أخر الاخبار

الإستبصار أهم من الإصغاء

 الإستبصار أهم من الإصغاء

نصيحة للمتدخل المسعف نفسياً لضحايا الكوارث  في شكل تنبيهات..



اقصد هنا بالإستبصار النابع من القلب عن طريق العينين.. لأننا قد نجد الإستبصار النابع من القلب عن طريق الأذنيين سواء عند المبصر او الغير المبصر.. 

نقصد بإستبصار ذلك المتضرر المصدوم الذي تقل عنده الألفاظ و التعبير بالكلمات، و إن حدث ذلك فهذا التعبير لن يترجم سوى ٧٪ مما يريد البوح به، و إن تحدث فإن الحديث ماهو سوى تكرار لما حدث و اذا اردنا ان يكون حديثه شافي لابد ان يكون مرافق لانفعالات مناسبه من البكاء و العوارض الفيزيولوجيه، وإذا لم تظهر هذه الإنفعالات التي تتطلب إستبصار لن نكون أمام هدف التشافي الذي يتطلب وقت و تفهم و تقبل و حب.

الإستبصار الذي نقصد به هو الرؤية الشاملة و الماسحة لمجال الحدث الصادم أو الكارثة من معرفة الطاقة الحيوية في إنخفاضها حد الموت و النهاية الدنياوية و هنا لا يتطلب السرعه بالتدخل، إلى حد الطاقه الحيوية المرتفعة عن الحد المعقول و التشووش و هنا لا بد من السرعة القصوه بالتدخل لكبح المزيد من الضحايا و الكوارث، و هنا يتطلب تدخل فئات أخرى كالحماية المدنية و الأمن و الأطباء و كل من يملك حكمة التدخل، إلى إستبصار الطاقة الحيوية المعتدلة من تعبيرات ردود فعل الصراخ و البكاء، و هنا لابد من إعادة الإطمئنان و التهدئة و مرافقتهم بمرافقة حانية غير مشروطة او ذاتية، الى إستبصار الطاقة الحيوية المعدومة كالذهول و عدم الحركة و القول و الفعل و هنا لابد من التدخل النفسي المبكر و المتابعة و الاستمرارية في المتابعة بهدف الإسعاف النفسي الحيوي و إعادة الطاقة الحيوية الى معدلها الطبيعي من لذة النوم و الأكل و إلاهتمام بالحياة و الأهداف الخاصه، إلى الإستبصار لمحتوى الكلام الذي قد يكون كثيف و مسترسل لكن محتواه ما هو الا هروب و تجنب للحدث بحد ذاته، و هنا كذلك لا بد من تدخل نفسي إسعافي لعدم إستقرار هذا النوع من التجنب و عدم ايجاد التعبير الكافي الذي قد ينفجر في سنوات لاحقه إما باعراض جسدية او سلوكات اجتماعية او افكار متطرفة .


يتبع


اعداد : د. فاطمة الزهراء بن مجاهد.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-