الصيام و الصحة النفسية
![]() |
الصيام و الصحة النفسية |
للصوم فوائد متعددة و متباينه فبالرغم من فوائده الجسمية و الاخلاقية الا ان هناك ملمح آخر يعتبر مجهول الهوية للبعض الا وهو اثر الصوم و انعكاسه على النفس البشرية.
الصيام و الصحة النفسية
يعد الصيام عامل مهم في معالجة حالات نفسية و عصبية، كسرعة الإستثارة و التهيج و التوتر، و عدم الاستقرار و الانفعال العنيف في المواقف الهادئه و غيرها، و يمكن للصيام ان يشفي او يخفف من هذه الحالات الى درجة كبيرة، و بالتالي تكسب الصحة النفسية قوة للنفس تندحر امامها حالات الإكتئاب و القلق و الفصام بل و كل الامراض النفسية التي تؤدي الى قرحة في المعدة و ارتفاع ضغط الدم الجوهري و الربو و فقدان الشهية و غيرها.
وهكذا يكون الصيام دواء ناجعاً للقضاء على ما ينغص حياة الانسان من عواطف هدامه و هموم، فالهم يجرد النفس من الطمأنينة النفسية و الصيام المثالي يثبتها.
الانعكاسات النفسية للصيام
هناك ثلاثة محاور تدور حولها انعكاسات الصوم على الصحة النفسية :
- الشعور بالسعادة
يشعر الانسان بالسعادة عندما تزول عنه الضغوط الخارجية و الداخلية، فالانسان يشعر بالضغوط الداخلية بسبب صراعاته الذاتية و تقلباته المزاجية بسبب اختلاط الخير بالشر داخل نفس الانسان، و يأتي الصيام لتخفيف او تهدئة هذا الصراع، لان جانب الخير يشرق و يعلو فيتضاءل بجانبه جانب الشر في نفس الانسان فيحدث للانسان شعور بالاستقرار و التوازن فتزول عنه الضغوطات الداخلية، فإذا ما سكنت روحه و استقرت اصبحت تتعامل مع الضغوط الخارجية بحكمة البحث عن الحل و عن المخرج.
- الخلو النسبي من مظاهر الاضطراب السلوكي
اذا نظرنا الى فضيلة الصوم نجدها تحقق هذا المحور - الخلو من مظاهر الاضطرابات - لان كيان الانسان ما هو الا جسد و روح، و كل الاضطرابات منشأها الصراع بين دونية الجسد و سمو الروح، و الصوم يقوم بتهدئة هذا الصراع لانه يقوض نوازع الجسد بغرائزه و شهواته فتنطلق الروح و تسمو و تصفو بأخلاقها السامية الرفيعة عند ذلك تتنزل السكينة و الطمأنينة على نفس الانسان فتستقر فيه نوازعه نحو الاضطراب
- الكفاءة في القيام بالادوار
يربي الصوم داخل الانسان مفهوم الإرادة داخل النفس فيصبر و يتحمل و يجاهد نفسه هواها لتحقيق الاهداف الصحيحة الناجحة و هذا هو ما ينعكس في النهاية داخل الفرد انه اصبح صاحب كفاءة في القيام بأدواره.
فالصيام الحقيقي يكون في النفس طاقة و إرادة و همة و يقظة و صبراً و حلماً و وقاراً و هدوءاً و صدقاً و وفاءً و حياءً من الله حق الحياء، و يغذيها بالتقوى، و يعودها على النظام، و يغرس فيها حب الإخلاص و الإعتراف بفضل الله و الاجتهاد في مرضاته بالعبادة الخالصة و السلوك الحسن و المعاملة الطيبة و الحرص على اعمال البر و ما الى ذلك.
و كل هذا من شأنه ان يغمرها بالسلام و الطمأنينة و يزودها بطاقة مولدة للنشاط و يحفزها على العمل و الإقدام و يسدي اليها اكبر عون على الاستمتاع بالحياة و التطلع الى مستقبل افضل لا تعكر طمأنينته كل التقلبات.
اعداد: ايمان هاني
المراجع :
فلسفه الصيام /رابح محمد العوبي
معجزه النفس /محمد صالح
العلاج بالصوم / د. محمد غانم