أخر الاخبار

المخدرات الإصطناعية: مخدرات النشوة و الأمفيتامينات





المخدرات الإصطناعية: مخدرات النشوة و الأمفيتامينات
 لقد كان شيئاً فارقاً في التاريخ الإنساني المختص بلمؤثرات العقلية يومئذ ثم إختراع أو إبتكار المخدرات الإصطناعية، فالعالم لم يعد بصدد مواد طبيعية، وإنما تعلق الأمر بترابطات من الجزيئات الكمياية المركبة لإحداث أمر منبه، تشكل هذه المواد السهلة الصنع و المتاجرة معضلات جديدة تعجز أنماط السياسة العامة أحياناً عن معالجتها.
يبدو أن الحد الفاصل بين الأدوية المؤثرة عقلياً و السلائف الكيميائية، والتي تعني هذه الأخيرة تلك المواد المستعملة لأغراض صناعية (مواد مستخدمة لأغراض صناعية كصناعة عطور و صناعة النفط و مواد الكميائية ) والتي بدورها يمكن إستفادة منها في صنع المخدرات، والتي تستعمل في أعراضاً أخرى، يبدوا الحد مبهماً إلى حداً ما، وصعب التمييز وهذا من حد نظر المستخدمين، وسرعان ما أدرك تجار المخدرات أنه يكفيهم تغيير جزيء واحد فيتحول تركيب منتج ما، وثم يتغير وضعه القانوني، وهذا دون فقدان أي من أثاره الرئيسية، ذلك هو سر تسميتها بلمخدرات الإصطناعية desinger drugs. (نيكول، 2005، صفحة 54)
و كخلاصة لكل هذا، تعتمد المنشاطات على المخ و الجهاز العصبي السمبثاوي في زيادة اليقظة و النشاط الحركي، وتعتبر الإمفيتاميناتAmphetamines منشطات إصطناعية، عكس الكوكايين والذي يعتبر كمنشط طبيعي،أو كمنشط الكافيين وهو أقلهم خطورة و الموجود في العديد من المواد كلقهوة.
نظرة تاريخية:
إن الأميفيتامينات ادوية منبهة، وقد باتت تستعمب في سياق ترفيهي أو بهدف تعزيز الأداء الرياضي و المهني، بعد أن كانت تستخدم سابقاً في المجال الطبي، تعد مخدرات النشوة أو
(م د م إ) mdma من الأمفيتامينات، إذ صنعت لأول مرة عام 1912 في إطار البحث عن منتجات جديدة لقطع الشهية، ولكنها لم تستثمر تجاريا بسبب أعراضها الجانبية.
وفي  سنة 1927، تم إنتاج أول نوع من الإمفيتامينات تحى مسمى البنزيدرين Benzedrine ، ، وبعده بفترة وجيزة تم إنتاج أنواع أخرى منها .
في مطلع الثلاثينيات كان يوصف البنزيدرين كمركب يتم إستنشاقه لتخفيف إنسداد الأنف، إلا أن الأفراد إكتشفوا تأثيره المنبه،  وهو ما جعل الأطباء يصونه كنوع من أنواع علاج إضطراب الخفيف،  ويدرجوه ضمن صنف الإمفيتامينات،  وفي الحرب العالمية الثانية كان يتم تزويد الجنود بالإمفيتامينات للتخلص من التعب و الإجهاد. (شويخ، 2017، صفحة 594)

