Psychopthic السيكوباتية |
هل
هي وحش نائم أم سلسلة من أحداث فيلم saw ؟؟؟
تمهيد:
تعد مرحلة الشباب من المراحل الهامة و الحاسمة في حياة الإنسان ,ففيها يكتمل التشكيل النهائي لشخصية الفرد ,ومن هذا المنطلق تكثر الصراعات في مرحلة الشباب التي تنجم عن محاولتهم التكيف مع الدور الجديد بوصفهم أفراد مسئولين في المجتمع , والضغوط التي تمارسها الأسرة في محاولاتها فرض نظام و قيود قد تكون هي السبب في التمرد, فيحدث هذا الصراع مع الأسرة بسبب عدم تفهمها وقلة وعيها بهذه المرحلة و بالتطور والتغير الثقافي الذي يمر به العالم الخارجي ما يؤدي إلى سوء التكيف والإحباط الناتج عن عدم النضج الانفعالي مثل : عدم الثقة بالنفس ,الاستهتار, واللامبالاة وعدم الإحساس بالأمن .
ولعل سلبية المجتمع تجاه هؤلاء الشباب و إحساسهم بالعجز عن تأمين متطلبات حياتهم ما يجعلهم يطورون اتجاهات عدوانية نحوه و من فيه بصورة انتقامية غير مسؤولية, حيث تأخذ هذه الاتجاهات طابعا طرديا في النمو تظهر على شكل سلوكيات غير سوية لمن لديهم إستعداد خبرات الطفولة (العامل المفجر) لتأخذ شكل الشخصية السيكوباتية .
السيكوباتية حالة تتميز بعجز بالغ عن التوافق الإجتماعي يلازم المريض سنوات عدة أو طول حياته دون أن يكون هذا العجز نتيجة لمرض نفسي مأثور أو نتيجة مرض عقلي أو نقص في الذكاء,تلف عصبي,أو عطب عضوي,فهي حالة مرضية تبدو في سلوك اندفاعي متكرر يستهجنه المجتمع أو يعاقب عليه .
والأشخاص الذين لھم ھذه الشخصیة ينتمون عادة إلـى طبقـات ذات مـستوى اقتـصادي منخفض وخلفیتھم تشیر إلى تعرضھم إلى العنف والحرمان ، والإلھمال والاعتداء ، والذكور أكثـر من الإناث بنسبة ( 10ـ 1 ) (عـزت ، 124) وغالبـا مـا يـلازم ھـذا الاضـطراب الفـرد منـذ نـشأته فیعجزه عن الاستبصار والإفادة من التجربة والتعلم .
وفیما يلي توضیح لمعنـى الـسیكوباتیة ، اضطراب الشخصية السيكوباتية ،أعراضـھا ومعايير التشخيص حسب الدليل الإحصائي الرابع و السمات السيكوباتية والنظريـات المفـسرة لھـا، وطرق العلاج والوقاية للحد من تأثیرھا الـضار على الفرد والمجتمع ثم تقديم تعلیق على حالة لمجرم سيكوباتي .
البدايات الأولى في وصف السیكوباتیة:
منذ عـام 1835 م أشـار ( بريتـشارد( Prichard طبیـب الأمـراض العقلیـة الإنجلیـزي إلـى وجود حالات مرضیة لا يمكن تصنیفھا ضمن المصطلحات المعروفة . أطلـق علـى ھهذه الحـالات اسم البله الأخلاقي . وقد وصفھا بأنھا نوع من الاضـطراب العقلـي يبـدو معـه صـاحبه وكأنه معوق عقلیا ، أو مصاب بصدمة في دماغه Damage Brain ) ) (محمد ، 370 ـ 372 ) وأشـار إلى وجود فئة كبیرة من مشكلات الطب النفسي التي لا تنطبق علیھا التشخیصات المألوفـة ، وھي شكل من أشكال الخلل العقلي تبدو فیه الوظائف الفكرية دون أن يلحقھـا أي ضـرر بینمـا يبدو الاضطراب أساسا في إطلاق الوجدانیات أو المزاج أو العادات . وتتمیز خلقیا بفقدان القدرة على السیطرة على الذات والسیطرة على الـسلوك بمـا يتفـق ومعـايیر الكرامـة واللیاقـة دون فقدان القدرة على التحدث أو المناقشة أو التفكیر في أي موضوع من الموضوعات التي يمكـن أن يتطرق إلیھا الحديث .
