أخر الاخبار

الأمل المرضي

الأمل المرضي

 


~بمجرد سماع كلمة " الموت "، نشعر بالخوف، ولا يمكننا تخيل موت شخص قريب إلينا، لكن ماذا لو وقع الموت حقا!؟ ماذا سنفعل وكيف سنتصرف!؟

 

إن التعامل مع هذا الحدث يختلف من شخص إلى آخر، وتختلف درجته من شخص إلى آخر أيضا، ففي أي لحظة قد تفقد فردا من الأسرة، أو حيوانك الأليف، أو صديقك المقرب... لأن هذه الأمور غالبا تحدث فجأة دون سابق انذار.

 

بعض الغياب يؤثر بنا لكن ماذا عن غياب إلى الأبد، كيف سنتعود على الفقد والغياب؟؟! وكيف سنتقبله!؟

وقبل الإجابة عن هذين السؤالين، سنذكر مرحلتين  يعيشهما الفاقد أول يوم الفقد.

 

الصدمة

:  في هذه الحالة يدخل الشخص الفاقد في نوبة صدمة، ولا يصدق أي شيء مما يحدث أمامه، ويحاول تكذيب الحادثة بأي شكل من الأشكال، لأن الدماغ هنا يكون مشوشا ولا يستوعب ما يحصل والذي لم يكن متوقعا، وفي كثير من الأحيان قد تصاحب هذه الحالة نوبة انهيار عصبي وبكاء وإغماءات، وأحيانا لا قدر الله، الموت لأن درجة التعامل مع حادثة الموت تختلف من شخص إلى آخر فهناك من لا يستحمل الصدمات وبالتالي تحدث له سكتة قلبية.

 

الحزن الشديد

:   في هذه الحالة يكون الفاقد قد مر من حالة الصدمة إلى حالة الحزن الشديد أو البارد، ويعني الاستسلام التام للحزن والألم.

 إن عدم استيعاب ما يحصل يثير القلق وبعض الآلام في الجهاز العصبي والرأس، وفي بعض الأعضاء...

 

في هاتان الحالتان قد يكون لهما آثار سلبية على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان، لذلك علينا أن نؤمن بأن الموت لا مفر منه، وأن البكاء الكثير لن يعيد مفقودنا للحياة، ماذا سنفعل، هذا مصير كل البشرية، وكل الكائنات الحية..

 

تجربة (الفقد أو موت شخص قريب إليك) من أصعب التجارب التي قد يعيشها الإنسان في الحياة، ولذلك علينا أن نعيش الألم كي نواصل الحياة، أن نعيشه لحظة لحظة بانكسار وإيمان بأننا لن نرى ذلك الشخص مرة أخرى في الوجود، وأن ندخل إلى دماغنا أن ذلك الشخص غادر الحياة شئنا ام أبينا، لن يعود ولن نستطيع إسترجاعه، وهكذا نقتل الأمل في رؤيته إلى الأبد،..

 

علينا أن نعيش الحزن يومين أو ثلاثة على الأكثر، ثم بعد ذلك نقوم بإلهاء دماغنا عن التفكير، لأن الألم يجلبه التفكير، وفي الأصل لا يؤلم الموت لأنه حالة طبيعية مآل جميع الناس، الذي يؤلم هو الحنين، الحنين إلى رؤية المفقود أمامنا، وهذا الحنين تشحنه الذكريات، وأحيانا  يقوم الدماغ بتصوير هذا الشخص المفقود أمامنا ويخيل إلينا كأنه حقيقة، هذا من فعل الدماغ،...

ولكي نتجاوز هذه المحنة كما سبق الذكر، علينا أن نسرق انتباه دماغنا، باستخدام الحواس، كمشاهدة الأفلام، والسفر لفترة معينة، السماع للقرآن الكريم أو الموسيقى، ضرورة مساندة الأصدقاء أو العائلة، ولا بأس في استشارة طبيب أو مختص نفسي للمساعدة على التعامل مع هذه المحنة...

 

 

أمل بنعلوش
🌹


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-