتعلقه بالتخصصات و الاعمال ( يعتبر عامل مسؤول عن سوء الأختيار غير الموفق )
2ـ مشكلات الإعداد المهني
تتعلق بإعداد الأشخاص للمهن نفسياً و تربوياً و تدريبياً ، احياناً يُهمل جانب الإعداد النفسي للمهنه ويتركز الإهتمام فقط على الإعداد التربوي و قد يكون التدريب المهني غير كافِ كماً او كيفاً ، و بعض الأحيان يُهمل الأعداد المهني لبعض الفئات الخاصة و لا تُعد لهم برامج ارشاد خاصة .
3ـ مشكلات التوزيع
كثير من الأحيان نسمع بأن مهندس يعمل معلماً او محاسب يعمل في مجال الإرشاد السياحي يرجع هذا كله الى التعلل بالحاجة الماسة الى قوى عاملة في ميادين مختلفه و الى نقص او غياب وسائل الارشاد المهني  حبث ان وسائل الارشاد في هذه الحالات تقتصر على مقابلة الدقائق او ما يسمى الاختيار الشخصي حيث يكون اهم ما في الامر هو المظهر العام و المعلومات العامه و الطلاقه اللفظيه و الحاله الانفعاليه للفرد ، وقد يقتصر الامر على سجلات تحتوي بالعاده على الأسم و العمر و التخصص و التقدير و العنوان و هذه المعلومات لا يمكن الإكتفاء بها بأي حال من الأحوال .
4ـ مشكلات الإلتحاق بالعمل
تتعلق بطرق التقدم الى العمل و كيفية ملء طلبات الإلتحاق و مقابلة اصحاب العمل .
5ـ مشكلة التعيين تحت الاختبار
هذا تعيين غير مستقر يحدث في بعض المؤسسات يكون الفرد فيه قابلاً للتثبيت اذا اثبت الكفاءه و الخلع اذا كان العكس و في هذا اتهام للجهات المسؤولة عن الإعداد و التدريب المهني بأنها تخرج الافراد قبل استكمال تأهيلهم و تدريبهم بمايكفي لتعيينهم الدائم في المهن المناسبة لهم .
6ـ سوء التوافق المهني
يتمثل بعدم التوافق و عدم التكيف مع ظروف العمل او مع رفاق العمل و عدم الرضا المهني بصفه عامه و التأثر السيء لنوع العمل على الصحه العامه و ينتج عن ذلك عدم الاستقرار المهني و ترك العمل او تغييره
7ـ البطالة
ترتبط بالكثير من مظاهر سوء التوافق الشخصي و الاجتماعي و يرتبط بها ايضاً الكثير من مظاهر اضطراب الصحة الجسمية و النفسية و الإدمان .
خدمات الارشاد المهني
من اهم خدمات الارشاد المهني هي المزاوجه بين العامل و العمل اي بين الشخص و المهنه و ذلك لتحديد ما يسمى الصلاحية المهنيه
1ـ التربية المهنيه
تتضمن برنامجاً تعليمياً مهنياً يدور حول محور رئيسي و هو تيسير المعلومات المهنيه فيما يتعلق بمتطلبات الشخصية بصفه عامه و متطلبات المهن بأنواعها المختلفة جسمياً و عقلياً و بيئة العمل جغرافياً و بشرياً ، و الاجور و نظام الترقي و العمل مستقبلاً و احتمالات سوق العمل و القوى العامله و العرض و الطلب في ضوء الدراسات المسحية و الإحصائيه  يستطيع العميل في ضوء ذلك ان يتخذ قراراً مهنياً نافعاً .
2ـ تحليل العامل
يقال له ايضاً " تحليل الشخصية " و يهدف لفهم شخصية العامل الذي سيدخل العمل و استعداداته و امكاناته و ميوله و اتجاهاته و مطامحه و خبراته و نواحي قوته و نواحي قصوره .