وفي عام 1891 م قدم (كوش ) مصطلح الانحطـاط السيكوباتي لیـدل علـى الفئـة التـي أشار إلیھا ( برتشارد )المصابة بالجنون الخلقي ولكـن يتـضمن أنواعـا مـن العـصاب الھـستیري وعصاب الحواذ ومنذ ذلك الحین يستعمل مـصطلح الانحطـاط الـسیكوباتي للدلالـة علـى وجـود مشكلة محددة واضطرابات في الشخصیة لا ينطبق علیھا أي تشخیص إكلینیكي .
وفي سنة 1930 م ( بارتردج ) أبرز التنافر في الآراء حول هذه الفئة إذ وجد أن الفئة التي يتم تشخیصھا بالسيكوباتية يتنوع الأفراد فیھا تنوعا كبیرا . إذ كثیرا مـا يـدخل فیھـا بعـض ممـن يعانون من الضعف العقلي وبعض من يعانون مـن عـصاب أو ذھـان كـامن . كمـا يتـضمن الفئـة التي يقترح ھو تسمیتھا بفئة (السیكوباتیین الاجتماعیین ) وأھم ما يمیز هؤلاء صـعوبة التكیـف لمطالب المجتمع . ( جلال، 344 (.
ثم بعد ذلك وسع كوخ Koch مجال ( الخبـل الأخلاقـي ) فأضـاف إلـى مـا ذكـره بريتـشارد بعض الحالات الخفیفة من الھستريا والوساوس الحالات التي لا تصنف في إطـار الاضـطرابات النفسیة Neurosis أو الاضطرابات العقلیة Psychosis .
ثم أدخل كر يبلین مجموعة الأفراد الذين يقفون على أبواب الذھان. Borderline.
.
تعريف السیكوباتیة :
ھـي مـن أمـراض الشخـصیة التـي لا يجـد حتـى الآن علمـاء النفس العقلي اتفاقا أو تعريفا يحدد وضعه وسماته بین الاضـطرابات الـذھا نیـة أو العـصابیة أو اضطرابات الخلق . لھذا تـصنف الـسیكوباتیة غالبـا ( كمـرض أو اضـطراب فـي الشخـصیة قـائم بذاته ولا تندرج السیكوباتیة ضمن العصاب لأن صـراعات العـصابي تـتم غالبـا بینـه وبـین نفـسه ) نأخذ تعريف (كیـرت شـنیدر Schneider K.) الـسیكوباتیة تعريفـا غامـضا فیقـول : ( إنھـا تلـك الشخصیات الغیر سوية التي يعاني أصحابھا والمجتمع من عدم سوائها) .
اضطراب الشخصية المتجنبة Avoient Personnality Discorder:
تعريفها : نمط متغلغل من الشعور من عدم الارتياح الإجتماعي تتسم بالخنوع و الاعتماد على غيرها و الخوف من التقييم السلبي بواسطة الأخرين والخجل الذي يبدأ في مرحلة الرشد المبكرة .
أعراض الشخصية السيكوباتية : الشخصية السيكوباتية نمط من أنماط الشخصية التي تندرج من تصنيف الشخصية غير سوية ,ولذلك كان اضطراب الشخصية السيكوباتية سواء أكان هذا الاضطراب ناتج عن شروط بيئية مكتسبة فإن هذا لاضطراب يتميز في مجمله بعدم القدرة على التقبل المعايير الاجتماعية والأخلاقية السائدة ,والذكاء النمطي,الاندفاعية يعيش في ظل اللحظة الراهنة دون أي اعتبار حقيقي للماضي أو المستقبل ودون نظر لسعادة الأخرين ,ومن الناحية النمطية فهم غير ناضجين إنفعالياة ولا يتحملون المسؤولية,إندفاعيبن وتنقصهم القدرة على الحكم ولديهم القدرة على ترشيد سلوكهم بحيث يبدو لهم معقولا ومرضيا من وجهة نظرهم .ويلخص كولمان أعراض النمط من الشخصية بالأتي :
1. فقدان الضمير وعدم كفايته: ويني عدم القدرة على فهم القيم الأخلاقية ما عدا على المستوى اللفظي كما تعني عدم القدرة على إصدار الأحكام الخلقية السائدة في مجتمعه, ولا يحافظ على الوعد.
