أخر الاخبار

‏الابتزاز العاطفي

‏الابتزاز العاطفي Emotional Blackmail

 ‏
‏الابتزاز العاطفي
‏الابتزاز العاطفي

 ‏سأبدأ بالتحذير لأن الأمر أكثر من خطير .. وقوعك في علاقة سامة

إن في حياتنا فئة من الأشخاص يسعون فقط الى مصالحهم ، واذا كانوا في علاقة ما سواء علاقة عمل أو حب أو صداقة .. فإن ما يهمهم وما يشغل آذانهم ، هو تحقيق أهدافهم وراحتهم باستغلال الطرف الآخر واستغلال عواطفه و خوفه ، وذلك بإثارة شعوره بالذنب لابسط الأشياء التي تبدو غير منطقية ، ولكنهم يعرفون جيدا كيف يجعلون الطرف الآخر ينسى أنه يمتلك جهاز يفكر بمنطقية بحيث لا يستعمل سوى عاطفته ، فيجد الطرف الآخر نفسه تحت رحمة المستغلين والمبتزين محطمين حدوده وتاركا نفسه لعبة لدى أشخاص لا تهمهم سوى مصلحتهم .


- هؤلاء الأشخاص المبتزين قد تجدهم يمثلون دور المثير للشفقة وذلك ليلمسوا أوتارنا الحساسة ، أو قد يثيرون خوفنا أو يشعروننا بالذنب لما سيحصل لهم ان لم ننفذ رغباتهم ، علاقة غير متزنة ومتكافئة ، تجعل الشخص دائما هو المضحي المستسلم الذي ينفذ والذي يقع تحت السيطرة ، سواء سيطرة مباشرة أو غير مباشرة بوعي أو ربما أحيانا بغير وعي .


- يستعملون هذه الطريقة المفيدة جدا لهم في كل وقت ، بالاضافة الى البراعة التي يتمتعون بها في هذا المجال ، فتجدهم ٱن كانوا رؤساء عمل يسيطرون بالكامل على موظفيهم بحيث يهددونهم ان عارضوا على شيئ ويتخطون كل الحدود حتى يصبح الموظف خاضعا كليا ، وإن كانوا آباء يحاولون التحكم في أولادهم الراشدين كما لو أنهم أطفال ولا يفعلون أي شيئ يخالف ما يريدونه ، وإن كانوا أزواجا يستغلون حب الطرف الآخر والتزامه لمصلحتهم ويشدون عليه من اليد التي تتألم كما يقال في المثل الشعبي  " يحكموه من اليد لي توجع " .



- تذكر المعالجة  سوزان في كتابها "الابتزاز العاطفي" وهي تكون أكثر من بحث في هذا المجال، أن للابتزاز 4 أوجه :


  1. + المعاقب : ويشمل من يعتمدون على العدوانية والتهديد للطرف الآخر والطرق المباشرة رغم أنفه 
  2. + ‏المعاقبين الذاتيين : وهم من يهددون بإيذاء أنفسهم عند محاولة فعل أشياء لا يرغبونها مستغلين عاطفة الطرف الآخر 
  3. + ‏المعانون : من يجعلون كل معاناتهم وألمهم بسببك أنت لأنك لم تفعل ما يريدونهم ويكثرون من الشكوى لكي تشعر بالذنب 
  4. + ‏المغوون : وهؤلاء يستغلون مناصبهم أو معارفهم أو ممتلكاتهم لتخضع لهم طمعا فيما يغوونك به والتي غالبا ما تكون مجرد أوهام 

- في الحقيقة قد يودي بنا إحساسنا المرهف وفي أحيان أخرى تزعزع تقتنا في أنفسنا أو حتى الرغبة الملحة في إرضاء الآخرين ، أو ربما حاجتنا الشديدة للحفاظ على علاقتنا التي ربما قد تكون هروبا من الماضي ، قد تجعلنا فريسة سهلة ولذيذة لمن يريد استغلالنا لأولئك المبتزين الذين تسعى لإرضائهم ، وقد تتكبد مسؤولية كبيرة لاسعادهم ، وتتحمل أوصافهم غير المستحقة لك كوصفهم لك بالاناني والمهمل وعدم الامتنان لما فعلوه من أجلك ، وهذا كله من أجل اشعارك بالذنب واخضاعك لهم  لتحقيق ما يريدونه فقط ، ولا يهمهم إن كنت ستخسر حياتك او وقتك أو عملك أو راحتك النفسية.. وقد تنسى أن لك حدودا وحياتا خاصة وقد تهلك نفسك في سبيل هؤلاء المبتزين .


- حياتك أولى وأولا وقبل كل شئ


 ، وراحتك النفسية ستمكنك من تحقيق ما تصبو اليه وستحقق رضاك عن نفسك ، ولا يتم هذا إن كنت لا تعرف كيف تضع حدودا لنفسك وتجبر الآخرين على عدم تجاوزها وإن أردت مساعدة شخص ما فهذا على قدر استطاعتك فأنت لست آلة في يد الآخرين فقط لأنك تعاني من بعض الأشياء كالعاطفة الشديدة او نقص الثقة بالنفس او هواجس الماضي التي تريد الهروب منها ، احترم وقتك وقدرتك واصنع لنفسك مسافتك الخاصة ، واذا أردت الحفاظ علاقتك فاجعلها صحية او تخلص منها وتذكر دائما كيف أن العلاقات يجب أن تكون متكافئة ، تضحية متبادلة ، حب متبادل ، احترام متبادل ... حطم المبتزين .

المراجع : الابتزاز العاطفي - سوزان فورورد 
اعداد : إكرام يوسري
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-