أحلام اليقظة
وسيلة هامة يجسد فيها الإنسان ميولاته، وخاصة المراهقين، فمن غير المألوف أنك تجد مراهقاً دون أن يكون له خبرة بهذا النوع من التفكير الذي يوجه و يسيطر على السلوك ويسهل الحياة.
خارجَ حُدودِ أَحلامِنا، تبدو الحياةُ مجرَّدَ منفى!
فهيا ظاهرة عقلية توجد في كل الأفراد، ولكن تكون واضة أكثرفي هاته المرحلة(المراهقة)، كما أن هذه الموضوعات التي تنطوي عليها هاته الأحلام، تحتلف تماماَ عن المراحل السابقة أو اللاحقة.
وبهذا يتم لهذا النوع من الأحلام في هاته المرحلة على أساس حالة صحية، طبيعية، أو خاصية من خصائص النمو العقلي لهذه المرحلة.
لقد قسم العلماء أحلام المراهقة عند المراهقين إلى طائفتين:
1: أحلام يقظة تدل على الشعور بالعظمة و القوة و السيادة
2: أحلام يقظة تنم عن الشعور بالنقص.
إن النوع الأول من أحلام اليقظة يعتبر كوسيلة للتنفيس من أمال المراهق ومشروعاته المستقبلية وخاصة ما يتصل منها بغرامياته، فقد يتخيل المراهق نفسه أحياناً بطلاً قوي الجسم، مفتول العضلات، رأى فتاة حسناء تغرق، وحولها جمع غفير من الناس ، فيقفز هو إلى الماء معرضاً نفسه للعديد من المخاطر، ويخرج من الماء حاملاً الفتاة بذراعية المفتولاتين، هذا النوع من التخيل هو تعويض نفسي لما يشعر به المراهق من نقص و قصور في إمكانيته.
أما النوع الثاني هو نوع من المازوشية(التلذذ بحب تعذيب الذات)، تلجأ إليه الفتيات المراهقات عادة في حالات القنوط و اليأس الشديد إذ يدفعها هذا الشعور باليأس إلى تخيل نفسها في مواقف تسبب لها الألأم و التعذيب، وهي تجد في هذا النوع من التعذيب لوناَ من الوان الراحة النفسية، شأنها في ذلك شأن من يبكي عند مشاهدة مسرحية حزينة، إلا أنه يجد في هذا البكاء راحة للنفس، فالدموع في أمثال هذه الحالات تهدئ الأعصاب.
ولا بد من الإشارة أن حلم اليقظة هو عبارة عن عملية تفكير و تخيل، التي تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى إشباع الرغابات غير محققة وبلوغ أهداف المعرقلة، أي أنها تسمح للشخص بأن يحقق في الوهم ما لا يستطيع تحقيقه في الواقع،
إن أحلام اليقظة سلاح ذو حدين، فكما تثير همة المراهق وتدفعه إلى العمل لتحقيق ما يفكر فيه في عالم الخيال وتكون وسيلة لتوجيه الناحية الإبتكارية و تنميتها، إلا و أنه تعتبر في نفس الوقت مضيعة لوقت المراهق على حساب إهماله لنواح كثيرة من النشاط الذي يسمج له بتمية ميوله المتعددة،بالإظافة أن بعض المراهقين يجدون إشباع حاجاتهم في الخيال، و من ثم لا يبذلون جهداً كافياً لتحقيقه في واقعهم
و في الأخير يمكن القول أن لها جانبان، إيجابي و سلبي، فهي فوق فوائدها الإيجابية تساعد على بناء الثقة بالنفس، وتكوين هدف قيم للسلوك، ومن ناحية سلبية أخرى، قد تؤدي إلى الإنسحاب، من عالم الواقع إذ لم يصح إستعمالها ، وتم إستخجامها بشكل مفرط..
من كتاب التنويم المغنطيسي لمصطفى غالب إعداد: بلال مرسلي