2. التمركز حول الذات ,و الاندفاع ,وعدم تمل المسؤولية : بمعنى أن السيكوباتي لا يهمه إلا نفسه و إشباع رغباته مباشرة كما أنه كالطفل لا يمكنه نحمل تأخبر وتأجيل إشباع هذه الحجات إلا وشعر بالإحباط ويندفع للحصول أي شيء دون حذر .
3. الهيدونزم متحد لأهداف غير واقعية : بمعنى عدم تأجيل القدرة في الماضي حيث يحي في الحاصر دون اعتبارات واقعية لماضي أو المستقبل .
4. نقص القلق أو عدم الشعور بالذنب : ينزع السيكوباتي عامة إلى عم الشعور بالذنب اتجاه الأخرين فهوى غالبا ما يتخذ مظهر السلوك العدواني تجاه الأخرين دون الشعور العار أو بالذنب أو يحاول الاعتذار عن سلوكه .
5. عدم القدرة على الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة : السيكوباتي لايتعلم من خبرات الحياة العادية ولا يرتدع للعقاب و لا ينتفع من التجربة السابقة وهم لا يعبئون بالنتائج التي يتعرضون لها كما لو أنهم متحررين من نتائج أفعالهم تماما .
6. قدرة السيكوباتي على التمويه على انطباعاته وخداع الأخرين : السيكواتي له شخصية جذابة محبوبة من الأخرين, من الغضب له القدرة على كسب صداقات الأخرين و من الناحية النمطية لديه حس الفكاهة وعامتا فمظهره حسنا ومثلا للرقي الإجتماعي .
7. العلاقات الإجتماعية المعيبة : السيكوباتي يعجز عن إقامة روابط عاطفية أو علاقات مع متبادلة مع غيره فن اهتماماته مركزة حول نفسه ولا يقيم لأحد اعتبار و يخون مع أول فرصة .
8. رفض السلطة الموجودة وكذلك رفض التدريب : السيكوباتي يسلك كما لو كان النظام الإجتماعي لا يسري عليه كما يظهر عداوة لا يستهان بها نحو السلطة الموجودة ,وتظهر تلك العداوة على شكل أفعال لإجرامية ,الاندفاعية ,العدائية وكثيرا ما ينساق إلى الأفعال الإجرامية
معايير تشخيص السيكوباتية حسب الدليل الإحصائي الرابع :
1. يشعر بصعوبة في اتخاذ القرارات الحياة اليومية دون اللجوء إلى نصح الأخرين وطمأنتهم بصورة مبالغ فيها .
2. يحتاج في بعض الأحيان إلى أن يتولى غيره المسؤولية بشأن الجوانب رئيسية من حياته .
3. يجد مشقة في التعبير من اختلافه في الرأي مع الأخرين لخوفه من فقدان دعمهم أو رضاهم عنه .
4. يصعب عليه بالمبادرة بالقيام بأعمال جديدة أو الاضطلاع بالمهام مع تحمل المسؤولية .
5. يبذل جهدا كبيرا للحصول على رعاية الأخرين ومساندتهم إلى حد تطوعه بالقيام بمهامه .
سمات السيكوباتية :
توصلت البحوث التي قارنت بین شخصیات العاديین وشخصیات السیكوباتیین إلى أربعـة فروق رئیسیة ھي:
1. ضعف الضمیر واختفاء مشاعر الذنب والفشل في اكتساب الضوابط الداخلیة .
2. البطء في بعض أنواع التعلم خاصة التعلم الذي يحتاج للوعي بمعايیر المجتمع .
3. مواجھة الإحباط بالاندفاع والعدوان دون حساب النتائج .
4. ضعف المشاركة الوجدانیة والعجز عن تقدير مشاعر الآخرين .