3ـ تحليل العمل
تحديد متطلبات العمل من المهارات الجسمية و العقلية و ميادينه و طبيعته و ظروفه و عوامل النجاح و التقدم فيه و مستقبله و تخصصاته الفرعيه المتعدده و المتطوره و يشمل ايضاً بيان الأجهزه و الآلات و المعدات و احتمالات الخطر و النواحي الصحيه ، نختصر ذلك بهذه المعادله : ( معادلة تحليل العمل ) ماذا يفعل العامل "جسمياً و عقلياً " و كيف يقوم بالعمل " الوسائل المستخدمه " و لماذا يقوم به " الهدف منه " .
4ـ الاختيار المهني
مساعدة الفرد في اتخاذ القرار الخاص بمهنة المستقبل بعد دراسته لنفسه من جهه و للمهنه من جهه اخرى ، الاختيار الموفق للمهنه له فوائد معروفه كالرضا و الارتياح في العمل و زيادة الانتاج و زيادة الدخل . 
5ـ تأهيل مهني
يسمى ايضاً  " الإعداد المهني" هي عملية تستمر وقتاً طويلاً في التأهيل المتخصص ، و من المعروف ان التخصص اكتساب وليس فطرة و يهدف التأهيل الى اكساب المهارات الخاصة الضرورية للنجاح في مهنه معينه .
6ـ التدريب المهني
يعد التدريب ضروري لإكتساب المهاره المطلوبه للقيام بالعمل و الوصول الى الكفاءه اللازمه للنجاح فيه حيث يحتاج التدريب الى الواقعية و من افضل صورها تقديم نماذج من الحياه العملية في شكل عمل ميداني ، حيث يرى المتدربون و يسمعون و يمارسون الخبره العمليه بدرجه كافية كماً و كيفاً . 
7ـ التشغيل
يبدأ بعملية المساعده في البحث عن العمل ثم بعملية المساعده في الدخول فيه ، و هنا تتم مساعدة الفرد في البحث الموفق و الدخول الناجح في تدرج مناسب .
8ـ الاستقرار في العمل
يتم هذا حين يتوافر لدى العامل متطلبات العمل و حين تكون ظروف العمل مناسبة ، و يقوم العامل بالعمل على افضل وجه ممكن و لأطول مدة ممكنه
9ـ الترقي
يجب العمل على إتاحة جميع فرص التقدم و الترقي الرأسي في العمل الى أعلى الدرجات ، وهذا من اهم عوامل الرضا و التوافق المهني .
10ـ التوافق المهني
اذا ما دخل الفرد العمل و تقبله و رضي عنه و استقر فيه و نجح و اجاد و ترقى و توافق اجتماعياً مع زملائه و رضي بالدخل الذي يدره العمل ، فإن هذا يشعره بالسعاده و اذا ما صادفته مشكلات عمل على حلها في حينها . 
يحمل المستقبل بين طياته الكثير في عالم المهنه و من ذلك إن مهن الغد ستكون اكثر عدداً و اكثر اختلافاً عن مهن اليوم  و ان الفرد سوف يضطر الى تغيير مهنته عدة مرات خلال حياته العملية ، اننا بحاجه ملحه للإرشاد المهني حتى لا يلقي بالأفراد في خضم الحياة بعالم المهنه المعقدة ليغوصوا او ليطوفوا حسب الحالة في فترة الانتقال الحرجة بين التعليم و العمل ، يجد الكثير ممن هم في عالم المهنه اشخاصاً غير مناسبين في مهن لا تناسبهم و هؤلاء لو اتيح لهم فرصة إعادة الأختيار المهني لأختاروا مهناً غير مهنهم و هذه مأساة حقاً حيث يقضي الفرد حياته في مهنه لا تناسبه ولا يرضى عنها و هذا يؤثر في الأنتاج و يؤدي الى الخسارة الشخصية و الأجتماعية . 
  إعداد:إيمان هاني
المراجع :
ـ الارشاد المهني / د.محمد عبد الحميد الشيخ محمود
ـ التوجية و الارشاد النفسي / د. حامد عبدالسلام زهران

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-