ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ الأنا
تلك هي إذن الأنا ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻻ ﺍﻷﻟﻢ ﻻ ﺍلإﺧﻔﺎﻕ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻭفي كل ﻣﺮﺓ ﺑﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻡ، ﻗﺪ ﺗﺸﻌُﺮ أناي بالألم ﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﺍﻭ لأفكار ﺗﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﻓﺘﻜﺒﺘﻬﺎ،ﻭﻗﺪ ﺗﺰﻋﺞ أﻧﺎﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻓﺘﺴﻘﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ،ﻗﺪ ﺗﺸﻌُﺮ ﺑﺨﻄﺮ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺍﻭﺧﺎﺭﺟﻲ ﻳﺜﻴﺮ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻓﺘﻨﻜﺺ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ،ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻔﺠﺮ أناي ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﻌﺘﺮفة بأﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ عن ﻧﻔﺴﻬﺎﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ،ﻭﻗﺪ ﺗﻠﺠﺄ ﺃﻧﺎﻱ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﺍﻟﻰﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺎﺕ ﺑﺎلعقلنه، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺿﻊ ﺍلأﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻭﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً للمشاﻋﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ،ﻭﻗﺪ ﺗُﺰﻳﺢ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺳﺔ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إﺛﺮ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺃﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ،ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻌﻰ ﺃﻧﺎﻱ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺴﺎﻣﻰ ﺣﻴﻨﺎً ﺁﺧﺮ ﻟﺨﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﺧﻔﺎءﺍً ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ .
ﺇﻥ ﺍلأنا ﺧُﻠﻘﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﻟﺘﺸﻌﺮﻧﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ، ﺇﻥ ﺍلأﻧﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺗﺒﺬُﻝ ﺟﻬﺪﺍً ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ شعورية او ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻨﻪ.
" ﻣﻴﻜﺎﻧﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ "
ﻫﻲ ﺣﻴّﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍلأﻧﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺍﻭ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ بقصد ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ بقصد ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻧﻬﺎ بإﺧﺘﺼﺎﺭ ﺗﺴﻌﻰﻟﺨﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ.
إﻥ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﻫﻮ ﺃﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ "ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ" ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺼّﻞﻓﻴﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ " آنا ﻓﺮﻭﻳﺪ " ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ (ﺍلأﻧﺎ ﻭ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ) ﻭﻓﺼّﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﺳﻮاء لدﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻭ ﺍﻻﺧﺼﺎﺋﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺘﻐﺎﻓﻠﻬﺎ ﺍﻱ نظرﻳﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ.
ﺻﻨّﻔﺖ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ" ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭ لا ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ" ،ﻓﻨﺠﺪ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﻣﺜﻼً ﺣﻴﻠﺔ ﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﺠﺪ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺜﻼً ﺣﻴﻠﺔ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺻﻨﻔﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﻴّﻞ" ﺧﺪﺍﻋﻴﺔ " ﻛﺎﻟﻜﺒﺖ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ و ﺍلإﺳﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻜﺴﻲ،ﻭﺣﻴﻞ " ﻫﺮﻭﺑﻴﺔ" ﻛﺄﺣﻼﻡ ﺍليقظة ﻭﺍﻟﻨﻜﻮﺹ ،ﻭﺣﻴﻞ "ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻴﺔ" ﻛﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﺪ
ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺣﻘﺎً ام ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻭ ﻫﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؟
ﻧﺠﺪ ﺍﻥ ﻫﻨﺎك ﺣﻴّﻞ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺗﻀّﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻛﺎﻟﻜﺒﺖ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺇﻻ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ،ﻭﻧﺠﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻫﻮ ﻧﺎﻓﻊ ﻛﺎﻟﺘﺴﺎﻣﻲ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺑﻮﻟﻎ فيه.
ﺍﻋﺪﺍﺩ :ﺍﻛﺮﺍﻡ ﻳﻮﺳﺮﻱ