وترى الجمعیة الأمريكیة للطب العقلي أن سلوك السیكوباتي يتمیز ب : عدم الكفاءة ، عدم القدرة على التكیف ، عدم الثبات الاجتماعي ، عدم المشاركة الوجدانیة ، انخفاض القدرة علـى التحمـل ، لا يعـاني إعاقـة جـسمیة أو عقلیـة ، اللامبـالاة والـسلبیة . وصـاحبھا بعیـد عـن متطلبات الصحة النفسیة التي أولھا التوافق المشروع مع ذاته ومع بیئته . فھو عدو لـدود لكـل ما يحیط به ، لا يردعه وازع من ضمیر أو عقاب يفرضه القانون بالتالي لیس خطرا على ذاته إنما ھو خطر على الآخرين غالبا بدون إرادته . وھو أقرب إلـى المـضطربین منـه إلـى المجـرمین . ( (محمد ، 370 ـ 372 (.
المقاربة النظرية في تفسير السلوك السيكوباتي :
إن النظريات التي تفسر السلوك السیكوباتي كلھا في الواقع لیس إلا فروضا علمیة لم ترقي إلى مستوى النظريات . إذ أن نتائج البحوث التـي تحـاول إثبـات ھـذه الفـروض متناقـضة خاصة وأن الطب العقلي عجز حتى الآن عن إيجاد علاج للحالات السیكوباتیة .
المقاربة التحليلية:
السلوك السيكوباتي في رأي لتحليل النفسي ضرب من ضروب السلوك العصابي فكلاهما يقوم على ضراعات لا شعورية وكلاهما لا يخضع للضبط الإرادي للفرد وكلاهما محاولة شاذة لحل أزمة نفسية غير أنه يختلف عن السلوك العصابي في:
· أن الدوافع اللاشعورية في العصاب ترضى نفسها إرضاء بديلا كما في حالات الهستيريا و الوساوس أما في السيكوباتية فتتجسد هذه الدوافع وترضى إرضاء حقيقيا لن السيكوباتي لا يرضى الإرضاء البديل .
· أعراض العصابي توحي إليه بأن شيئا يهاجم شخصيته وينتهك حرمتها من مصر مجهول وأما السيكوباتي مندمجة ومنسجمة في بناء الشخصية في صورة سمات لا يشعر الفرد بغرابتها .
· إذا قيست السيكوباتية بمظاهر التقليدية للذهان لما بدا للسيكوباتي شيئا منها ولعل هذا ما أدى إلى استبعاد الجنون (الصريح) .
إذ السيكوباتية حالية بينية بين العصاب والذهان ولكنها أكثر وضوحا في حالة المجتمع , هم الحلقة الرابطة بين العصاب والذهان من جهة والمجرمين من جهة أخرى .
والعامل الثاني الذي يعطیه علماء النفس أھمیة في تكوين الشخصیة الـسیكوباتیة ھـو عملیة التقمص التي تساعد الطفل على أن يمتص معـايیر الآباء ويحكمھـا فـي نفـسه لتكـوين الأنا الأعلى . وھناك نظرية ( لولبي ) ترى أن : الحرمان الأموي يـؤدي إلـى اضـطراب الشخـصیة وذلك لما يأتي :
· ـ عدم وجود الفرصة لتكوين تعلق فیه إشباع الأم أو بصورتھا خلال السنوات الأولى .
· الحرمان لمدة تتراوح بین 3 ـ 6 أشھر خلال السنوات الأولى من العمر بابتعاد الأم فجـأة مـن الطفل بسبب من الأسباب .
· تغیر صورة الأم وبديلاتھا باستمرار خلال السنوات الأولى من العمر . كل ذلك يؤدي إلى تكوين الشخصیة السیكوباتیة . ويضع ( بعض العلماء ) تحفظا على الحرمان الأموي كسبب من أسـباب الـسیكوباتیة إذ يـروا أن ھـذا الحرمـان يجـب أن يكـون عنیفـا لیھـيء للسیكوباتیة ولیس كل حرمان مـن الـضروري أن يـؤدي إلـى ذلـك ومن المحتمـل أن الحرمان إذا صادف طفلا له تكوين عصبي خاص يؤدي إلى السیكوباتیة ، ومن الـصعوبة تحديـد ماھیة الحرمان الذي يعتبر قاسیا والحرمان المخفف . ( جلال ، 352 ـ 356 ). ويعتبر ھذا الاتجاه السیكوباتیة حالة من الحالات العـصابیة ، وتـسمى بـالخلق العـصابي ( Character Neurotic) تتمیز بأن حیاة المريض كلھا تنحصر في أفعال خالیة من التكیف مع الحقیقة ، وإن كانـت تھـدف إلى التخفيف من التوتر اللاشعوري ، والفرق الكبیر بین ھذه الحالة وبـین النمـاذج المألوفـة مـن العـصاب ، أن الأعـراض العـصابیة إفـصاح عــن صــراع قــائم فــي داخــل الفـرد ، أمـا الأعـراض السیكوباتیة فإنھا أداء خارجي لھذا الصراع وفي رأي البعض أنھا محاولـة الفـرد التغلـب علـى بعـض الخبـرات المؤذيـة بــالتكرار والأداء التمثیلـي وفــي رأي مدرسـة التحلیـل النفـسي أن السیكوباتیة تكشف عن سمتین على جانب كبیر من الأھمیة أولاھما : فقـد الاستبـصار بـصورة تامة ، والثانیة عجز المـريض عـن أن يـضع نفـسه فـي موقـف (التحويـل ( (Transference ) أثنـاء التحلیل وكلا الـسمتین مـن الـسمات الذھانیـة المعروفـة والتـي لا توجد في مرضى العصاب .
