التفكير العقلاني واللاعقلاني
التفكير العقلاني واللاعقلاني |
تنتشر في مجتمعاتنا الأفكار الخرافية واللاعقلانية
،
والسلبية التي تسبب الاضطراب النفسي للأفراد في شتى المجالات، لذلك كان لا بد من
تغيير الافكار اللاعقلانية واستبدالها بأفكار أكثر ايجابية وعقلانية.
الأفكار العقلانية واللاعقلانية
نعني بالتفكير العقلاني: هو التفكير الذي يساعد
الانسان على انجاز الاهداف و الغايات الاساسية التي تعمل على اسعاده، في حين ان
التفكير اللاعقلاني : هو التفكير الذي يمنع الانسان من انجاز اهدافه و غاياته و
بالتالي الشعور بالتعاسه و الاحباط .
تُعد النظرية العقلانية الانفعالية لرائدها (
ألبرت اليس ) من اكثر النظريات التي ادخلت المنطق و العقل في عملية العلاج او
الارشاد النفسي ، و بدأ اليس اسلوبه عند اقتناعه بأن الخبرات المبكره الخاطئة او
غير المنطقيه تستمر ولا تنطفئ رغم تعزيزها من الخارج ، و ذلك لأن الافراد يعزون
هذه الخبرات المتعلمه بتكرار تلقينها داخلياً لأنفسهم و بأنفسهم حتى تصبح فلسفه
لهم ، و يفترض ان هناك قوى بيولوجية و قوى اجتماعية تقود الفرد الى التفكير
العقلاني ، و ان الانسان بإستطاعته ان يكون عقلانياً في تفكيره ، و ان الاضطرابات
الانفعالية و العصابية ما هي الا افكار غير عقلانية
.
متى تكون اساليب التفكير عقلانية و لاعقلانية ؟
تكون المعتقدات و اساليب التفكير منطقية و
عقلانية عندما تنسجم مع اهدافنا العامة ، و قيمنا الاساسية في الحياة ، و تحقيق
السعادة ،و الفاعلية الاجتماعية ، و الابداع والإيجابية ، و تكون المعتقدات و
اساليب التفكير غير منطقية و غير عقلانية عندما لا تكون صحيحة و منطقية في ذاتها
ولا تخدم توافقنا مع الواقع ، و تحكم علينا بالسلبية و الهزيمة و بالتالي الشعور
بالاحباط و عدم الفعالية .
بعض النماذج من الافكار العقلانية و اللاعقلانية
1ـ من الامور الحتمية للفرد ان يحظى بحب و
استحسان الاخرين لكل ما يقوله او يفعله .( فكرة غير عقلانية )
ـ من المحبب و لكن ليس من الضروري للفرد ان يحبه
و يستحسنه الاخرون ، بيد انه من المستحسن ان يحظى الفرد بإحترامه لنفسه بدلاً من
استحسان الاخرين له و ان يقدم الحب بدلاً من توقع الحب . ( فكرة عقلانية )
2ـ انها كارثة او مأساة عندما لا تسير الامور كما
نود لها ان تكون . ( فكرة غير عقلانية )
ـ من السيء ان تكون الامور كما لا نود لها ان
تكون ، و علينا ان نحاول بكل جهد تغيير الظروف او ضبطها و ان يمهد لنفسه قبول
الامور كما هي . ( فكرة عقلانية )
3ـ إن شقاءنا و تعاستنا و عدم احساسنا بالسعادة
نتائج لاشياء خارجة عن ارادتنا مثل الحظ . ( فكرة غير عقلانية )
ـ إن جزءاً كبيراً من مصيرنا نحكمه نحن بإرادتنا
و تصرفاتنا .
4ـ إن الانسان يحتاج لفرد اقوى و اكثر خبرة
ليسانده و يساعده على تحقيق اهدافه في النجاح بدل ان يعتمد على نفسه . ( فكرة غير
عقلانية )
ـ من الافضل ان نعتمد على انفسنا و ان نقف على
اقدامنا بمجهودنا و ان نستمد ايماننا من انفسنا و من قدراتنا و قيمنا الخاصة عند
مواجهة مصاعب الحياة ، و اذا عاوننا الاخرون فلا بأس اما اذا امتنعوا فلا نضطرب
لذلك . ( فكرة عقلانية )
الاقناع المنطقي
يهدف اسلوب الإقناع المنطفي الى تحديد اسباب
السلوك المضطرب من افكار و معتقدات غير عقلانية او غير منطقية ، و التخلص منها
بالاقناع العقلاني المنطقي و اعادة الفرد الى التفكير الواقعي . و يلاحظ ان هذا
الاسلوب يناسب المراهقين الذين يرفضون الآراء او النصائح الصادرة من الكبار .
يقوم هذا الاسلوب على اساس ان الانسان ما بين
عقلاني و غير عقلاني ، و ان مسبب السلوك المضطرب خبرات مثيرة صادمة تؤدي الى تكوين
معتقدات غير منطقية و افكار خاطئة او خرافية ،و هذه الافكار يقنع بها الفرد نفسه
في شكل حوار مع النفس و يعتنقها دون خلفية واعية فتؤدي الى فهم خاطئ ، نتيجة لنقص
خبرة او قصر نظر او جمود فكري .
يسير اسلوب الاقناع المنطقي على النحو التالي :
ـ دراسة الخبرة و ظروفها و ملابساتها .
ـ دراسة و تعرف المعتقدات و الافكار غير المنطقية
، و إلقاء الضوء على نظام المعتقدات الذي يتضمن الافكار غير المعقولة ، التي تكونت
نتيجة المرور بخبرة صادمة او مثيره و كانت نتيجتها الانفعالية الاضطراب السلوكي .
ـ تغيير المعتقدات و الافكار غير المنطقية
بالاقناع المنطقي ، اي اقناع الفرد بالمنطق بخطأ وعدم منطقية افكاره و معتقداته باستخدام
الحجج و البراهين ، و كيف ان هذه الافكار تؤدي الى اضطراب سلوكه .
ـ بناء و تبني افكار و معتقدات جديدة منطقية و
معقولة ، و فلسفه جديدة للحياة اساسها السلوك السوي المتوافق مع الواقع .
و هذا هو الاثر الحسن لهذا الاسلوب الذي يؤدي الى
الصحة النفسية ، و تترك الحرية للفرد لتقبل و تطبيق ما يتبناه من افكار و معتقدات
و تعمل على وقاية الانسان من الانهزامية و
تدمير الذات .
إعداد : ايمان هاني
المراجع :
مبادئ التوجيه و الارشاد النفسي / د. كاملة
الفراخ ، د. عبد الجابر تيم
التوجيه و الارشاد النفسي / د. حامد عبد السلام
زهران