أخر الاخبار

الانماط السلوكية المدمرة

 _الانماط السلوكية المدمرة .



يتماثل الناس أجمعين فى طبيعتهم ، لكنهم يختلفون فى العادات التى يكتسبونها.

-- كونفوشيوس.

إن مايبني شخصياتنا هو عاداتنا التي نكتسبها ونمارسها يوميا من روتين وطرق تفكير ، وحديث مع الذات... إن سلوكياتنا اليومية مهمة جدا لثقل الشخصية وتأسيس مهارات جيدة لنستطيع التعامل مع صعوبات الحياة وكما يوجد عادات جيدة يوجد عادات سيئة وانماط سلوكية نكتسبها إما بالتعود او بعدم الانتباه والوعي بأننا نمارسها فتصبح عادة مكتسبة لنا ...

إن الانماط كثيرة ولها اشكال متعددة اليوم سنتحدث عن ثلاثة انماط مدمرة للذات سنركز عليها ونعالجها ونرى ما اسبابها وكيف نتخلص منها وسوف نضع خطط بديلة نمارسها بروتيننا اليومي لعلى و عسى أن نخفف من تلك الانماط المدمرة ...

--- الانماط :

١_ الديمومة : إن الديمومة هي النظرة التي نلقيها على المشاكل او الضغوطات التي تجلعنا ننظر لها نظرة بأنها مشكلة دائمه وسوف تلازمنا طوال الوقت ولن تنتهي وهي مأخوذة من كلمة دائمة ... مما يزيد من حدة المشكلة وفكرة ان هذا الوقت لن يمضي ويؤدي هذا النمط للشعور بأن جميع مانفعله سيبوء بالفشل فقط لأننا ننظر لمشكلتنا بنظرة الديمومة ..

إن نظرة الديمومة خطرة لأنه بطبيعة الحال الحياة متغيرة ومتقلبة وكذلك الضغوط والمشاعر وأن مايؤذيك او يؤلمك اليوم ستنساه غداً فلا تظن أن مهما عظمت مشاكلك وكبرت انها دائمه او ستبقى للابد جميع المشاكل والضغوطات تحمل خاصية المؤقت ايّ انها مؤقتة لحظية وستزول وطأتها بمرور الوقت إن طال او قصر .


٢_ الإعتماد على الاخرين :

إن المساعدة والتعاون مطلوبين في الحياة بعدة مجالات بل ان اساس الحياة يقوم على التعاون بين البشر ...

لكن تكمن المشكلة وتصبح الاعتمادية خطرة عندما لانكون مؤهلين بالاصل على الاعتماد على ذواتنا بالمركز الاول ،اذا الاشكالية هي بالاعتماد المفرط على الاخرين في الحاجات والمشاعر في جميع مجالات الحياة ،وعدم قدرتنا في البداية على تحمل مسؤليات حاجاتنا ومشاعرنا وإعتماديتنا المفرطة على الاخر في تلبية حاجتنا وعدم بناء مسؤولية ذاتيه هذا نمط خطير ويجب التخلص منه لأن الناس ليسو مسخرين لي دائما لأنني إن لم اتعلم حمل مسؤوليتي والتعامل مع مشاعري وحاجاتي بالمركز الاول فكيف لهم هم ان يتحملوها ... 


٣_الكلمات المدمرة: 

إن توجيه كلمات مدمرة لذاتك والاستمرار في جلد ذاتك وتوجيه النقد اللاذع في كثير من الامور يؤدي لإضعاف ثقتك بنفسك وعدم راحتك لتواجدك مع نفسك وستصبح تبحث عن الإمداد الايجابي من الخارج لان نفسك  ستكون هي اسوء صديق يرافقك بسبب كثرة اللوم والنقد والجلد ، إن توجيه النقد الدائم للذات يجعلك تشعر بأنك انت هو المشكلة الاساسية وانك انت هو بؤرة المشاكل بعينها  وان شخصيتك هي العيب وهي المشكلة وهذه المشاعر  وهذا السلوك يؤدي بنا للشعور بالارتباك فكيف لك ان تغير حياتك وانت ترى نفسك بهذه النظرة وتوجه اللوم لها بهذه القسوة .


--إعادة تأسيس انماط جديدة :

احسن التغييرات وأبقاها هي التي يرجع إلى تحسّن الأخلاق والعادات لا إلى هزه عنيفه أو ثوره جامحه !

--الكسندر بوشكين.

حتى نحاول التخفيف من هذه العادات السيئة ولجمها وترويضها نحتاج لممارسة سلوكيات مختلفة وان يكون لدينا الوعي والنية الحقيقية والارادة على تغيير هذه العادات ووعينا ان هذه العادات ليست سوى عادات مدمرة للذات ودمرت ماضينا ولن نتركها تدمر حاضرنا ومستقبلنا ..


اولآ :عليك ان تبدأ بالوعي ومراقبة ذاتك كيف تتحدث معها وان تلاحظ المواقف التي تنتقد ذاتك بها وان تستبدل لغة الحوار مع نفسك بدلا من اللوم والجلد، بالقول انا بشر ومن الطبيعي ان اخطاء والمرة المقبلة سأحاول قدر الامكان ان اصحح الموقف بالسلوك الصحيح، وان اتكلم بإيجابية مع عقلي الباطن قدر الامكان .


ثانيآ : وضع خطة طويلة الامد وخطة قصيرة الامد ووضع الاهداف من الاصغر للاكبر ،وتطوير مهاراتي بالقراءة والكتابة وممارسة هوايتي المفضلة، والاستماع لأشخاص خبيرين بهذا المجال او اشخاص كانو يعانون من نفس هذه المشكلة وتغلبوا  عليها 

ثالثاً : إن الوعي وإدراك انه ستحصل بعض الانتكاسات مهم جدا كي لانشعر بخيبة الامل وان الامر غير مجدي ، ومعرفة ان سلوكنا نابع من الالم والمتعة وان  الدافع الاول لسلوكنا هو الالم والمتعه فأن الاحاسيس التي نربطها بأفعالنا هي ماتحركنا في حقيقة الامر.. 

رابعاً : حلل نفسك .. حلل دوافعك ، مشاعرك ، انماط تفكيرك ، قيم حياتك ، قيم مرجعياتك ، فند الاشياء التي تتملكك من معتقدات وعادات وانظر لها وراجعها وحدد ماهو الشيئ الجيد وماهو الشيى السيء الذي ينبغي التخلص منه وتذكر انه لايوجد شخص يفهمك بقدر نفسك لذلك خطوة التحليل مهمة جدا لمعرفة خطتنا البديلة لعاداتنا وسلوكياتنا ، يمكنك ممارسة هذه الخطة مع نفسك من حيث الكتابة او ممارستها مع صديق او ممارستها  مع معالجك الخاص .


-- اخيراً كما ترى فإن مايقرر ماستصبح ليس مايحدث لك الان او ماحدث لك في الماضي بل إن قراراتك حول ماستركز عليه وماتعنيه الاشياء لك وما الذي ستفعله بشأنها هو مايقرر مصيرك النهائي .

-- بقلم : خلود ابوارشيد 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-