المقاربة المعرفية:
أو ماتسمى بفرضية المخ الشاذ : بنیت كثیر من الملاحظات على الأطفال والبالغین أنـه يعقـب أي إصـابة فـي المـخ نتیجـة لحادث أو مرض أو تغیرات سلوكیة إذ يصبح الفـرد عـدائیاً فـي سـلوكه ويـزداد نـشاطه ويـصبح سريع الانفعال سھل الاستثارة وغالبا ما تظھـر نزعـات إلـى سـلوك مـضاد للمجتمـع ولمـا كـان ھناك تشابه كبیر بین ھذه الأعراض ومظاھر السلوك السیكوباتي افترض البعض وجود مـرض أو ضرر أو نوع من الشذوذ في المخ السیكوباتي كانت كلھا سـلبیة ومـع ذلـك يـرى الـبعض أن الضرر قد يكون في جزء من المخ لا يؤثر في الأفعال المنعكسة العادية ولكن يـؤثر فـي الـضبط الانفعالي والعملیات العقلیة العلیـا . ويلجـأ الأطبـاء إلـى بیـان مـدى سـلامة المـخ بتـسجیل مـا يسمى بتیارات المخ الذي تبین نشاط اللحاء . وتظھر التسجیلات الشاذة في كثیـر مـن الحـالات المرضیة ( كالصرع ، الأورام المخیـة .. الـخ ) وقـد اتـضح أن الشخـصیات الـسیكوباتیة مـن ذوي المعايیر الخلقیة المنحطة والتي تؤدي بھم إلى المشاكل تتمیز بتسجیلات فیھا الإيقاع البطيء من موجات ( الفا ) غیر أن ھناك عدد من السیكوباتیین لم تظھر في سجلاتھم ھـذه الخاصـیة . والخلاصة أنه وإن كان رسم تیارات المخ تبین رسـوما شـاذة لنـسبة مـن الـسیكوباتیین غیـر أن نسبة أخرى منھم لا يظھر عندھم ذلك كما أن عددا من الأسوياء تظھر لھم رسوم شاذة .
المقاربة السلوكية:
في رأي المدرسة السلوكیة أن جمیع الاستجابات ( Responses) التي تصدر عن الكائن الحي ، ھي عبارة عـن أفعـال منعكـسة مختلفـة التعقیـد ، ھنـاك مـا يـسمى بالوصـلة العـصبیة يجـد السیال الكھربائي الكیمیائي عندھا بعض المقاومة وقد تزداد ھذه المقاومة في ھذه الوصلات من أثر التعب أو من أثر بعض العقـاقیر كالا ستركنين ، والكـافیین . أن مـستوى ھـذه المقاومـة تختلف عندھم الناس ، فھناك الإنسان الھادئ الذي تشتد عنده المقاومة دائما ، تقل عند أفراده ھذه المقاومة فتبدو استجاباته سريعة وعنیفة وعدوانیة .
