القلـــــق:-
تقول العرب : أقلق الشيء أي حرّكه ، وأقلق القوم السيوف حرّكوها في غمدها القلق إذن هو الحركة أو الاضطراب وهو عكس الطمأنينة . ( السباعي ، 1986م)
فيعرّف ماسرمان Masserman القلق : " بأنه حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خلال صراعات الدوافع ومحاولات الفرد وراء التكيف ".(الكحيمي وآخرون ،2007م)
والقلق هو :" حالة نفسية تتصف بالتوتر
والخوف والتوقع ، سواء كان ذلك حيال أمور محددة أو غامضة ، قد يكون هذا الانفعال
عارضاً وهو ما يعرفه كل الناس كما يعرفون لحظات الحزن والألم والأسى ، ثم ينقضي
هذا الإحساس بانقضاء أسبابه وقد يكون مزمناً ". (السباعي وعبدالرحيم ،1991م)
كما يمكن تعريفه : "بأنه الشعور بالضيق
والاضطراب وعدم الاستقرار النفسي يصحبه شعور مبهم بالخوف من شيء غير محدد بالذات
أو من توقع حدوث شيء ما ، وهو يتفاوت في الشدّة من مجرد شعور بالاضطراب إلى شعور
مرعب يعجز الإنسان معه عن أداء أي شيء" . (عوض ، 1986م)
إذن لا يولد الخوف أو القلق مع الإنسان ،
ولكن قد يولد مع المرء استعداد وراثي للانفعالات العصبية ، ويبرز هذا الاستعداد
إذا ما تهيأت له الأسباب البيئية ، أسباب قد تكمن جذورها في محيط العائلة أو
المدرسة أو العمل . (السباعي ، عبدالرحيم ،1991م)
والقلق شعور معمم فيه خشية وعدم رضا وضيق (
عاقل ، 1980م) وتتفاوت درجات الاستجابة
للمواقف في الشدة بين الدرجة المنخفضة والمتوسطة والعالية حسب ما لدى الفرد من
استعداد كامن للاستجابة للقلق . فالشخص صاحب الاستعداد العالي للقلق يدرك تهديد
تقدير الذات في مواقف كثيرة ويستجيب له بحالة قلق زائدة لا تناسب ما في الموقف من
خطر حقيقي ، أما الشخص صاحب الاستعداد المنخفض للقلق فيدرك التهديد في مواقف الخطر
الحقيقي ويستجيب بقلق مناسب مبالغ فيه .( الكحيمي وآخرون ، 2007)
لذا اتجهت الدراسات منذ العقد الماضي إلى
التمييز بين جانبين من القلق : حالة القلق Anxiety state و سمة القلق Anxiety trait ، حيث عرّف سبيلبرجر – في نظرية القلق الحالة
والسمة – "حالة القلق" : (هي عبارة عن حالة انفعالية مؤقتة يشعر بها
الإنسان عندما يدرك تهديداً في الموقف ، فينشط جهازه العصبي اللاإرادي وتتوتر
عضلاته ويستعد لمواجهة التهديد ) . وتزول "حالة القلق" عادةً بزوال
التهديد( مرسي ، 1983م) ، أي انه تشير حالة القلق إلى الحالة الانفعالية التي
يعاني منها الفرد في اللحظة الراهنة أو في موقف خاص ومحدد . ( عبدالخالق ، حافظ
1988م)
أما
"سمة القلق" فقد عرّفها سبيلبرجر وكاتل وأتكنسون وكامبل بأنها : (عبارة
عن استعداد سلوكي مكتسب يظل كامناً حتى تنبهه وتنشطه منبهات داخلية وخارجية فتظهر
حالة القلق ) ، ويتوقف مستوى إثارة "حالة القلق" عند الشخص على مستوى
"سمة القلق" عنده . فعند الشخص صاحب "سمة القلق" العالية
استعداد عالٍ للقلق ، يجعله يدرك التهديد في مواقف كثيرة ويستجيب لها بـ"حالة
قلق" زائدة لا تتناسب مع ما فيها من تهديد حقيقي لذا نجده يقلق بسرعة ولأسباب
بسيطة قد لا تثير القلق عند غيره ( مرسي ، 1983م) . حيث أن سمة القلق تدل على فروق
فردية ثابتة نسبياً في الاستهداف للقلق ، أي فروق بين الناس في الميل إلى إدراك
المواقف العصبية على أنها خطرة أو مهددة ، والاستجابة لمثل هذه المواقف بزيادة في
شدة إرجاع حالة القلق لديهم . وقد تعكس سمة القلق كذلك الفروق الفردية في التكرار
والشدة عن طريقها يمكن الكشف عن حالات القلق في الماضي ، كما تعكس احتمال أن يعاني
الفرد من سمة القلق في المستقبل . وكلما كانت سمة القلق أقوى زاد احتمال أن يعاني
الفرد من ارتفاعات أشدّ في حالة القلق في المواقف التي تتضمن تهديداً .( عبدالخالق ، حافظ 1988م)