أخر الاخبار

اهمية ان تدرك ماتعتقد به وتحارب لاجله نفسيا

 حقيقة ما تؤمن به !

اهمية ان تدرك ماتعتقد به وتحارب لاجله نفسيا


في كتاب يوفال نوح هراري ((العاقل)) ناقش الكاتب تطور الانسان العاقل ((homosapien))

وكيف انه لتستطيع التحكم بعدد كبير من الناس تحتاج ان تعطيهم خيال وقصة يصدقونها ،واشار الكاتب على مثال شركة ((بيجو)) للسيارات وكيف انها اصبحت كيان مستقل واسم متعارف عليه بالعالم يتهافت عليه الناس لشرائه بيد انها موضوعيا غير موجودة، انما هو كيان مفتعل او قصة تم انشاؤها وصدقها الملاين وامن بها حتى غدت من افضل الشركات المصنعة للسيارات .


● اذا ماحقيقة مانؤمن او نعتقد به؟

ناقش الكاتب ان اغلب مانعتقد ونتمسك به من قصص هي خيالات موضوعياً غير موجودة لكن نحن البشر صنعناها كي نتمكن من التعايش ضمن هذا العدد الهائل من البشر، وحتى إن ذكرنا حقوق الانسان هي عملياً غير موجودة كمصطلح علمي انما هي قصة اخترعها البشر لضمان القدرة على التعايش فيما بينهم .

وهذا الكلام ليس بالضرورة للهجوم على معتقداتنا وايماننا الراسخ بقصص او خيالات احببناها واحببنا الاندماج معها بسبب ما اعطتنا من اهمية وشعور بالانتماء لمجموعات نعتقد بانسانيتها وفائدتها للبشر.

لولا الخيال والقدرة على ان تروي قصة وتجعل اكبر عدد من الناس يصدقها ويؤمن بها لما كنا نرى اليوم الاعداد الهائلة من البشر مجتمعة تحت راية موحدة على رأي واحد ، وقد تختلف بالطبع الاراء والاعتقادات نظرا لتنوع الاحتياجات والمصالح،وهذا لاينفي حقيقة اننا كبشر بحاجة لهذه القصص كي نصدقها ونستطيع التعايش معاً، لاننا لولاها لكنا لليوم في صراعات اكبر للبقاء وما كان هذا العدد الهائل من البشر قد وجد يوما .

تخيل ان مع وجود هذه القصص والخيالات والمسميات والمؤسسات التي اخترعناها ولايزال هناك حروب وصراعات لإثبات الرأي واثبات اعتقاداتنا وهذا يشمل اصغر الحروب التي تدور بين افراد العائلة الواحدة ،والذي بدوره يدل على ضرورة النفسية للانتماء لجماعة او فكرة او مؤسسة!

ان اشد رغباتك الشخصية هي بالضرورة مبرمجة من قبل قصة او مؤسسة او ما وجدت عليه اباؤك ،وهذا مايبرر اختلافات الثقافات بطرق تعايشهم وطرق استمتاعهم بناءً على مايندرج في ثقاقتهم الام!


●اشار ((يوفال نوح هراري))

على اهمية الوعي الانساني على ادراك كيف تطورت القصص والمؤسسات، وعلى انك بحاجة لكي تقنع الملايين من البشر ان تخلق لهم قصة غير موجودة ولها تبعات غير التي يرونها بأعينهم وتجعلهم يعتقدون بها ويحاربون لاجلها هكذا سوف تطوع الملايين ليخدموا قضيةً ما بشرط ان تقدم لهم قصة معقولة .


●اهمية ان تدرك ماتعتقد به وتحارب لاجله نفسيا:

وهذا هو اهم جزء في المقال إن حقيقة اننا كبشر نريد قصص نؤمن بها لاتنفي فائدة هذا الامر في التطور البشري ،ولكن ماحقيقة ماتؤمن به وتدافع عنه؟!

 هل جربت ان تتمعن بجميع وجهات نظرك؟ 

هل اقدمت يوما على التجروء والبحث خلف دوافعك وإقدامك على الدفاع وتبني اموراً بعينها !

ما مدى صدقك مع ذاتك في انك تؤمن بأهمية قضيتاً ما او رأياً ما !

نحن بحاجة بالتاكيد للايمان دائما وابدا بشيء ما وتلك طبيعتنا البشرية التي فطرنا الله سبحانه وتعالى عليها ، ولكن يجب دائما ان تبحث في حقيقة ايمانك واعتناقك لرأي اياً كان هو وواجبك تجاه نفسك ان تبحث في مكنوناتك وتفند وعيك لتعرف حقيقة دوافعك وحقيقة ماجعلك تقدم على تبني هذا الرأي والمحاربة لاجله ،وان تكون ذو خبرة في معرفة القصة الحقيقة وراء ماباعوه لك من اوهام هل هي تخدم وعيك الانساني والبشرية بحق ام هي مجرد هراءات لمصالح شخصية!

__ بقلم: خلود ابوارشيد

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-