العلاج:
علاج ھذه الحالات لیس بـالأمر الـسھل فأصـحابھا لا يعتقـدون أنھـم مرضـى ولا يحـضرون للعلاج من تلقاء أنفسھم وطرق العلاج التي تعتمد علـى العقـاب أو التعقـل فـشلت بـأن تـأتي بنتائج ملموسة . ( عزت ، 126 ) ويـرى الـبعض بـأن ھـذه الظـاھره لا عـلاج لھـا سـوى العقوبـات التـي تحـددھا القـوانین والمتمثلة في جملتھا في عزل السیكوباتي عن المجتمع باعتباره مجرما لابد من حماية الناس من شروره . وكانت السجون في الغالب مأوى هؤلاء ومنھم في مستـشفیات الطـب النفـسي يدخلونھا ثم يغادرونھا بسرعة بعد أن يثبت أنھم لیسوا مـضطرين عقلیـا لیعـودوا إلـى سـیرتھم الأولى داخل المجتمع . ھذه النظرية بدأت تضعف ، وأصبح ينظر إلیھم باعتبارھم ضـحايا تنـشئة اجتماعیة مضطربة وھناك أمل في إصلاحھم . وذكر بعض طرق العلاج التي تؤدي نتائج إيجابیة مع ھؤلاء الأفراد ، رغم اعتقاد الـبعض بعـدم قابلیـة الشخـصیة الـسیكوباتیة للتعـديل والتطـوير بأسالیب العلاج النفسي والطبي والاجتماعي وھي :
v العلاج النفسي : يھدف ھذا العلاج إلى محاولة تصحیح سلوك السیكوباتي وتعـديل مفھـوم الــذات لديــه ، وحــل الــصراعات ، وإزالــة مــصادر التــوتر والقلــق وإشــباع الحاجــات النفــسیة والاجتماعیة . وقد يتخذ ھذا العـلاج الأسـلوب الفـردي أو الجمـاعي ، ويعتمـد النجـاح فیـه علـى إيجاد علاقة نفسیة شخصیة بین المعالج والـسیكوباتي ( محمـد ، 370 ) ويـرى ( كلكلـي ) أن التحلیل النفسي يفشل في العـلاج وذلـك بـسبب عـدم وجـود الاستبـصار وعجـز المـريض عـن التحويل ، وتجرده من الرغبة في الشفاء . ( الزراد ، 209 . (
v العلاج الديني : يھدف ھذا النوع من العلاج إلى إعادة تربیة المنحرف بإعادة صیاغة محتويات أنآه الأعلى أو ضمیره الأخلاقي . ونقطة البدايـة فـي ھـذا العـلاج تتمثـل فـي مناقـشة العقائـد الإيمانیة تمھیدا لتقويتھا في نفسه لتكون بالتالي ينبوع سلوكه . فإذا نجحنـا فـي بـذر العقیـدة الإيمانیة في نفسه نعلمه كیف يكبح دوافع الھو .
v العلاج السلوكي : يشمل ھذا العلاج ( العلاج بـالتنفیر ) ويقـوم علـى أسـاس تقـديم خبـرات غیر سارة بجوار السلوك غیر المرغوب فیه . أيضا ( العلاج بالتدعیم ) الذي يبدأ أولا بتحديد أنواع السلوكیات . فیلجأ المعالج إلى إزالة ھذا التدعیم . والتدعیم قد يـشمل الطعـام والـشراب وقـد يكون تدعیما اجتماعیا والتشجیع . ويلجأ المعالج السلوكي إلى تبديل أفكار المـريض ومعقداتـه واتجاھاته على أمل أن يتبدل تبعا لذلك السلوكیات غیر المرغوب فیھا . ( محمد، 370 ـ 376).
الوقاية:
v توفیر التنشئة الاجتماعیة السلیمة للأطفال داخل الأسرة أولا بحیث تستجیب لمطالب النمـو في كل مرحلة من مراحله . وتوفیر الحنان والعطف والأمـن والانتمـاء خاصـة فـي مراحـل النمـو الأولى . وإشعاره بأنه مقبول في الأسرة، التي يجب أن تتـسم بالانفتـاح والـود والـصداقة لأن نمط العلاقات الأسرية ھو الأساس لعلاقاته الاجتماعیة خارج الأسرة .
v إن تكوين الضمیر الجمعي لدى الطفل من ضروريات تنشئته الاجتماعیة حتى يستطیع ضبط دوافعه والالتزام بقوانین المجتمع أو احترام ما فیه عادات وتقالید . والتربیـة الدينیـة ھـي التـي تزوده بمعايیر الحلال والحرام ، والحسن والقبیح ، والخیر والشر وتغرس في نفسه الخوف من الله ومراقبته له في كل فعل يؤديه . وتعلمه التكافل والتضامن الاجتماعي
v حماية الأسرة باعتبارھا الخلیة الأساسیة للمجتمع ، حمايتھـا مـن الانھیـار ومنـع الرجـل مـن استخدام حقه في الطلاق إذا ترتب عن ذلك الحق تفتیت بنیان الأسرة وتشريد أطفالھا.
