وذكر مجدي عبيد (1981، 89 ) أن التوافق مصطلح بيولوجي فى الأصل، وكان دارون
يعنى به "قدرة الكائن الحى على التلاؤم مع الظروف البيئية،، فعندما تحدث فى
البيئة تغيرات ضخمة ومفاجئة يكون على الكائن العضوى أن يواجهها بتغيرات ذاتية
التشكيل Autoplastic أو بتغيرات بيئية التشكيل Allopathic إن كان له أن يستمر فى البقاء، إذا ما فشل
الكائن العضوى على الرغم من هذه التغيرات الذاتية والتغيرات البيئية فى أن يتلاءم
مع تغيرات بيئية كان عليه أن ينقرض ويختفى من الحياة، ثم دخل مفهوم التوافق بعد
ذلك إلى مجال علم النفس وأصبح يستخدم لتفسير السلوك الاجتماعى وأصبح أكثر اتساعاً
بحيث شمل كل ما يقوم به الفرد من سلوك تلاؤماً مع بيئته وحتى أصبحت العملية
التوافقية بمثابة العملية المحورية فى علم النفس بعامة والصحة النفسية بخاصة، ذلك
إلى الحد الذى جعل (Mun) يعرف علم النفس على أنه "العلم الذى يدرس ويهتم عمليات
التوافق العامة للكائن فى بيئته".
التوافق النفسى:
ويعرف التوافق النفسى
بأنه عبارة عن الرضا عن الذات وإشباع الدوافع والحاجات النفسية لدى الفرد كما أنه
يتضمن القدرة على التعايش مع البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد وتكوين علاقات
اجتماعية ناجحة مع الآخرين والقدرة على مواجهة مشكلات البيئة التى تعترض الفرد
بشكل ناجح.
يعرف عبد الوهاب كامل
(1988) التوافق بأنه يمكن الاستدلال عليه من خلال الاستجابات على التوافق (الذاتى
– المنزلى – الاجتماعى – المدرسى – الجسمى) بقائمة تقدير التوافق للأطفال الصم
والتى أعدها واقتبسها من مقياس الرتب لتقدير سلوك الأطفال لراسل ن. كاسل وقد نشرته
هيئة الخدمات النفسية الغربية W.P.S..
ويعتبر
بعض الدارسين التوافق مظهراً هاماً وخاصية أساسية من خصائص الصحة النفسية وفى ذلك
تشير حنان عبد الحميد (2000، 32) ، إلى أن الشخص المتمتع بالصحة النفسية يتميز
بعدة خصائص وهى:
1-
فهم
الذات: ونعنى بها القدرة على معرفة الذات، وحاجاتها وأهدافها.
2- وحدة الشخصية: وهى الأداء الوظيفى الكامل المتناسق للشخصية جسمياً
وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً والتمتع بالنمو والصحة.
3- التوافق: ونعنى به التوافق الشخصى (الرضا عن النفس)، والتوافق
الاجتماعى.
4- الشعور بالسعادة مع النفس: والذى يتبدى فى الإحساس بالراحة والأمن
والطمأنينة والثقة ونمو مفهوم إيجابى نحو الذات وتقديرها.
5- الشعور بالسعادة مع الآخرين: والذى يشمل حب الآخرين والثقة بينهم،
والقدرة على إقامة علاقة اجتماعية والانتماء للجماعة.
6-
القدرة
على مواجهة مطالب الحياة: والتى تتمثل فى النظرة السليمة الموضوعية للحياة
ومطالبها ومشاكلها اليومية، والعيش فى الحاضر والواقع، والسيطرة على الظروف البيئية
كلما أمكن التوافق معها.
من مذكرة:SERRY MOHAMMAD RUSHDY SALEM