و في الستينيات الميلادية، إستعمل الجيش الأمريكي مخدرات النشوة لتعزيز يقظة الجنود، ومن ثم إستخدمها إختصاصيو العلاج النفسي في السبعينات لمساعدة مرضاهم على تحسين تواصلهم مع الأخرين.
بدأت في الوقت ذاته حركات ذات توجه صوفي في تناول هذه المخدرات سعياً منها لتغيير الحالة الوجدانية (حركة العصر الجديد new age ) ، ومن ثم باتروج بين شباب الأمريكي كعقار ترفيهي، وقد ظهرت في أوربا وتحديداً في بريطانيا وذلك في موزاة تاريخية لما كان يوجد في أمريكا عام 1985 ، وصنفت في العام 1986 في فرنسا كمادة مخدرة، وقد إنتشر منذ ذالكم الحين تعاطي الأمفيتامينات بيت الشباب وبخاصة السياق الأحتفاليـ مقترنة في أحياناً كثيرة بموسيقى التكنو. (نيكول، 2005، صفحة 54)
ألية عمل الأمفيتامين و تأثيره على الصحة
إن الأمفيتامينات (سبيدspeed، أيس ice، أو كريستلcristal )منبهات نفسية بالغة التأثير، كما تسبب إضطربات نفسية تؤدي إلى فقدان الشهية و إنخفاظ وزن الجسم، وهي تأتي في صورة مسحوق (للشم) أو حبوب(للبلع).
 تقوم الإمفيتامينات بأنواعها المختلفة مثل البنزيديرين و ديكسيدرين  dexedrine، والميثدرين بإحداث تأثيراتها تلك عن طريق التسبب في إفراز النورأدرينالين و الدوبامين، ومنع إعادة إمتصاص هذه الموصلات العصبية،  ويتم تناول الإمفيتامينات عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد و التي من شأنها ان تؤدي للإدمان،  وتكون درجة اليقظة عالية،  كما تنخفض الشهية و زيادة في سرعة نبضات القلب،  و إنكماش الأوعية الدموية في الجلد و الأغشية المخاطية، فيصبح الفرد يقضاً منتشياً و شارداً، ويكون مغموراَ بطاقة لا حدود لها و ثقة في النفس، إلا أن الجرعات العالية منه قد تجعل الفرد هائجاً عصبياً ومرتبكاً، بالأضافة لأعراض أخرى منها الخفقان ونوبات الصرع، والترنح، والميل للنعاس، وفي أحياناً أخر يميلون المتعاطون لها للعدوان،  وإذ تم تناولها لفترات طويلة،  قد يبدو متعاطيها في حالة تشبه البارنويا أو الفصام. (شويخ، 2017، صفحة 594)
ويظهر التحمل لهذه المادة بشكل سريع، ولذا يحتاج متعاطيه الى المزيد منه.
تثير الأمفيتامينات لدى متناولها شعوراً بأن صاحبها لا يهوم، ونوباتها تكون لساعات ولكن يكون الإنحدار فيها أشق(نوبات جزع، حالة إكتئاب، ونوبة تشنج)، ويمكن أن يسفر التعاطي المستمر على تدهور عام نتيجة نقص التغذية و الإرهاق الناجم عن السهر المستمر، كمل أن لبعض الحالات إضطربات نفسية خطيرة(ذهان، خيلاء العظمة).
تشتق مخدرات النشوة من الأمفيتامين، وهي منبهات نفسية في المقام الأول، ذلك أنها تعطل المثبطات الاجتماعية، مولدة لدى المتعاطي شعوراً بلحرية وبقدرة معززة على التواصل، وتتوافر مخدرات النشوة في صور حبوب متباينة التركيب، كما أنها متفاوتة التجريع وكثيراً ما تحتوي على مواد أخرى مثل الكافيين و الكيتامين و الإفدرين.
ترفع مخدرات النشوة ضغط الدم، كما تسرع نبض القلب بلإثارة شعور بالأسترخاء و الراحة، وهي تمكن من بذل جهود بدنية مطولة قد تنتهي بالإصابة بالجفاف.
ونلاحظ فيي عدة حالات وخلال الأيام التالية لتناول مخدرات النشوة إنتقالاً إلى حالة من الفراغ ونوبات قلق قد تصل إلى حالة إكتئاب متفاوتة الشدة، ويمكن أن يؤدي التعاطي المستمر إلى تغيرات جسيمة في المزاج و إضطربات نفسية بالغة وغير منقطعة. (نيكول، 2005، صفحة 56)
يختلف وقع مخدرات النشوة بإختلاف الجرعات المتناولة،وتركيب الحبوب، فضلاً عن المواد الأخرى التي قد يتعاطاها المرء مع المخدرات (الكحول أو الأدوية) ومدى قابلية المتعاطي للتأثر، والجدير بالذكر أن تناول الكحول أو أي من المؤثرات العقلية الأخرى مع الأمفيتامينات أة مع مخدرات النشوة يزيد من خطورتها.
وقد سجلت حالات وفاة إثر تعاط مفرد في حالات نادرة جداً، ولا يؤدي تناول مخدرات النشوة إللا إعتماد بدني حتى ولو أنه لوحظ ظهور إعتماد نفسي عليها، وهيا تتسم بسمية عصبية، ولكن أثارها بعيدة الأجل لاتزال محل جدل، فقد ذهبت بعض الدراسات الأمريكية إلى إحتمال تحلل الخلايا العصبية، على تحو لا تهلم إن كان عكسياً، بحيث يصاب المتعاطي لاحقاً بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون أو الزهايمر، ولا تزال موثوقية هذه الدراسات موضعاً للجدل إلى اليوم.
و الميثامفيتامين وهو أحد مشتقات الإمفيتامينات، وهو باتالي له نفس أساليب الإستعمال، و نفس الأعراض الحاصلة عند تناول الإمفيتامينات، و يؤثر سلباً على منطقة صنع القرار في المخ. (نيكول، 2005، صفحة 57)
 الوقاية و العلاج
  لا تؤثر حملات الوقاية كثيراً في شريحة متناولي الأمفيتامين وحبوب النشوة، فشريحة مستهلكي هذه المواد لا تمثل سوى إثنان شخص من كل مئة طلب من طلبات العلاج لدى مراكز العلاج المختصة في الإدمان. (نيكول، 2005، صفحة 58)
وقد طورت برامج وقائية بخصوص هذه الفئة، وهذا بالتعاون مع الجمعيات الإنسانية و جمعيات المستخدمين الذين يرتادون حفلات التكنو، سنحت هذه البرامج بنشر رسائل الوقاية غضلاً عن توفير المياه و المواد المعقمة و أماكن للراحة، ولعل الأهم من ذلك أنها سمحت بتصحيح الصورة الإيجابية التي تتحلى بها حبوب النشوة، و التعريف بحقيقة الأخطار التي تنطوي عليها هذه المخدرات، وتقديم المساعدة المخصصة للفرد، ومن جهة أخرى فإن إجراء إختبار المنطوي على تحليل التركيب الإجمالي للحبوب المستهلكة لا يزال موضع جدل، لكنه على الأقل أتاح الإحتكاك بالشريحة المعرضة للخطر في الوقت الذي يلاحظ فيه عدم إكتراث السلطات العامة بها، و يتعذر القيام هته السنوات القيام بإجراءات وقائية خصوصاً أن أماكن التعاطي إنتشرت بكثرة، وأصبحت أكثر تمايزاً من ذي قبل. (نيكول، 2005، صفحة 58)





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-