عرض حالة من واقع :
يعيش مجتمعنا اليوم جملة التغيرات والتطور السريع و رغم كل ذلك إلا أن كل ذلك يخلف وراءه مشكلات سواء على الأسرة أو المجتمع كاكل. يختبئ وراءه مظاهر باتة اليوم عادية ونعيشها, من حوادث من اختطاف الأطفال و الإدمان والقتل وأبرزها المجرم السيكوباتي الذي يعيش معنا ويأكل معنا لكن لحظة غضبه يتحول إلى ذلك لوحش الذي لايمكن إيقافه يعذب ويستبيح بطريقة عادية تخلو من الضمير كليا.
'' وحادثة التي تداولاتها مختلف المواقع الإخبارية في الجزائر راح ضحيتها الطفل رايان في عمر الزهور عن عمر 12 سنة نواحي منطقة بوزريعة (أعالي العاصمة الجزائرية), على يد جاره ' تعود إلى نشوب شجار أطفال بين الضحية وابن الجاني، لتأخذ الأمور منحى خطيراً للغاية، حيث قام الأب وهو جار الضحية بذبحه والتنكيل بجثته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد خلفت هذه الجريمة موجة من ردود الفعل بين قطاع عريض من الجزائريين في العالم الافتراضي، بسبب بشاعتها، وانتشرت صور لمسرح الجريمة كالنار في الهشيم على موقع الفايسبوك، حيث أظهرت هذه الصور برك من الدماء المتجمعة التي نزفت من الضحية الذي عُثر عليه مذبوحا من الوريد إلى الوريد عشية حلول عيد الأضحى .''
(الجزائر ـ “رأي اليوم” ـ ربيعة خريس )
التعليق:
الجاني هو سيكوباتي شاذ ذا شخصية مضطربة تختبئ وراء مظهرها وكلامها الجذاب لايعاني من نقص عقلي معين أو محدد المعالم ,لايحتكم لضمير وعديم الإنعالي يعتدي على الجثة جنيا وينكل بها .
يوم الاثنين : 15/09/2019
(سا 16:04 ).
.................
قائمة المراجع :
· محمد ـ د . محمد عودة و آخرون ، الصحة النفسیة في ضوء علم النفس والإسلام ، دار القلم بالكويت ، 1994 م ، ط3.
· جلال ـ د. سعد ، في الصحة العقلیة الأمراض النفـسیة والانحرافات الـسلوكیة ، دار الفكـر العربي بالقاھره ، 1986 م .
· مجدي أحمد محمد عبد الله- د، علم النفس المرضي دراسة في الشخصية بين السواء والاضطراب، دار المعرفة الجامعية، 2000م، مصر.
· حسن فالح حسين –د ، علم النفس المرضي والعلاج النفسي ،مركز ديبونو لتعليم التفكير،2013م ،ط -4 ،عمان .
· الزراد ـ د . فیصل محمد خیر ، الأمراض العصابیة والذھانیة والاضطرابات الـسلوكیة ، 1984 م ، دار القلم بالكويت ، ط 1
· عزت ـ د. درى حسن، الطب النفسي، دار القلم بالكويت، 1986 م، ط3.
· محمد حين غانم د-،الإضطربات النفسية والعقلية والسلوكية( الوبائيات -التعريف -محكاة التشخيص - الأسباب العلاج - المآل والمسار)،الناشر مكتبة الأنجلو المصرية،2006م، ط -1،مصر .
· http://www.amanjordan.org/arabic-news/wmview.php?ArtID=2504
· http://www.islamonline.net/arabic/mafaheem/2002/06/articlel.shtml
· الجزائر ـ “رأي اليوم” ـ ربيعة خريس.
من إعداد: فلة تاتي