المعالجة بالكتابة
في الصباح العذب، لا شيئ أجمل من ان تبدأ يومك بجسم نشيط و عقل خال،و صافً من المشتتات.
و إن المشتتات كثيرة كالأفكار او المشاعر او حتى بقايا ذكريات مؤلمة و غير سارة من شانها ان تعيدك فوراً للنوم ..و لكن مع وظيفة العقل الدائمة التي تجعله دائم التفكير و العمل يكاد يكون جعله صافياً امرا صعباً ان لم نقل مستحيلا فكيف السبيل الى ذلك ؟؟؟
...
احدى اهم السبل لذلك هي الكتابة او ما يطلق عليها بصفحات الصباح و هي ان تقوم بالكتابة صباحاً بمجرد ان تصحو من النوم أ و انت شبه نائم .
وذلك بمقدار 3 صفحات ،و هي بذالك تعتبر احدى طرق ووسائل العلاج النفسي الذاتي التي يلجأ إليها البعض لتجنب الدخول في دوامة الروتين ، أو التفكير غير منقطع.
قرأت كثيرا عن هذه الطريقة او لنقل هذه التقنية فقد شد إنتباهي الكم الهائل من الفوائد والمنافع التي نحصل عليها بمجرداعتماده فقمت بتجربته على ذاتي ...فكان
في اليوم الاول كان الامر صعبا نوعا ما ان لم اقل محرج و مثير للسخرية لاني انا خاصة لم اعتد البوح و الافصاح و الانسان عامة يميل لإخفاء و قمع بما يؤلمه ,كما اني لطالما كنت الطرف المستمع في معظم حواراتي .كان عقلي يعج بالأفكار و في نفس الوقت لم استطع تحريرها فبدأت بما حولي اتامل محيطي فكان مما كتبت عنه تذمري من الحرارة و من الرطوبة ,لخبطات و اشكال غير مفهومة ,مشاعر (توتر,قلق,خوف ...)كان كلاما مبعثرا غير مفهوم بخط ليس مفهوم و كأني حتى عند افصاحي لأتخلص منها اتعمد الاحتفاظ يبعضها لي ,كتبت و في كل سطر كنت اكمله كنت اقترب من ذاتي اكثر كانت الكتابة نوعا ما من التعري و الانكشاف نعم فقد بدأت اكتشف نفسي و ذاتي من انا ؟؟؟
ففي الاخيرما نحن إلا افكار و معتقدات , وجدتني كتبت عن اشياء كانت تثقل كاهلي كثيرا لم يكن ممكنا البوح بها لأحد و في نفس الوقت ارهقني كتمانها فلا هي تنفع للمشاركة و لا للكتمان ثم بدأت استرسل تلقائيا في الكتابة و بدا سيل افكاري يتجسد على الصفحات .لمن يود تجربتها بل اني انصحكم بشدة ان تجربوها اقول لكم بأنك لست مجبرا بكتابة 3 صفحات في المرات الاولى بل يعد كتابة بعض السطور او حتى الشخبطات كافيا ثم بعدها عليك بشراء دفتر اكبر فلست متأكدة ما ان كانت 3 صفحات ستكفيك .بإمكانك ان تكتب عن مشاكلك ,همومك,شغفك,هدفك,اي شيء يخطر ببالك حتى لو كان غبيا او تافها او سخيفا فحتى التافه يشغل حيزا في عقلنا .بالكتابة تأخذ دور المراقب في حياتك فتتجرد لحظيا من المسؤولية مما يسمح لك بالنظر للمشكل بموضوعية اكثر دون تضخيم او تهويل للموضوع و في نفس الوقت تعتبر منفذا و سبيل للتصالح مع النفس و الواقع من خلال معرفة ان المشاكل و العراقيل جزء من هذه الحياة و لا سبيل للتخلص منها سوى بعيشها دون مقاومتها فمقاومتها تجلب المزيد منها فما عليك سوى التسليم و التقبل و كأنك تتجاهلها ..ثم بعدها مصيرها الزوال مثلها مثل المشاكل التي حلت بنا من قبل لكننا تجاوزناها.اما بالنسبة لمن لا يستطيع الكتابة صباحا لضيق الوقت فبإمكانه تحميل تطبيق يساعده في ذلك .
كما ينصح الاطباء النفسانيون عادة بالكتابة صباحا لان ذلك يعتبر بمثابة تفريغ للطاقة و تنفيس ,اما مساءا فهي بمثابة مراجعة لليوم و كأنك تقوم بحفظ و تثبيت تلك الذكريات بدل التخلص منها.